السبت, مايو 18, 2024
الرئيسيةمقالات30 ألف مشعل من أجل الحرية

30 ألف مشعل من أجل الحرية

0Shares

بقلم:غيداء العالم

 

لو کان بالامکان إرجاع عقارب الزمن، هل کان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يقدم على تنفيذ جريمته النکراء بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق؟ مع إنه سيکون هناك ممن سيجيب بالنفي، لکننا ولمعرفتنا التامة بمعدن هذا النظام والمقومات التي يقف عليها، فإننا نٶمن وبقناعة کاملة بأن هذا النظام لو أعادوا الکرة معهم ليس مرة أخرى وانما آلاف المرات فإنه سيقوم بتنفيذ جريمته، إذ أنه لو لم يقم بذلك فإنه ذلك يعني بأنه غير متطرف ولايٶمن بالارهاب، ولاريب من إنه لايستطيع أبدا أن يتخلى عن التطرف والارهاب.

مجزرة عام 1988، هي في الحقيقة بمثابة الفيصل بين تيارين وإتجاهين رئيسيين في الثورة الايرانية التي أسقطت النظام الملکي، وهما الاتجاه الديني المتطرف الذي مثله التيار الديني المتزمت في الثورة والاتجاه الآخر، هو الاتجاه الوطني الايراني ذو البعد والعمق الانساني الذي جسدته منظمة مجاهدي خلق التي کان لها القسط الاوفر في عملية النضال من أجل إسقاط النظام الملکي، وإن التضاد والمواجهة التي جرت ولازالت تجري بينهما، تجسد في الحقيقة أصل وأساس کل المسائل الجارية في إيران.

مجزرة عام 1988، بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، ليست مجرد جريمة أو مجزرة عادية بل إنها جريمة وبإمتياز ضد الانسانية وفي نفس الوقت فقد جسدت موقفا دوليا يجسد منتهى اللامبالاة وعدم الاکتراث تجاه أبشع جريمة ترتکب في القرن العشرين بحق السجناء السياسيين، والملفت للنظر إنه وعلى الرغم من إن منظمة العفو الدولية کانت قد إعتبرت هذه المجزرة جريمة ضد الانسانية ووجوب محاکمة مرتکبيها، لکن الذي جرى هو صمت دولي مطبق ازاء ذلك، وإن ذلك الصمت المريب هو الذي قاد الاوضاع الى المنعطف الخطير الحالي، ذلك إن الصمت والسکوت عن هذا النظام وممارساته هو الذي شجعه لکي يتمادى أکثر فأکثر.

اليوم، والعالم يعيش ذکرى إرتکاب النظام الايراني لمجزرة عام 1988، فإن إحتفاء أبناء الجاليات الإيرانية في 30 عاصمة ومدن رئيسية في أوروبا وأمريكا الشمالية، يوم السبت 25 آب/ أغسطس، وبشكل متزامن، بهذه الذکرى المأساوية، يمکن إعتباره بمثابة إيقاد 30 ألف شعلة وضاءة من أجل الحرية والانسانية، وهکذا إحتفاء غير عادي لايجب أبدا على المجتمع الدولي أن يتغاضى عنه ويتجاهله بل إن الواجب الانساني يدعوه لکي يقف الموقف المناسب الذي يثبت من خلاله إنسانيته وذلك بأن تتم محاسبة ومقاضاة القادة والمسٶولين الايرانيين الذين شارکوا في إرتکاب هذه الجريمة البشعة.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة