السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتالتصعيد الخيار الوحيد لإيران

التصعيد الخيار الوحيد لإيران

0Shares

بقلم:منى سالم الجبوري

بعد جدل طويل بشأن إنضمام أو عدم إنضمام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى الاتفاقية الدولية لمجموعة العمل المالي الدولية لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال fatf) )، والتي تعتبر من ملحقات الاتفاق النووي، الذي وقعته إيران مع القوى العالمية الست ولم تنفذها، حسم المرشد الاعلى الايراني الموقف عندما أعلن معارضته للانضمام للإتفاقية وطلب من نواب مجلس الشورى الإيراني إعداد مشروع قانون بديل لهذه الاتفاقية.

هذا الموقف الايراني الذي لايثير التعجب و الاستغراب کثيرا، خصوصا بعد أن فشلت طهران في إيجاد حواضن لها تقيها من آثار و تداعيات الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي خصوصا بعد إن باتت معظم الشرکات العاملة في إيران قد إنسحبت أو تفکر في الانسحاب ولاتريد المراهنة على الحصان الايراني الخاسر، کما إن خامنئي في موقفه هذا يسعى لإبراز أکبر قدر من الغضب بوجه الاوربيين الذين لايريدون أن يقدموا أي دعم أو ضمانات لإيران من دون أن تبادر الاخيرة الى تقديم قدر واضح من تنازلات جديدة.

موقف خامنئي هذا من شأنه وضع المزيد من العراقيل أمام الرئيس روحاني الذي حاول جاهدا الحصول على موافقة البرلمان على الانضمام لتلك الاتفاقية، وهو في نفس الوقت سيعقد المساعي الاوربية الجارية لإنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار، ومن الواضح إن هذا الموقف لايمکن إعتباره مصدر و أساس قوة أو ورقة يمکن الاستفادة منها بل إنه نوع من الهروب للأمام أو السباحة ضد التيار، علما بأن الاوضاع المختلفة التي تواجها إيران تجعل من هذا الموقف عبئا جديدا ثقيلا عليها ولاسيما إنه يعطي التبرير الواضح للبلدان التي تٶکد على دور النظام الايراني في دعم التطرف و الارهاب و تمويله.

لو لم تصعد إيران تجاه الغرب مالذي بإمکانها أن تفعل غير ذلك؟ وخط التصعيد هذا الى متى يمکنه الاستمرار و الصمود في ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية و في ظل النقمة الشعبية و الاحتجاجات المتواصلة دونما إنقطاع و دعوات المعارضة للتغيير في إيران کحل وحيد للمعضلة الايرانية؟ من دون شك إن هذا الموقف سيثقل الکاهل الايراني بعبأ إضافي ليس هو في الاساس في حاجة إليه إذ هو متهالك و يکاد أن ينهار، ولکن المرشد الاعلى وبعد أن رأى بأن هناك ضغط متواصل على النظام من دون وجود أي تغيير أو إنفتاح إيجابي تجاهه، ومايحدث الان في بازار طهران وبازار إصفهان، الغضب الذي إجتاح 9 محافظات، تدل على إن الشعب الايراني لم يعد يحتمل ويطيق هذا النظام وسياساته الفاشلة التي قادت إيران الى أکثر من منحدر وهاوية، والمشکلة إن الشعب کله صار يدرك إن العلة تکمن في رأس النظام أي خامنئي نفسه تماما کما تٶکد زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي التي تعد هي الاخرى أکثر من مفاجأة غير سارة للنظام في التجمع السنوي الکبير للمقاومة الايرانية يوم السبت القادم في باريس، ليصعد خامنئي هذا هو خياره مثلما إن خيار الشعب إسقاط‌ه!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة