الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوموجهان لإيران؛ نظام الملالي ومنظمة مجاهدي خلق

وجهان لإيران؛ نظام الملالي ومنظمة مجاهدي خلق

0Shares

اليوم إيران لها وجهان. وجه لنظام منهار، غارق في أزمات، معزول في العالم، یعیش في كابوس الانتفاضة في كل اللحظات، أجرى عملية جراحية داخلية كبرى بإقصاء أقرب المقربين للنظام يصف حاله إبراهيم رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 في تصريحات له مساء الرابع من أيلول (سبتمبر)، بنظام غارق في أزمات عميقة، ليس لديه مخرج منها.

لكن الوجه الآخر هو منظمة ناضلت لمدة 56 عامًا في معركة شرسة مع دكتاتوريتي الشاه والملالي، والتي كانت 42 عامًا منها معركة دامية مع أقوى قوة رجعية في التاريخ.

منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، التي تحتفل بذكرى عامها السابع والخمسين لتأسيسها.

تنظيم طالما تعرض منذ ما يقرب من 6 عقود لهجمات وضربات من الشاه والملالي والاستعمار والرجعية للقضاء عليه من جميع الجهات. لم ولن يتورعوا عن ارتكاب أي جريمة وحبك أي مؤامرة أو مهاجمتها لتدميره، بل حشدوا 12 حكومة لهذا الغرض ؛ لكن هذه المنظمة بقيت نشطة، بل تقدمت بشكل ديناميكي، وتغلبت على العقبات، وأحبطت المؤامرات، وتحملت الضربات في جسدها وتجاوزت، لتخرج منها أكثر صلابة ورصانة.

إنها لم تنهار لضربة أغسطس الكبرى في عام 1971 من قبل نظام الشاه  واعتقال المؤسسين وكل المركزية و 90٪ من الأعضاء، ولم تحبط ولم تشك في النضال وخط النضال الثوري، بل حولت السجن إلى ساحة أخرى لمواصلة النضال وإعداد متطلباتها.

وتحت قيادة زعيم المقاومة مسعود رجوي، اجتازت الضربة المدمرة للانتهازيين المتشدقين باليسارية عام 1975، وزادت تلك الضربة من نضجها وخبرتها.

وفي الأيام الأولى لحكم خميني، على عكس العديد من التيارات الأخرى، لم تنخدع بمناورات خميني الاحتيالية بشعار "الموت لأمريكا" بل أصرت على التناقض الأساسي، وهو رجعية خميني.

في 20 يونيو 1981، عندما أمر خميني بإطلاق النار على المظاهرات السلمية، قامت بواجبها التاريخي ودفع الثمن الباهظ لمقاومة خميني بأغلى دماء.

في عام 1988، عندما أرادت النظام المتخلف والمستعمرون من خلال مؤامرة وقف إطلاق النار التصوير بأن هذا التنظيم وجيش التحرير هما نتيجة الحرب الإيرانية العراقية بهدف حرقهما سياسياً، أعلن القائد العام لجيش التحرير مسعود رجوي النزول إلى الساحة لسحق هذه المؤامرة الكبرى، وخاض جيش التحرير عملية "الضياء الخالد" وهزم المؤامرة وجعل مستقبل جيش التحرير والمقاومة مضمونا ومؤمّنا.

في الحرب الأمريكية العراقية (2003)، على الرغم من أنها لا علاقة لها بهذه الحرب، إلا أنها تعرضت للقصف بنية تدميرها، وبعد ذلك تم نزع سلاحها، ثم وضعت لسنوات عديدة رهن الإقامة الجبرية في معسكر أشرف؛ بهدف إرغامها على الاستسلام ووقف النضال ضد دكتاتورية الملالي. لكن زعيم المقاومة مسعود رجوي قال: إذا وقف أشرف فإن العالم سيقف بجانبه!

ووقف أشرف بثمن باهظ فشنوا عليه هجمات بالقنابر والفؤوس مستهدفين جسده النازف بالدروع والرصاص. ثم تعرضت المنظمة في ليبرتي لإطلاق نار متكرر وقتل بالصواريخ، لكن قامتها لم تنحنِ ولم تتوقف  بل استمرت في النضال ضد النظام.

نعم، هذا هو الوجه الحقيقي لإيران. منظمة رائدة لم تترك أثرا للإذلال والاستسلام طيلة 56 عاما. منظمة رسمت منذ اليوم الأول الحد الفاصل بين المستغِلين والمستغَلين؛ وبهذه الطريقة، استمرت في إنكار الأيديولوجية الاستغلالية ووضعت نفي ثقافة "أنا أولا" كعنوان لها ووضعت قيمة الدفع اللامتناهي، وحب الآخرين مسار عملها.

المنظمة التي كتب مؤسسوها مبدأ التضحية والصدق في مقدمة قيمها منذ اليوم الأول، وظلت تضحي بالدماء وتناضل ضد نظامي الشاه والملالي منذ ما يقرب من 6 عقود، وتصر بصدق وتهور على مبادئها. الآن بات الشاه مقبورا تحت تراب التاريخ وحان وقت نظام الملالي ليلقى مصيرا مماثلا، غارقا في أزمات ويعيش طريقا مسدودا.

هذا هو المصير الذي صوره زعيم المقاومة مسعود رجوي قبل 42 عاما، مؤمنا بفتح وكسر جمود التضحية والصدق، وقال: "… اليوم نعلم أن المستقبل بلا شك مستقبل الجيل الذي هو جيل الثورة. العناصر المعادية للشعب، العناصر الرجعية، ليس لها مصير سوى الزوال لا مفر منه. المستقبل سوف يشهد على ذلك.". (دروس تبيين العالم – 1979). .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة