الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتإيران .. إنتفاضة التغيير ونهاية نظام الملالي

إيران .. إنتفاضة التغيير ونهاية نظام الملالي

0Shares

 

منذ قيام نظام إيران القمعي الاستبدادي فإنه يعتبر موضوع التغيير السياسي في إيران واحدا من المواضيع بالغة الاهمية خصوصا بعد تعاظم الدور السلبي لهذا النظام منذ 40 عاما، والذي تجاوز ليس الحدود الايرانية فقط وانما حدود منطقة الشرق الاوسط بحالها بحيث جعل من قضية التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة، قضية تمس السلام و الامن و الاستقرار على المستوى الدولي، ولهذا فإنه وفي الوقت يطالب فيه الشعب الايراني وبإلحاح بتغيير النظام، فإننا يجب أن نعلم بأن بلدان المنطقة والعالم تتطلع لإجراء تغيير سياسي في إيران يتم بموجبه وضع حد للتدخلات هذه.

 

السؤال هو: هل التغيير السياسي ممکن في إيران في ظل نظام الفاشية الدينية الحاکمة؟ من صدق ذلك فإنه لايعلم شيئا عن أسس ومبادئ نظام ولاية الفقيه، النظام الإيراني هو بمثابة حالة منغلقة على نفسها ومنعزلة عن العالم، فهو لايقبل أي تغيير مهما کان شکله ونوعه وحجمه ويؤمن بأمر واحد وهو إن أفکاره ومبادئه هي الصحيحة ولايمکن القبول بغيرها، وهو أمر يبدو واضحا بأن الشعب يرفضه رفضا قاطعا وإن إنتفاضاته المتواصلة ضد النظام ولاسيما الاخيرة منها، قد أثبتت ذلك.

 

الرهان الدولي على مزاعم الاعتدال والاصلاح التي يحمل لوائها جناح في النظام القائم في إيران، أثبتت الايام خيبته وعدم جدواه خصوصا وإن أدعياء الاصلاح والاعتدال الذين جربوا حظهم في ممارسة الحکم في إيران وإن روحاني هو أحد رموزه، لم يخطوا ولو خطوة واحدة بذلك الاتجاه وانما ظلت مزاعمهم مجرد ألفاظ و کلمات رنانة لاتجد لها من سبيل على أرض الواقع، والذي يلفت النظر إن العالم بات يعرف کذب وزيف مزاعم الاصلاح وصار لايثق بها بعد أن أکدت وشددت المقاومة الإيرانية  NCRI على ذلك وأکدت عليه.

 

الشعب الايراني الذي تم خداعه لفترة طويلة بشعارات الاصلاح والاعتدال وإيهامه بتحسين أوضاعه المعيشية وتحسين أوضاع حقوق الانسان، حزم هو الاخر أمره تماما ضد هذه المزاعم عندما أعلن في إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019،  رفضه القاطع للنظام برمته خصوصا عندما يعترف النظام على لسان صحيفة(جوان) التابعة لحرس النظام بأن الشعب الايراني وخلال الانتفاضة الاخيرة قد خاض مواجهة مسلحة في العديد من المدن ضد القوات القمعية للنظام، ومعنى ذلك إن الشعب بدأ يطالب وبجدية بالغة بتغيير هذا النظام، ولکن وکما أکدنا فإن هذا النظام لايقبل أي تغيير حتى ولو کان طفيفا بسبب من تکوينه الفکري المتطرف، ولذلك فإنه ليس أمام الشعب الايراني من خيار سوى إسقاط النظام، لأنه الحل الوحيد الممکن في هکذا حالات والذي تکفله القوانين والانظمة المرعية الدولية.

 

مع الاخذ بنظر الاعتبار التأثيرات الکبيرة لإنتفاضة 15 نوفمبر/ تشرين الثاني2019، من حيث جعلها قضية التغيير حيوية في إيران ولامناص منها، فإنها قد دقت آخر مسمار في نعش هذا النظام الذي أصابه زلزال غير مسبوق من أعلى قمة النظام الى قواعده حيث إن هذه الانتفاضة قد أثبتت للنظام بأن الشعب ليس يکتفي برفض النظام نظريا ولفظيا بل وإنه يسعى ويناضل من أجل ذلك عمليا، ولذلك فإن هذه الانتفاضة تستحق أن نصفها بإنتفاضة التغيير ونهاية نظام الملالي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة