السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتمزيج من الاستعراض بالقوة والمضمون الحقيقي للضعف والرعب

مزيج من الاستعراض بالقوة والمضمون الحقيقي للضعف والرعب

0Shares

حضر خامنئي بجامعة تابعة لقوات حرس الملالي يوم الأحد الموافق  13 أكتوبر، وأبدى للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين قلقه ورعبه من الظروف والأزمات المحيطة بالفاشية الدينية الحاكمة في إيران؛ من كل صوب. هذا وأعرب خامنئي عن مخاوفه وقلقه في إطار "تغيير فكر وعقل ومعنوية حرس الملالي".

 

وفي وقت سابق وجه خامنئي كلمة لحرس الملالي يوم 2 أكتوبر معترفًا بتساقط عناصر الحرس؛ ومبررًا ذلك، قائلًا: الانهيار موجود في كل مكان، وحرس الملالي أيضًا لا يستثنى من ذلك". 

أثناء حديثه في حفل التخرج للضباط الجدد من جامعة حرس الملالي، حث خامنئي، في إشارة إلى الوضع الخطير الحالي، حرس الملالي على أن يكون مستعدًا دائمًا وألا يهمل لحظة، وأن أي إهمال غير مقبول على الإطلاق، ويجب أن يكونوا متيقظين ومنتبهين دائمًا. وقال خامنئي لحرس الملالي: إذا نمتم في الخندق فهذا لا يعني أن خندق العدو نائم أيضًا، فقد يكون مستيقظًا.

وفي جزء آخر من خطابه، أعرب عن قلقه من الروح المعنوية لحرس الملالي وفقدان دوافعهم وقال للحرس الجدد: " عليكم أن تعرفوا حيل العدو. واعلموا أن أول هدف يغزوه العدو هو فكركم وعقولكم. فالعدو يحاول بمختلف الحيل أن يغير هذا الفكر؛ وعندما يتغير الفكر فمن الطبيعي أن تتغير المهام. لذا، لا يجب عليكم أن تسمحوا للعدو بتغيير فكركم، ولاتسمحوا لهم بإضعاف دوافعكم، ولا تسمحوا للعدو أن يدمر القوة الداخلية لإيمانكم وعملكم الرائع، بحيله.  

قال خامنئي، مسيئًا استغلال الآيات القرآنية، مشددًا على تسليح حرس الملالي بأحدث الأسلحة والمعدات:  يجب أن تكون الآلة متطورة وحديثة،  فقد تكون الآلة التي تم استخدامها منذ عشر سنوات غير فعالة اليوم ؛ لذا، يجب أن تكونوا على علم بالآلة التي نحتاجها اليوم.

يجب أن تكون الأداة حديثة ومتنوعة ؛ ومناسبة لكل مكان في بلادنا أرضًا وسماءًا وفضاءًا وبحرًا وحدودًا وداخل الوطن، ويجب الاهتمام بأداة الحصول على المعلومات والأداة التشغيلية وجميع أنواع الأدوات والتنوع فيها. وأحيطكم علمًا بأن قضية الفضاء الإلكتروني تعد من بين الأدوات اليوم؛ وكذلك قضية لعبة الحرب؛ يجب علينا أن نهتم بها جميًعا". 

وفي إشارتها إلى هذا الجزء من تصريحات خامنئي؛ اعتبرته وكالة "رويترز" للأنباء أنه ناجم عن تصاعد التوترات في المنطقة، وأضافت: "منذ أن وجهت الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أصابع الاتهام علنًا ​​نحو إيران في هجمات 14 سبتمبر على أكبر منشأة لتجهيز النفط الخام العالمي في السعودية تصاعدت التوترات في الخليج الفارسي ".

فخامنئي يهدف من وراء حضور الحفل والتحدث إلى حرس الملالي إلى حثهم على المحافظة على نظام العصور الوسطى، والإشارة إلى القوة. لكنه اضطر إلى الاعتراف بالوضع المتأزم وتساقط وانهيار في الذراع الرئيسي للقمع وخلق الأزمات والإرهاب، في النظام الإيراني ؛ وهو  حرس الملالي.   

وتأتي تصريحات خامنئي وتشجيعه لحرس الملالي بتجهيزه بجميع أنواع المعدات الحديثة، في وقت يعيش فيه أكثر من نصف سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة تحت خط الفقر، وتصرخ مختلف الطبقات في جميع المدن الإيرانية في المظاهرات المستمرة في جميع أنحاء البلاد "خط الفقر 8 مليون وراتبنا مليون ونصف" . وعندما تُسيس الشعارات يهتف المتظاهرون "إرحل من سوريا وفكر في وضعنا". وفي انتفاضة الشعب العراقي الأخيرة هتف الناس في جميع المدن ضد تدخل نظام الملالي في العراق :" نظام الملالي بره بره بغداد وكربلاء تبقى حرة".

ما أجبر خامنئي على التحدث علناً عن سقوط وضعف حرس الملالي ليس سوى الخوف من الإطاحة به. إذ بات من الواضح للجميع اليوم أن هذا النظام خارجيًا يسعى إلى الهيمنة والتدخل في شؤون الدول الأخرى وداعم للإرهاب ؛ وداخليًا نظام قمعي من أجل البقاء على قيد  الحياة والبقاء في السلطة. 

في رسالتها وصفت السيدة مريم رجوي ، الهجوم على المنشآت النفطية لشركة أرامكو بأنها خطوة خطيرة وتفتح فصلًا جديدًا من الممارسات المشعلة للحرب التي اعتادت عليها الدكتاتورية الحاكمة في إيران، مضيفة: "إن الملالي لا يفهمون سوى لغة القوة والحسم.  وبالتالي، فإن التقاعس تجاه الفاشية الدينية يزيدها جرأة. والشعب الإيراني هو أول ضحايا هذا النظام، ومن هذا المنطلق، فإن الحل الحاسم للتخلص من الفاشية الدينية؛ مصدر كل الأزمات في الشرق الأوسط، هو تغيير هذا النظام غير الشرعي على يد الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة NCRI.

ومن لا يذكر خامنئي اسمهم ويخشاهم هم مجاهدي خلق  ( MEK )و المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، الذين تبنوا بلا أدنى درجة من التردد سياسة مبدئية تستند إلى المعرفة الدقيقة بنظام ولاية الفقيه منذ حوالي 40 عامًا. ويدقون طبول الإطاحة بهذا النظام برمته، بلا هوادة ودون انقطاع. 

الحقيقة هي أن هذا النظام من منطلق طبيعته التي تعود إلى القرون الوسطى، يلجأ إلى الإرهاب والقتل وأخذ الرهائن والقرصنة البحرية والقمع الداخلي لفرض نفسه على العالم، ويرى أنه إذا كف عن هذه الممارسات الشيطانية فسوف ينهار. ولهذا السبب يريد خامنئي من حرس الملالي أن يجهز نفسه بالمعدات والأسلحة الحديثة. لكن بات من الواضح تمامًا للشعب الإيراني وذلك الجزء من العالم الذي لا ينتهج سياسة الاسترضاء مع هذا النظام أن هذه التصريحات ليست سوى طبل فارغ واستعراض للقوة بمضمون حقيقي للضعف والجمود.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة