الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتوقت نظام الملالي قد انتهی وحان الآن موعد سیادة الشعب الإیراني وتحقیق...

وقت نظام الملالي قد انتهی وحان الآن موعد سیادة الشعب الإیراني وتحقیق الحریة

0Shares

بقلم: فروغ گلستان

 

الزيادة في أسعار البنزین بنسبة ثلاثة أضعاف في نوفمبر المنصرم أشعلت فتیل انتفاضة شعبیة متأججة اجتاحت نیرانها النظام الإیراني برمته.

قوبلت هذه الانتفاضة بقمع وحشي من قبل نظام الملالي المجرم مما أسفر عن استشهاد أکثر من 1500 شهیدٍ واعتقال 12000 شخص.

 

يعترف مراقبو الشأن الإيراني بل النظام نفسه بأنّ قضیة ارتفاع أسعار البنزین بنسبة ثلاثة أضعاف كانت مجرد شرارة أشعلت صراعاً عنيفاً بالغ الأهمیة بين النظام والشعب. هذا الصراع كالجمرة تحت الرماد تقبع في عمق المجتمع الإيراني ولن تخبو نيرانها بالقمع والقتل والسجن.

يمكننا أن نرى الصراعات الاجتماعية الملتهبة في أعماق المجتمع الإیراني من خلال الفجوات والثغرات العمیقة الموجودة، کما تفعل الدراسات الجيولوجية التي يمكنها اكتشاف ثغرات هائلة في الطبقات السفلى لجغرافيا  إيران، ومثالها الصدوع (الفوالق) المختلفة الموجودة مثلاً في تبريز وجبال زاکرس.

 

هناك فجوات عمیقة داخل المجتمع جراء حكم الملالي، هناك جروح ومعاناة عميقة في جسد وروح الشعب. هناك الكثير من القسوة والظلم، والكثير من الصرخات المکبوتة والکثیر من الأجساد المملوءة بالجروح نتیجة الضرب والتعذیب وآثار الرصاص، والكثير من الأرواح المعذَّبة التي ذاقت الویلات في الحبس الانفرادي وسجون النظام، والكثير من الفقر والحرمان والإدمان والتشرّد، والعدید من الآباء والأمهات المکتوین بنار فقدان أبنائهم. قائمة جرائم النظام الإيراني الإرهابي تطول والخافي أعظم.

نعم هناك الكثير من الألم المکبوت علی مدار أربعة عقود من حکم الملالي بحیث إذا نشط برکان غضب الشعب ستظهر زلازل وانجرافات اجتماعية عمیقة وإنزلاقات حادة داخل المجتمع الإیراني وثقافته کما حصل في انتفاضة نوفمبر والتي شرحت رسالة مفادها اقتراب حدوث  تحوّل کبیر وثورة عظیمة وشیکة.

لذلك یمکننا القول إنّ الانتفاضة لم ولن تنتهي. هي انتفاضة مستمرة حتی تحقیق النصر. والدلیل علی ذلك هو ذعر مسؤولي النظام الظاهر في بياناتهم وخطاباتهم.

 

يحاول النظام مواجهة آثار هذه الانتفاضة والتستّر علیها من خلال إثارة الرعب والترهیب أو اللجوء إلی الدجل وتلفیق الأکاذیب.

حتی مسؤولي النظام أنفسهم یعترفون بأنّ انتفاضة نوفمبر كانت فريدة من نوعها علی مدار أربعين عاماً من حکم النظام. لذا فإنّ النظام يدرك جيداً أنّ هذه الانتفاضة مستمرة وستتأجج أکثر وأکثر ولن ینطفئ وهجها، لیست هي فحسب بل إنتفاضتي العراق ولبنان کذلك. ولهذا السبب بالتحدید هو مرتبك و خائف.

من المؤكّد أنّ هذه الانتفاضة لن تخمد أبداً، لأنها تحظی بدعم حركة شعبية قوية، وتسیر علی المسار الصحيح في ظلّ قيادة مخلصة وعازمة تبعث علی الأمل والتفاؤل، إلی جانب وجود معاقل الانتفاضة الباسلة في المقدمة وحضور شعب واعٍ ومتأهّب یستحقر النظام وأسالیبه في إثارة الرعب دون أدنی إحساس بالخوف والتردّد.

هذه الانتفاضة الباسلة تحظی بدعم من منظمة مجاهدي خلق التي لا تُضاهى في مقاومتها المستمرة وصمودها وصبرها.

خلال انتفاضة نوفمبر وعندما خرج جيل ثائر إلى الشوارع بریادة معاقل الإنتفاضة، تساءل البعض عن صلة هذه الانتفاضة بالمقاومة الإيرانیة ومنظمة مجاهدي خلق.

بعض المحطات التلفزيونية الناطقة باللغة الفارسية أو حتى أولئك الإصلاحيين داخل النظام ینکرون هذه الصلة ویدّعون أنّ انتفاضة نوفمبر کانت حركة بلا شعارات ولا قادة ولا تنظیم، ولكن تفنید هذه الادعاءات بسيط جداً.

 

توجد في هذه الانتفاضة  مؤشرات على أرض الواقع وفي الشوارع تُظهر بوضوح مراكز قيادة وإثارة انتفاضة نوفمبر.

 

المؤشر الأول: الانتفاضة التي بدأت بشعار الموت لخامنئي والموت لروحاني علی صلة بمن؟

لطالما ردّد مجاهدو خلق MEK شعار الموت لولایة الفقیه والموت لخامنئي ولا یزالون یردّدون هذه الشعارات لأنها مكلفة ویجب دفع ثمنها علی حد تعبیر البعض.

تماماً مثل شعار الموت لخميني الذي تمّ إطلاقه وتعمیمه لأول مرة من قبل ميليشيا مجاهدي خلق على حساب أرواحهم. والآن یفتتح الشباب احتجاجاتهم بتردید شعار الموت لخامنئي.

المؤشر الثاني: بمن تأثرت الانتفاضة التي بدأت بحرق رموز ومظاهر حكم الملالي الکریهة من خاتم خميني إلى صور خامنئي المشؤومة ومن الذي يحفّزها؟ وإلی أي تیار وحرکة عنیدة ينتمي؟

المؤشر الثالث: الشابات والفتيات المتواجدات في الشوارع واللواتي برز دورهنّ في القتال داخل مجموعات مکّونة من ثلاث إلى خمس نسوة، من هنّ قدوتهنَ ومصدر إلهامهنّ؟

والمؤشر الأهم: من یقف وراء تنظيم معاقل ومراکز الاشتباکات مع قوات الحرس في الشوراع وکیف تمّ ذلك التنظیم؟ كيف يتحرك المتظاهرون ويقاومون ويواجهون رصاص تلك القوات المجرمة بصدور رحبة؟

لأنه علی حد علمنا فإنّ أولئك الذين يسعون إلى إنكار الصلة الوطیدة بین الانتفاضة والمقاومة الإیرانیة وکیفیة ارتباطهما، لطالما روّجوا للنظام من أجل التذلّل له ولیس من أجل النضال والکفاح. قاموا بالدعایة له من أجل الخمول واليأس والخوف من مستقبل زائف، وإرهاق الشعب بزجّه داخل عصابات النظام، أو من أجل الدفاع عن الدیکتاتوریة السابقة وأسلافها ونعتها بالديمقراطية والتطوّر والإزدهار، ومحاولة خلق معارضة وبدیل مزيف لحجب المقاومة الحقیقیة للشعب الإيراني والقضاء علیها، أو القول بإنّ الإطاحة بالنظام سیؤدي إلی وضع مأساوي یشبه الوضع في سوریة ولیبیا وإنّ جرائم النظام وممارساته القمعیة المروّعة هي دليل على قوته وشرعيته، لذا يجب الخنوع إليه  والتذلّل أمامه والرضوخ لسطوته.

لذلك لابد من البحث عن جوهر وجذور ودوافع وقواعد الانتفاضة في أسسها وشعاراتها وممارساتها المیدانیة.

الحقيقة هي أنّ الشباب المحتجّ في الانتفاضة الإيرانیة يسلك المسار الذي رسمه له مجاهدي خلق منذ أربعة عقود، لهذا وكما يقول السيد منتظري فإنّ المجاهدين ليسوا أفراداً بل هم فكر وطريقة ونهج.

حتى إذا نظرنا إلی الأمر من جانب الإنکار والنفي فسنصل إلی هذه النتیجة أیضاً.

الآن لنقم افتراضاً بحذف منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإیرانیة من الحسابات، نعم هذا صحيح. ستتغیّر معادلات إيران والعالم بأسره. هل ستندلع انتفاضة؟ هل ستتردد شعارات الموت لخامنئي والموت لولاية الفقيه؟ بکل تأکید لا. ولكن ستقع حوادث كثيرة أخرى منها:

  • المصالحة مع النظام المجرم ستصبح مشروعة بدلاً من الهتاف بموته والمطالبة باسقاطه.
  • سیحلّ"الإصلاحیون والمعتدلون" محلّ جلاّدي وجزاري النظام، ولن يتركوا بدیلاً للشعب سوی النظام وعصاباته المجرمة أو إنّ الشعب سيلجأ في نهاية المطاف إلى الديكتاتورية السابقة.
  •  يُطلب من الناس التعامل مع شتی أصناف المعاناة والألم لأن النظام قوي وسیقوم بقمعهم إذا تمرّدوا، أما إذا حاولوا القتال فسیتعرّضون للقمع والتعذيب والإعدام لذا يجب الرضوخ والتزام الصمت.
  • سیتستّر الاصلاحیون علی دماء مجزرة 1988 ويترکونها في طي النسیان، ویستلمون دفة الحکم وهم لا یقلّون إجراماً عن الأصوليین.
  • من ناحية أخرى سیعقدون آمالهم علی النشاط النووي والصاروخي للنظام وسیفتحون له المجال لمزید من القتل والإرهاب وإراقة الدماء في المنطقة.

تجدر الإشارة إلی أنّ الشيء المهم الذي يبشر بتغيير المرحلة الراهنة وبدء مرحلة جدیدة والذي تمّ توثيقه بفضل انتفاضة نوفمبر، هو أننا نواجه نظاماً یقضي أیامه الأخیرة وهو یقف علی شفا هاوية خطیرة، وهذا ما تؤکّده التطوّرات المتسارعة کل یوم.

هنیئاً للشعب الإيراني لأنه یمتلك المقاومة والبديل الذي تحمّل جمیع الآلام والمعاناة، وقاد مقاومة عظیمة شهدت إراقة الکثیر من الدماء خلال کفاحه ضد نظام الملالي لأكثر من أربعين عاماً ولن یتنازل عن حقوق الشعب الإيراني.

وفي أصعب اللحظات والظروف استطاع هذا البدیل بمقاومته وصموده الراسخ أن یشقّ طريقه بتأجیج لهیب المقاومة من خلال تربیة جيل ثائر في جميع معاقل ومدن الانتفاضة .

وبالتالي فإنّ كل من یودّ أن يفتح عينيه علی الحقیقة ولا يتقصّد إخفاءها، سيرى بوضوح قیادة هذه الانتفاضة ومحفّزها وملهمها ومنیر مسارها.

إنها المقاومة الإيرانية بزعامة مسعود رجوي والتي صُقلت بدماء 120 ألف شهید قضوا خلال نضال مجاهدي خلق ضد نظام الملالي المعادي للبشریة منذ لحظة تأسیسها في إیران عام 1981، ووصلت إلى لحظة الانتصار الحالیة.

في الختام یجب القول إنّ کل المؤشرات والدلائل تخبرنا بأنّ وقت هذا النظام قد انتهى وحان الآن موعد سیادة الشعب وتحقیق الحرية.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة