السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانألم يحن الوقت للإعتراف بالهزيمة؟

ألم يحن الوقت للإعتراف بالهزيمة؟

0Shares

بقلم:سهی مازن القيسي


ليس هناک من يمکنه أن ينکر الطابع القمعي غير العادي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و قسوته و بطشه في الفتک بمن يعارضونه بصورة خاصة و بالشعب بصورة عامة، وإن إلقاء نظرة علی 38 عاما من عمر هذا النظام بهذا الصدد، يثبت بأنه الاکثر قمعا و دموية ليس في المنطقة فحسب بل في العالم کله.
عندما تتناقل وسائل الاعلام تقارير تؤکد بأن السلطات الامنية الايرانية قد قتلت عشرة من المشارکين في إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، من جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له، فإن هکذا تصرف ليس بغريب و عجيب عليه وهو النظام الذي قام بإبادة أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق لمجرد إنتماءهم للمنظمة، وإن مبادرة منظمة العفو الدولية الی إدانة اعتقال ستة مدافعين عن حقوق الإنسان وحذرت بشأن ممارسة التعذيب عليهم. فإنها وإن کانت خطوة بالاتجاه الصحيح لکنها مع ذلک بحاجة الی التطوير و جعل‌ أکبر و أکثر إتساعا لکي يصبح في المستوی المطلوب وذلک بجعله موقفا أمميا في المستوی المطلوب.
الملفت للنظر إن من بين المعتقلين الذي يتعرضون لوجبات منظمة من التعذيب الجسدي و النفسي و بأبشع الطرق، أعدادا من النساء، اللائي شارکن في الانتفاضة بصورة فعالة، ويبدو إن هذا النظام لايزال يراهن علی السجن و التعذيب و التعذيب کوسيلة و طريقة وحيدة من أجل ردع الشعب و إرعابه و ثنيه عن الوقوف بوجهه، لکن الذي يجب أن نلاحظه بدقة هو إنه کلما قام النظام بتصعيد قمعه و ممارساته التعسفية کلما إزدادت و تضاعفت النشاطات و التحرکات الاحتجاجية المناهضة له، وإن تجارب 38 عاما، تؤکد و تثبت ذلک بکل وضوح.
أهم درس کان يجب أن يستفاد منه هذا النظام، هو ماقد إرتکبه بحق منظمة مجاهدي خلق و التي فاقت کل الحدود ولکنها ليس لم تؤثر علی المنظمة فقط وانما ضاعفت من نضالها و حتی من شعبيتها، ويکفي أن نشير الی أن إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، قد کانت بقيادتها وهذا بحد ذاته وسام شرف في الاستمرار و المضي علی التمسک بالمبادئ و تحدي الظلم و السجن و الاعدامات و التعذيب، وهاهو النظام اليوم يجد نفسه أمام الشعب کله وقد إرتضی بقيادة المنظمة له.
هذا الدرس الذي يتجاهله النظام عن عمد ومع سابق إصرار، فإنه ومن دون أدنی شک يسير علی نفس الطريق الذي سار عليه سلفه نظام الشاه وإنه سوف يحصد کل ماقد زرعته يداه وعن قريب.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة