الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومخطوة اخرى على طريق الانقسام

خطوة اخرى على طريق الانقسام

0Shares

خطوة اخرى على طريق الانقسام

يكشف الخلاف بين وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان و سكرتير المجلس الأعلى لأمن النظام علي شمخاني من جهة و حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان القريبة من المرشد الاعلى عن جذور ازدواجية موقف خامنئي التي ظهرت واضحة حين تحدث عن إمكانية “التفاعل” و “التفاوض” مع العدو، واكد في الوقت نفسه على عدم الاستسلام.

  أعطى أمير عبد اللهيان الضوء الأخضر لإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة قائلا “إذا كانت هناك حاجة لإجراء محادثات مباشرة لن نتجاهلها” وتبعه شامخاني ليؤكد احتمالات الخوض في المحادثات المباشرة، بشرط أن يكون هناك “اتفاق جيد” لكن سرعان ما هاجمهما شريعتمداري واصفا رؤيتهما بـ “الجري وراء السراب” ومحذرا من اغراق النظام في “المستنقع الذي أعدوه له”.

شدد شريعتمداري في مقالته على أن هناك من يشاركه الرأي، وأن تصريحاتهما أثارت موجة قلق بين طيف واسع من الموالين المتشددين والعناصر المستعدة دائما لتنفيذ أوامر النظام، وأكد على ضرورة تصحيح أقوالهما غير المدروسة وإزالة الشكوك التي أثارتها.

في تلك الاثناء اعلن الرئيس ابراهيم رئيسي خلال مقابلة تلفزيونية عن مجال لأي اتفاق إذا كانت الأطراف مستعدة لرفع العقوبات، ويأتي غموض موقفه من التناقض الجوهري في نسيج وبنية النظام.

ظهر الشقاق واضحا بين اقرب عناصر خامنئي، مثل شمخاني وأمير عبد اللهيان وشريعتمداري عندما تصاعد لهيب الأزمة الحادة وانسد افق الخروج منها، كما يحدث في انظمة  مافيات القوة والثروة، فمن ناحيتهم يقول شمخاني، أمير عبد اللهيان، قاليباف، ولايتي، ومراجع الدين بان الوضع بات حرجا للغاية واحتياطيات النظام الإستراتيجية مستنزفة لدرجة عدم وجود خيار سوى التوصل إلى اتفاق بأي ثمن، وطريقة الوصول إلى اتفاق هي التفاوض المباشر مع الشيطان الأكبر، في حين يرى الطرف الآخر الذي تمثله صحيفة كيهان ومديرها حسين شريعتمداري المدعوم من مجتبى نجل خامنئي ان المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة والتوصل إلى اتفاق  سم قاتل لأن الخطوة الأولى تضعف هيمنة الولي الفقيه و التالية تضع النظام على منحدر “التدهور اللانهائي” الذي حذر منه خامنئي نفسه بقوله إنه لن يُبقي شيئًا من النظام.

يعيش خامنئي مازق الغموض والعجز عن اتخاذ موقف حاسم في محادثات فيينا، وعدم القدرة على الخروج من الازمات سواء باتفاق او دون اتفاق، مما يضعف اسس النظام ويدفعه نحو التمزق من الداخل.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة