الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةأخبار إيراندفاع أيتام دكتاتورية الشاه عن نظام الملالي

دفاع أيتام دكتاتورية الشاه عن نظام الملالي

0Shares

في الوقت الذي وضع نظام الملالي على وشك السقوط الحتمي بسبب الانتفاضة الشعب الإيراني المتصاعدة، وبينما يعيش هذا النظام في عزلة دولية وإقليمية غير مسبوقة نتيجة هزيمة منيت بها سياسة المساومة مع النظام على الصعيد الدولي، وفي الوقت الذي يمر البديل الديمقراطي المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، على أعتاب إقامة المؤتمر السنوي العام للإيرانيين في باريس، فانفلت نظام الملالي وأيتام دكتاتورية الشاه الخائن، عقالهم وجن جنونهم خوفاً من مجاهدي خلق والشعب الإيراني، ساعين ليل نهار إطلاق حملات الأكاذيب والشيطنة ضد مجاهدي خلق الإيرانية.

واغتنم ابن الشاه الخائن في عمود في وكالة أنباء بلومبرغ (نشرته بعض وسائل الإعلام العربية نصه خدمة لصالح النظام الإيراني) الفرصة، للتنفيس عن حقد يضمره أيتام دكتاتورية الشاه على مجاهدي خلق الإيرانية. والمثير أنه حاول أن يقحم نفسه مؤيدا «للثورة الديمقراطية» باقتباس وسرقة لأدبيات المقاومة الإيرانية. تلك الثورة المزعومة التي يريد أن يقيمها ابن الشاه مع الباسداران (عناصر الحرس) وغيرهم من عناصر مخابرات الملالي!

ووفق بلومبرغ: «في ثمانينات القرن الماضي، ارتبط بهلوي في شبابه بعلاقات مع ”سي آي إيه“، تبعاً لمقال نشره حينها الصحافي بوب وودورد في ”واشنطن بوست“. إلا أنه حتى في الفترة تلك، لم تحاول إدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان تغيير النظام الجديد داخل إيران، وإنما حاولت التفاوض معه. ومثلما كشفت فضيحة ”إيران كونترا“، فإن مستشاري ريغان كانوا يبيعون أسلحة إسرائيلية للملالي من أجل تحرير رهائن في لبنان».
 

وأرسلت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الرد التالي إلى وكالة أنباء بلومبرغ

دفاع أيتام الفاشية الملكية عن الفاشية الدينية

منذ بداية القرن العشرين، حيث الشعب الإيراني يناضل من أجل الديمقراطية والسيادة الوطنية، اصطفت دكتاتوريتان مطلقتان أمامه: نظام الحكم الملكي المطلق التوارثي، والملكية الدينية للملالي. وهذان النظامان وعلى الرغم من كل تناقضاتهما، فيتحدان في موضوع محدّد وهو العداء للديمقراطية وقمع التحرّرين بالعنف والقهر. ولذلك فإن الديمقراطية تأتي بمثابة ختم لنهاية التاريخ لهذين الاتجاهين في إيران.

في عام 1953، أسقط بلاط الشاه، في إنقلاب خططته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) و اينتلجنت سرفس (البريطانية)، الحكومة الديمقراطية والوطنية الوحيدة في تاريخ إيران المعاصر بقيادة  الدكتور محمد مصدّق، وفرض حكم الإرهاب والخوف على إيران لمدة 25 عاماً. وكان الملا كاشاني، سلف خميني، أهم عنصر داخلي لعب دوراً في الإنقلاب وقمع التحرّريين. في عام 1908، وبعد عامين من الثورة الدستورية، عندما قصف شاه قاجار بمساعدة روسيا القيصرية بالمدفعية، مجلس الشورى الوطني، كان مساندوه المحليّون، ملالي متخلفون بقيادة الملا فضل الله نوري. هذان الرجلان المتخلفان (كاشاني وفضل الله نوري) كانا، قدوة لخميني ونظامه وتم تكريمهما مرّات عدة. 

والآن وبعد 65 عاماً من الإنقلاب الأسود ضد الدكتور مصدّق، يسعى ابن محمد رضا شاه بهلوي، الذي فرّ والده من البلاد، خوفاً من شعار رفعه ملايين الإيرانيين «الموت للشاه»، للرد الجميل للملالي المتخلفين الذين قدّموا خدمة لوالده. وعقب انتفاضة الشعب الإيراني العارمة التي بدأت في مطلع عام 2018 حيث وضعت تحقيق الإطاحة بنظام الملالي في  المدى القريب المنظور بشكل ملموس، ادعى رضا بهلوي أنه «وإذا ما تم تخيير المواطنين بين (مجاهدي خلق) والملالي، فإن الاحتمال الأكبر أنهم سيختارون الملالي». (وكالة أنباء بلومبرغ 19 حزيران). فهذا الزعم القائل إن الشعب الإيراني، يختار نظام الملالي (محطّم الرقم القياسي للاعدام في العالم) والراعي الرئيسي للإرهاب في العالم، هو الادعاء نفسه من قبل الإنقلابيين والملالي المؤيدين له الذين كانوا يقولون إن الشعب هو من أسقط مصدّق وأعاد الشاه إلى السلطة. هنا تغيّرت الأدوار فقط، الملالي هم الآن،، الحاكمون في البلاد وأيتام البلاط الشاهنشاهي يمدون يد الاستجداء نحوهم.

هذه المزاعم من قبل ابن الشاه الذي لا يمثل أحدا، سوى نفسه، والاعتبار الوحيد الذي يملكه هو كونه ابن دكتاتور مخلوع، تزيد من كراهية الشعب الإيراني حيال أيتام الشاه. هناك آلاف من السجناء السياسيين الذين مازالوا يحملون آثار تعذيب سافاك الشاه المرعب على أبدانهم، وحتى أمهات كثير من المناضلين الذين أعدمهم الشاه، هم شهود أحياء على هذه الجرائم.

إن مصدر التصريحات الغبيّة لابن الشاه يعود إلى خطاب خامنئي يوم 9 يناير في ذروة الانتفاضة حينما اعترف الأخير بأن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل إيران كانت العامل الرئيسي خلف الانتفاضات. كما ألقى روحاني رئيس جمهورية النظام يوم 2 يناير في اتصال له بالرئيس الفرنسي، اللوم على مجاهدي خلق بسبب الانتفاضات وطلب من الحكومة الفرنسية وضع قيود على المنظمة في فرنسا. وأما سبب الحقد الدفين الذي يضمره ابن الشاه حيال النساء المجاهدات واعتباره، ارتدائهن الحجاب بحرية واختياره بمحض ارادتهن، عملا إجباريا، يعود إلى حقيقة اعترف بها «سنايي راد» نائب قائد قوات الحرس حينما قال إن النساء المجاهدات (أعضاء مجاهدي خلق) كنّ وراء التنظيم الرئيسي للانتفاضات في كثير من المدن. كما إن حجاب النساء المجاهدات، يعتبر سلاحاً ضد التطرف الديني بشقيه الخلافة الشيعية أو السنية، وهو يرمز إلى الإسلام الحقيقي والمتسامح، بدلاً من التخاذل أمام قراءة هؤلاء المتطرفين للإسلام وتسليم 2 مليار مسلم لهم. إن القمع الدموي للنساء المسلمات والمتحجبات في عام 1935 من قبل رضا خان المعروف بالبلطجي جدّ هذا الولد، ابن الشاه، ظل وصمة عار في تاريخ إيران المعاصر، لأنه قد فتح الطريق أمام الاستبداد الديني للملالي. الحقيقة أن القضية في إيران هي الديمقراطية والدكتاتورية وليست الإسلام وغير الإسلام.

طيلة 53 عاماً من حياة مجاهدي خلق، زعم نظاما الشاه والملالي آلاف المرّات، تدميرهم وأن ليس لديهم شعبية. غير أن هذه المنظمة وبالاعتماد فقط على الدعم الواسع من مختلف شرائح الشعب لها، استطاعت الصمود والمقاومة رغم تنفيذ أكثر من 100 ألف عملية إعدام وحملات الاغتيال والمؤامرة ضدها، وتحوّلت إلى التحدّي الرئيسي للملالي الحاكمين حسب اعترافهم.

إن مبادرة السلام التي قدمتها منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بعد انسحاب الجنود العراقيين من الأراضي الإيرانية في عام 1982، لوقف الحرب الخيانية التي أصرّ خميني وحده على مواصلتها بشعار «فتح القدس عن طريق كربلاء» والتي قتل خلالها أكثر من مليون شاب إيراني، هي من أكبر مآثرنا الوطنية. مشروع السلام المقدّم من قبل المجلس  الوطني للمقاومة الإيرانية (مارس 1983) تضمّن قبول «اتفاقية الجزائر في عام 1975 والحدود البرية والنهرية الواردة فيها، كأساس لسلام عادل ودائم» وإحالة «مسألة تحديد الخسائر الناجمة عن الحرب» و«كيفية دفع حقوق إيران» إلى محكمة لاهاي الدولية. ولاقى هذا المشروع تأييدا من قبل 6000 مسؤول حكومي وبرلمانييين وزعماء سياسيين في العالم كما رحّبت به الحكومة العراقية رسمياً ووصفته بأنه «أساس مقبول لمحادثات السلام». وكان هذا المشروع يضع في جدول الأعمال المصالح الوطنية الإيرانية منها اتفاقية الجزائر 1975 التي أعلنتها الحكومة العراقية ملغاة في بداية الحرب، بالإضافة إلى مسألة التعويضات الحربية. ولكن الحاح خميني قد جعل الوضع يصل إلى ما هو عليه الآن بحيث لم يتمكن النظام الإيراني من توقيع اتفاقية سلام مع عملائه الحاكمين في العراق رغم مضي 15 عاما من حكمهم في هذا البلد. 

إن نضال المقاومة الإيرانية من أجل السلام سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الدولي، هو العامل الداخلي الذي فرض على خميني قبول وقف إطلاق النار والتوقف عن الزج بالأطفال إلى حقول الألغام، وإلا فإن الملالي كانوا يعرّضون مئات الآلاف من الشباب والمراهقين الآخرين للقتل.  وأكدت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ومنذ اليوم الأول لدخولها العراق على الاستقلال الكامل مالياً وسياسياً وعسكرياً، وهو المبدأ الذي كانت ملتزمة به حتى اليوم الأخير من وجودها في العراق في 9 سبتمبر2016 ولا توجد حتى وثيقة واحدة تثبت خلاف ذلك، رغم مضي 15 عاماً من الاطاحة بالحكومة العراقية السابقة، ورغم أن جميع وثائق تلك الحكومة وضعت تحت تصرف نظام الملالي.

ولكن الأمر الواضح والموثق، هو أن خميني استطاع من سحب أيتام الشاه للوقوف بجانبه في الحرب العدوانية الخيانية للبلد مع خارطة طريق باسم كربلاء إلى القدس. وهذا ما لا ينساه تاريخ إيران.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة