الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممجزرة عام 1988في إيران وغلیان الدماء الزکیة لـ 30 ألف سجين...

مجزرة عام 1988في إيران وغلیان الدماء الزکیة لـ 30 ألف سجين سياسي

0Shares

قبل اثنين وثلاثين عاماً وعقب هزيمة نظام الملالي في الحرب الإیرانیة العراقیة التي استمرت ثماني سنوات وتجرّع سمّ وقف إطلاق النار من قبل ولي الفقیه المتعطش للدماء في 18 یولیو 1988، أصدر خمیني الدجال، فتوى مروعة بتنفیذ حکم الإعدام بحق جميع سجناء مجاهدي خلق في کافة السجون الإیرانیة وإبادتهم بالکامل بغیة تحييد آثار تجرّع السمّ وتخویف المجتمع.

أکبر جريمة ضد الإنسانية في التاريخ المعاصر

بناءً علی هذه الفتوى الصریحة، التي سجلها التاريخ بخط خميني الدجال فإن «الموجودين منهم حاليا في السجون ومازالوا متمسکين بنفاقهم يعتبرون محاربين ويحکم عليهم بالإعدام».

«في كل المسائل المطروحة في الأعلى كل شخص في كل مرحلة إن كانت قضيته النفاق فحكمه الإعدام، دمروا أعداء الإسلام بسرعة، وبخصوص متابعة الملفات، تنفيذ الأحكام بسرعة هو المطلوب».

وقد قال خمیني الدجال في فتواه البربریة مخاطباً جلادیه وجلاوزته لكي لا يترددوا في ارتكاب تلك الجريمة اللاإنسانية:

«ان الحزم الإسلامي حيال أعداء الله من الاحکام التي لا مجال للتردد فيها في النظام الإسلامي متمنيا أن تکسبوا رضا الله بحقدکم وغضبکم الثوري ضد أعداء الإسلام. علی السادة الذين يتولون المسؤولية أن لا يترددوا في ذلک أبدًا وأن يسعوا ليکونوا «أشداء علی الکفار»».

السمات الحصریة لمجزرة عام 1988

شهد التاریخ الكثير من الجرائم والمجازر الهمجیة، من المجازر التي ارتکبت بحق الأسری في حروب العصور الوسطى إلى المجازر العرقية والعنصرية والإبادة الجماعیة لملايين الأشخاص في معسكرات الموت النازية، لكن مجزرة السجناء السياسيين في عام 1988 لها سمات خاصة تجعلها فریدة بين نظیراتها، منها:

ارتکاب هذه الجريمة بأمر مکتوب من الشخصیة الأولی في النظام.

• إعدام السجناء لمجرد إيمانهم وإصرارهم على معتقدهم.

• صدور أحکام قضائیة بحق السجناء الذین راحوا ضحیة المجزرة، حیث کان الکثیر منهم یقضي فترة محکومیته أو ینتظر إخلاء سبیله بعد أن قضی فترة محکومیته.

وبالنظر إلی هذه السمات الحصریة، وصف السير جيفري روبرتسون، قاضي المحكمة الخاصة للأمم المتحدة بسيراليون، مجزرة عام 1988 بأنها واحدة من أسوأ الجرائم ضد الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

لکن في مقابل هذه السمات المروعة للجریمة والتي بموجبها سجّل اسم خميني وجلاديه، باعتبارهم أكثر المجرمين إجراماً في التاريخ وفقاً لمنتظري، خليفة خميني، فإن ثبات السجناء علی مواقفهم مثال تاريخي مدهش وفرید من نوعه، فضلاً عن أنه ملحمة مذهلة للغاية.

فقد کان بإمکان آلاف السجناء تحديد مصيرهم والاختيار بين الحریة أو الموت من خلال الإجابة على سؤال کانت تطرحه لجان الموت علیهم بأمر من خميني هو: ما هو اتهامك؟

کان السجناء علی علم أن ذكر اسم مجاهدي خلق في الإجابة یعادل حکم الإعدام. ومن المدهش إن أكثر من 95٪ من السجناء الذین واجهوا السؤال أعلاه، أجابوا بکلمة "المجاهد" و"أنصار مجاهدي خلق" بجرأة منقطعة النظیر.

نعم، المجاهد هي الكلمة الرئیسیة التي رسمت الحدود الدامية والثابتة بين الاستسلام والنضال منذ عام 1981.

في مساء 20 يونيو 1981، رفض الشبان والناشئون المؤيدون لمجاهدي خلق ذكر أسمائهم رداً على من کانوا یسألونهم عن هوياتهم، مرددین كلمة واحدة فقط هي: مجاهد!

وقد نشر مكتب المدعي العام التابع لخميني، في الصحف الحكومية، صوراً للفتيات الباسلات التي أعدمن حتى تحضر عائلاتهن لاستلام جثامینهن الطاهرة.

رسم هذا الخط الدموي للمقاومة الذي بدأ منذ 20 يونيو 1981، الحدود بین مصيرين وآفاقين تاريخيين. الخط الدموي الذي مرّ بسجون ومسالخ خميني ووصل إلى ساحات النضال من أجل التحرير وعبرها، وخلق ملحمة 14 عاماً من المقاومة غیر المسلحة في أشرف وليبرتي.

ثم تجلّت هذه المقاومة الدامیة في سلسلة الانتفاضات المناهضة للنظام في شوارع الوطن، من انتفاضة ديسمبر 2017 إلى انتفاضة نوفمبر عام 2019.

كل هذه الأشكال من المقاومة والنضال هي استمرار منطقي وتاريخي للخط الأحمر الدموي نفسه الذي رُسم في 20 يونيو 1981.

وفي مقابل هذا الخط، یقف المنساقون والخونة والعملاء والدعاة ومرتزقة النظام الذين التمسوا مصالحهم الخاصة في بقاء النظام الإجرامي الذي ارتکب أکثر المجازر وحشیة في التاریخ المعاصر.

لقد حاول ويحاولون هولاء تبرئة ساحة الجلادین من وزر الجریمة وإدانة المقاومة وتأثیم الشهداء بالقول إنه لو لم يقاوم المجاهدون ولو سلكت قيادة مجاهدي خلق طريق الاستسلام بدلاً من سياسة المقاومة المسلحة ونضال جيش التحرير، لما اضطرت الحكومة إلى إظهار ذلك الحجم من العنف والقساوة!

كما أنهم ألقوا باللوم على مجاهدي خلق فيما یتعلق بمجزرة السجناء السياسيين في عام 1988، مشيرين إلى عملیة الضیاء الخالد لجیش التحریر علی أنها السبب في ارتکاب المجزرة. في حین قد شهد عشرات لا بل مئات السجناء بأن النظام قد خطط وأعد لارتکاب المجزرة بحق سجناء مجاهدي خلق قبل عملیة الضیاء الخالد بوقت طويل.

تاريخ بدء المجزرة

قال زعيم المقاومة الإيرانية، مسعود رجوي، ذات مرة: «اتخذ خميني قرار تجرّع سمّ وقف إطلاق النار وإبادة سجناء مجاهدي خلق في يوم واحد». وبالفعل تمّ تأكيد هذه الحقیقة الیوم على الصعيد الدولي.

فقد أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمریکیة في 21 يوليو 2020 بأن: «19 يوليو 1988 (الیوم التالي لتجرّع سمّ وقف إطلاق النار من قبل خمیني) هو ذكرى بدء "لجان الموت" في إيران بأمر من خميني».

وأضافت مورغان أورتیغاس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية: «تم تحديد كل من رئيس السلطة القضائية ووزير العدل الحالي في النظام الإيراني أعضاء في "لجان الموت" هذه. يجب محاسبة جميع مسؤولي النظام الإيراني الذين يرتكبون انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان».

ما تقوله وزارة الخارجية الأمريكية اليوم وبعد 32 عاماً علی المجزرة، یشیر أولاً إلى أن هذه الجريمة، لم ولن تتأثر بمرور الزمن، کونها جريمة ضد الإنسانية.

وثانياً، إن التعبير عن هذه الحقيقة هو انعكاس للضمير الإنساني الحي في العالم المعاصر. الضمير نفسه الذي تبلور في التاسع عشر من يوليو في المؤتمر العالمي الثاني من أجل إيران حرة- التقاضي لشهداء المجزرة والانتفاضة -مقاضاة نظام الملالي.

حیث قالت السیدة مريم رجوي: «انظروا الآن إلى أولئك المجاهدين في مرآة مقاومة الشعب الإيراني المتلألئة طیلة 40 عاماً، الذین قبلوا المشانق بالآلاف في مجزرة 1988، واختاروا مسار الحریة والمقاومة بين خیاري الاستسلام واسم ومسار مسعود رجوي».

نعم، (كما قال خميني)، لم یتخلی واحد من بین الآلاف عن النضال ولن یتخلی عنه حتى تحرير إيران.

نعم، هذا معنی دفع الثمن وهو ملخص دموي لتاريخ هذه السنوات الأربعين.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة