الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمن حق المنطقة تأييد التغيير في إيران

من حق المنطقة تأييد التغيير في إيران

0Shares


بقاء واستمرار النظام في إيران يعني بقاء فلسفته التي تبيح له علی أساس نظرية دينية بسط نفوذه في المنطقة.


بقلم: منی سالم الجبوري

 

هل إن التغيير السياسي في إيران والذي شدد الشعب الايراني علی المطالبة به خلال إنتفاضتين کبيرتين لفتا أنظار العالم، هو شأن مرتبط بإيران لوحدها وليست له علاقة بالمنطقة؟ هل إن تأييد ودعم نضال الشعب الايراني والمعارضة الايرانية النشيطة من أجل الحرية والتدخل من قبل دول المنطقة هو تدخل في الشأن الايراني؟ قبل أن نجيب علی السؤالين اللذين يطرحان حاليا بقوة، لا بد من التأکيد علی إن قضية التغيير ليست مسألة طارئة ومستجدة إطلاقا خصوصا بعد أن وصلت الاوضاع في إيران الی أسوأ ما تکون بل وحتی أسوأ من نظيرتها في عهد الشاه.
الفلسفة التي تأسس عليها النظام القائم في إيران هي نظرية دينية تم صياغتها في إطار مشروع سياسي ـ فکري يعتمد علی مترکزين أساسيين أولهما مسک الداخل الايراني بيد من حديد وضمان عدم قيام أي تغيير في البناء الفکري ـ السياسي للنظرية وثانيهما؛ التمدد الخارجي وبسط النفوذ بصورة تمهد للبقاء والاستمرار بحيث تعتبر هذه المناطق بمثابة أجزاء تابعة ومندمجة بالمشروع، ومن هنا فإن المشروع الايراني يختلف کثيرا عن المشاريع الاستعمارية التي لم تکن تمهد للبقاء الدائم وانما لآجال محدودة مرتبطة بمصالح محددة.
هل يمکن أن ينتهي النفوذ الايراني في لبنان مثلا؟ وهل يمکن لحزب الله اللبناني أن يفک إرتباطه الفکري ـ السياسي بالنظام القائم في إيران؟ الغريب أن لا إيران ولا حزب الله بقادرين عن التخلي عن بعضهما البعض تلقائيا لأن ذلک يعني فيما يعني تشکيل خطورة غير عادية عليهما، ويجب أن لا ننسی بأن التورط الايراني في سوريا لمنع سقوط نظام الاسد، قد کان بالاساس خوفا من ضمور حزب الله بعد سقوط نظام الاسد (الذي کان محتملا في بدايات الاحداث في سوريا)، وما کان يعني ذلک تشکيل خطر جدي علی النظام في إيران.
بقاء واستمرار النظام في إيران، يعني بقاء فلسفته التي تبيح له علی أساس نظرية دينية بسط نفوذه في المنطقة، أما تغييره الجذري فيعني نهاية المشروع الايراني وضمور أذرعه في لبنان والعراق واليمن وسوريا ونفس الامر بالنسبة لخلاياه النائمة والاذرع العقائدية التابعة له في دول المنطقة الاخری والعالم، وإن واحدا من أهم بقاء وإستمرار النظام الايراني هو نفوذه من خلال أذرعه في المنطقة ويجب أن لا ننسی أو نتجاهل بأن إحدی أهم العوامل تخفيف أثر العقوبات الدولية علی إيران ولاسيما خلال عهد أوباما، کان بسبب نفوذه في العراق حيث صار العراق جسرا ومنفذا مفتوحا له، أما حزب الله فقد صار بمثابة سيف مسلط ليس علی رأس الشعب اللبناني فقط وانما شعوب المنطقة أيضا کما إن ما يضطع به جماعة الحوثي في اليمن يدل علی إنه ليس مجرد ورقة وانما بندقية متطوعة عقائديا لطهران ضد اليمن والسعودية وبلدان الخليج، وبعد هذا فهل إن المنطقة التي تری الشعب الايراني الذي ضاق ذرعا بهذا النظام ويريد تغييره، أن تکتفي بالنظر وتتناسی أي خطر يشکل هذا النظام علی حاضرها ومستقبلها؟

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة