السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليوممع استمرار الاحتجاجات واتساعها..رسالة الشعب الإيراني وصلت

مع استمرار الاحتجاجات واتساعها..رسالة الشعب الإيراني وصلت

0Shares

تعيش إيران حال الاضطراب كل يوم، ويتجلى ذلك في تجمع قطاعات مختلفة من الناس للاحتجاج على سياسات النظام القمعية والناهبة المناهضة للشعب.

في صباح الأحد 9 مايو، نظم المتقاعدون المحرومون احتجاجات متواصلة وشاملة على مستوى البلاد في 13 مدينة في إيران.

وعلى مدى الأشهر الأربعة الماضية، خرج المتقاعدون كل اسبوع، وأحيانًا مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، إلى الشوارع واحتجوا مطالبين بالتجاوب مع مطالبهم.

في الوقت نفسه، جاء المعلمون إلى طهران من مدن مختلفة بسبب البطالة وعدم تطبيق الوعود الكاذبة لمسؤولي النظام، وعقدوا وقفات احتجاجية أمام مجلس شورى النظام.

كما تجمع طلاب المدارس المتحمسون في ست مدن لعدة أيام للاحتجاج على قرار النظام إجراء امتحانات حضورية والزج بهم في ساحة ألغام كورونا.

الشعارات في جميع هذه الاحتجاجات تجاوزت الأهداف المطلبية والسياسية، واستهدفت النظام بكامل أركانه، وهتف المتقاعدون الغاضبون: "يجب إطلاق سراح العامل المسجون"، "لم نعد نصوت، لقد سمعنا الكثير من الأكاذيب"، "نعاني من كورونا والتمييز معًا، لا أحد يهتم بنا"، "قم أيها المتقاعد، ضد الظلم والتمييز".

وقد دقت هذه الحقيقة أيضًا أجراس الإنذار لأجهزة النظام، وكتبت صحيفة مستقل الرسمية يوم 9 مايو: في "الاحتجاجات (الاجتماعية)، المسألة المهمة هي خروج القضية من حالة طلب بسيط وتحولها إلى شكل أمني وبوليسي".

بعد الانتفاضة الكبرى والنارية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 تسبب انتشار كورونا في اخماد نار الاحتجاجات الذي سماه خامنئي "نعمة"، لكن مع "بلوغ سكين الفقر والبؤس عظام العائلات" لدرجة أنه حتى "طلاب المدارس ينتحرون" حسب صحيفة مستقل يوم  9 مايو، لم يعد بإمكان كورونا منع اندلاع الغضب الاجتماعي.

ومن هنا وصلت الاحتجاجات الاجتماعية قبل أربعة أشهر إلى ذروتها مرة أخرى. في البداية، تجمع المتقاعدون في عدد قليل من المدن المحدودة، وفي الأسابيع التالية زاد عدد المدن والأشخاص المشاركين في هذه التجمعات؛ والآن انضمت مجموعات أخرى إلى الاحتجاجات، من الخاسرين في البورصة، إلى العمال والمعلمين والطلاب.

هذا الوضع لا يخفى على خامنئي وأجهزة النظام القمعية، لكن خلاصة القول هي أنهم إذا لجأوا إلى القمع المطلق، فإن الاحتجاجات ستصبح أكثر عمقاً، وأكثر راديكالية، لا سيما بالنظر إلى الظروف المتفجرة للمجتمع، والتي ربما تكون أبعد من الوضع المتفجر في نوفمبر 2019، ولو تم تركها دون التعامل معها بشكل بوليسي وقمعي، فسوف تنتشر الاحتجاجات بسرعة وستنضم إليها المزيد من الطبقات.

تسببت حالة الجمود في النظام باستمرار الاحتجاجات وانتشارها في الأشهر الأربعة الماضية، خاصة مع احتمال انضمام الطلاب، هذا الجيش المتحمس الذي يبلغ قوامه 16 مليونًا، حيث سيعطي المزيد من الديناميكية والروح الاقتحامية للاحتجاجات الاجتماعية.

ليس من قبيل الصدفة أن يقوم مسؤولو النظام والجهات الحكومية مرارًا وتكرارًا بالتحذير من "تداعيات الاحتجاجات الدورية والنمو الفطري"، ويبدون خوفهم من "تمرد الجوعى"، بحسب ما نشرت (صحيفة جهان صنعت الحكومية، في 4 أبريل).

ومع ذلك، يجب أن يُقال لخامنئي ونظامه: "هذه الاحتجاجات المتزايدة هي فقط ما يشبه قطرات الندى، فانتظروا حتى بزوغ فجر حكومة الشعب الإيراني في الانتفاضة الكبرى الشاملة المقبلة!".

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة