السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتانقطاع التيار الكهربائي أو النهب ما أمكن وابتزاز أبناء الوطن

انقطاع التيار الكهربائي أو النهب ما أمكن وابتزاز أبناء الوطن

0Shares

ادعى المعمم حسن روحاني في 24 يونيو 2021 مجانية الكهرباء والمياه، وأشار إلى تصريحات خميني العبثية المتعلقة بمجانية الكهرباء والمياه في بداية تملقه لإيران في خطابه في 1 فبراير 1979، قائلًا: " وعد خميني الشعب بتوفير المياه والكهرباء مجانًا، وتم تنفيذ وعده الذي قطعه على نفسه للشعب في بهشت زهرا، في الحكومة الـ 12". (قناة "شبكه خبر" المتلفزة، 24 يونيو 2021).

ويقصد المعمم المحتال بمجانية المياه والكهرباء هو انقطاعهما لدرجة أن المواطنين تدفقوا في الشوارع في العديد من المدن، ومن بينها مدن طهران وشيراز وكازرون وقائمشهر وبابل وآمل وباكدشت، وغيرها من المدن مرددين هتاف "الموت لخامنئي"، احتجاجًا على انقطاع الكهرباء.

وكتبت صحيفة "همدلي" الحكومية، إن نضوب محطات الطاقة واستخراج العملات المشفرة وإمداد العراق بـ 40 في المائة من احتياجاته من الكهرباء تعتبر من الأسباب الرئيسية لانقطاع التيار الكهربائي في إيران. (صحيفة "همدلي" الحكومية، 5 يوليو 2021).

 والحقيقة هي أن غضب المواطنين وزئيرهم وتدفقهم في الشوارع مرددين هتاف "الموت لخامنئي" أدى إلى بث الرعب والهلع في قلوب قادة وعناصر نظام الملالي من تكرار انتفاضة نوفمبر 2019. وهزَّت قوة هتاف "الموت لخامنئي" المعمم إيجئى، رئيس السلطة القضائية.

وكتبت وكالة "إيرنا" الحكومية للأنباء: " إن رئيس السلطة القضائية أمر المدعي العام للبلاد بإجراء تحقيق فوري في سبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في الأيام الأخيرة". (وكالة "إيرنا" الحكومية للأنباء، 6 يوليو 2021).

ونتيجة لقوة هتاف"الموت لخامنئي" تصدر المعمم روحاني المحتال المشهد وقال بوقاحته المعهودة: "عندما لا تنقطع الكهرباء ولا المياه لعدة سنوات متتالية، ينسى المرء مدى أهمية ذلك".

وألقى روحاني باللوم على المواطنين والطبيعة وقال: "لا شك في أن الاستهلاك أيضًا ارتفع كثيرًا. والحقيقة هي أن وزارة الطاقة ليست مسؤولة. وتطورنا في مجال الكهرباء تطورًا منطقيًا، وتكمن مشكلتنا في الجفاف هذا العام" ( قناة "شبكه خبر" المتلفزة، 6 يوليو 2021).

ولكن عندما أدرك الروح القوية للمواطنين في احتجاجاتهم على الجفاف وانقطاع التيار الكهربائي، اضطر إلى الاعتذار للمواطنين بشكل احتيالي.

 بيد أن المواطنين لم ولن ينخدعوا بخدعة هذا المعمم المحتال. لذلك، اعترفت صحيفة "جوان" المحسوبة على قوات حرس نظام الملالي بهذه الحقيقة، وكتبت: " لقد ازداد غضب المواطنين في هذه الأيام من المشاكل الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي والمياه لدرجة أن الحكومة تعتقد أنها قادرة على تهدئة الأوضاع بمجرد اعتذار رئيس الجمهورية ووزير الطاقة". (صحيفة "جوان"، 8 يوليو 2021).

والسبب في عدم تهدئة الأوضاع هو أن المواطنين يعتبرون نظام الملالي الناهب وقادته هم المسؤولون عن هذا الوضع.

في حين أن مدن محافظة طهران، ومن بينها العاصمة طهران تعيش في ظلام دامس، والمواطنون غير قادرون على إضاءة مصباح كهربائي واحد، في حين أن ثكنات قوات حرس نظام الملالي فی ساحة "سباه" بطهران مغمورة بالضوء.

وفي ظل هذا الوضع نشر المواطنون مقاطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي لثكنات قوات حرس نظام الملالي القمعية وهي ساطعة ومغمورة بالأضواء مرددين هتافات "الموت لخامنئي" و"الموت لرئيسي" و"لعنة الله على خميني".

والسبب الآخر في نقص الكهرباء هو تبني المؤسسات والعناصر الحكومية الذين لديهم محطات كهرباء في إقطاعياتهم سياسة تعمد قطع التيار الكهربائي

 وأشارت صحيفة "شرق" الحكومية، إلى أن هناك "تمتمات حول تحرير أسعار الكهرباء" وكتبت في هذا الصدد: "إن صناع السيارات ومنتجي منتجات الألبان وعدة مجموعات أخرى تبنوا خلال العام أو العامين الماضيين صيغة متكررة لرفع أسعار منتجاتهم. ويبدو أن منتجي الكهرباء يعتزمون هذه الأيام انتهاج نفس الأسلوب، ووقف العرض أو خفضه بشكل كبير ثم الإعلان عن عدم الرضا عن السعر والحصول في نهاية المطاف على تنازلات من الحكومة أو الشعب. وواجه الإيرانيون في الأيام القليلة الماضية في ذروة حرارة شهر يوليو انقطاع التيار الكهربائي وعانوا من الظلام الدامس لدرجة أنهم ملأوا شبكات التواصل الاجتماعي بالغضب من هذه الأوضاع المتردية ووصل الأمر حتى إلى التدفق في الشوارع للاحتجاج. وبعد انقطاع التيار الكهربائي والعيش في ظلام دامس بشكل غير مسبوق ومستمر، تنتهي الآن مناقشة الخبراء المقربين من شركات توليد الكهرباء وبعض خبراء الاقتصاد اليمينيين المقربين من الحكومة بقرار واحدة، وهو الادعاء " بتدني أسعار الكهرباء للغاية في إيران والحاجة إلى رفع السعر لتقليص الاستهلاك وتطوير هذه الصناعة". (صحيفة "شرق" الحكومية، 8 يوليو 2021).

 وقال خبير حكومي بشأن انقطاع التيار الكهربائي محذرًا من تكرار انتفاضتي يناير 2018 ونوفمبر 2019 : " إن الطبقات الدنيا قامت بانتفاضتي يناير 2018 ونوفمبر 2019 بسبب المشاكل الاقتصادية. وليس من المستبعد الآن أيضًا أن نشهد احتجاجات أكثر شراسة من هاتين الانتفاضتين إذا لم يفعل المسؤولون شيئًا من أجل المواطنين ولم يتم تحقيق الراحة لهم". (موقع "بهار نيوز"، 6 يوليو 2021).

إن الاحتجاجات الواسعة النطاق أجبرت المعمم السفاح إيجئي على تكليف المدعي العام بمتابعة هذه القضية، ومن المؤكد أن هذا الأمر لن يسفر عن النتيجة المرجوة، نظرًا لأن المتسبب في هذا الوضع الحرج هو نظام الملالي المفترس وعلى رأسه على خامنئي، ومهما كان الإنسان شريرًا ويؤذي الآخرين، فإنه لا يؤذي نفسه. لذا، فإن المدعي العام لإيجئي لا يمكن أن يرتكب أي خطأ.

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة