الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإيران والولايات المتحدة .. هل ستندلع حرب؟

إيران والولايات المتحدة .. هل ستندلع حرب؟

0Shares

من يوم الأربعاء 8 مايو، عندما أعلن روحاني والمجلس الأعلى لأمن النظام خبر عدم التزام النظام ببعض القيود الواردة في الاتفاق النووي، ثم تحدثوا عن الانسحاب التدريجي من الاتفاق النووي، أخذت وتيرة التطورات تتسارع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. حيث يمكن رؤية انعكاساته في المجال الاجتماعي من جهة وداخل الجهاز السياسي للنظام من جهة أخرى.
كان هذا الخوف كبيرًا لدرجة أن أئمة الجمعة أشاروا صراحةً إلى خوف المسؤولين وتساقط العناصر، وقد عبر بعضهم عن مخاوفهم من احتمال الانتفاضة وخروج الناس الضائقين ذرعًا إلى الشوارع.
لماذا يوجد مثل هذا المناخ؟
هل تهديد الحرب مع الولايات المتحدة جاد حقًا؟
ما هي خريطة طريق نظام الملالي؟
وإلى أين تتجه هذه التطورات؟
 
نظرة على سير التطورات
بدأت الموجة يوم الأربعاء الماضي، بعد إعلان روحاني والمجلس الأعلى لأمن النظام، الانسحاب من بعض الالتزامات في الاتفاق النووي التي تعهد النظام بها.
بعد ذلك، شهدنا الموقف السريع والشديد للدول الأوروبية الثلاث المعنية والاتحاد الأوروبي، الذي رفض بشكل صريح إنذار النظام.
و استمرت الولايات المتحدة في توسيع عقوباتها، وأعلنت عقوبات على المعادن، إضافة للعقوبات السابقة وعقوبات النفط والعقوبات النووية والعقوبات المصرفية، فضلا عن القيام بسلسلة من التحركات العسكرية الضخمة.

وقطع وزير الخارجية الأمريكي بومبيو رحلته الأوروبية وتوجه إلى العراق وقال للمسؤولين في الحكومة العراقية إن الولايات المتحدة لديها معلومات دقيقة بأن النظام الإيراني يعتزم استخدام عملائه التابعين له في العراق لمهاجمة القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة.
 
استنتاج من التطورات
ما هي النتائج التي يمكن استحصالها؟ هل هذه التحركات العسكرية الضخمة تدل على احتمال نشوب حرب؟
في هذه الحالة بالذات، يجب القول إنه لا يمكن لأحد القول قطعيًا بأنه ماإذا كانت الحرب ستحدث أم لا؟. من الجيد أن نعيد إلى الأذهان كلام خامنئي في أغسطس الماضي حينما استدل بأنه لن تحدث حرب وقال: الحرب لها جانبان وفي جانب من الحرب نحن نقف، ونحن لا نريد الحرب. وعلى الجانب الأمريكي، قال المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا أننا لن نكون بادئين في حرب. لكن هناك نقطة واحدة يمكن التأكيد عليها دون قيد أو شرط أن التحولات أخذت منحى تصاعديًا، وقد أدى ذلك إلى تسريع التغييرات الهائلة في أحلام النظام المتمثلة في شراء الوقت والتسويف والمماطلة.
برزت علامات الحسم. لذلك لا تخرج الوضع من حالتين:
• في هذه الموقف الحاسم، إما يستسلم الولي الفقيه ويتراجع، أي من المشروع النووي، وتطوير الصواريخ، والتدخل الإقليمي وقمع الناس في الداخل، وهذا ينفي أسس كيانه.
•  أو يقف ضد المجتمع الدولي، وكما قال، سيخرج من الاتفاق النووي، والنتيجة واضحة، يعني  تفعيل آلية الزناد التلقائية والتوقعات المروعة التي لن تستمر طويلًا.
هناك حالات من التوتر والتخبط والتيه تشاهد في مواقف النظام المتناقضة وتصاعد الأزمة الداخلية في نظام الملالي ويعود سببها إلى عجز النظام في اتخاذ قرار حاسم في مفرق الطرق هذا.  
الخروج إلى الشوارع في الوضع الحالي
بينما ترسل الولايات المتحدة قواتها العسكرية إلى المنطقة، وكل التكهنات تدور حول ما إذا كانت الحرب ستحدث أم لا، فإن النظام الإيراني في حالة رعب يتحدث عن خروج المواطنين إلى الشوارع، لماذا؟
ويمكن رؤية هذا الذعر بوضوح في صلوات الجمعة للنظام. هذه التعبيرات عن الرعب والخوف لها وجهان: أحدهما خروج الناس إلى الشارع، أي انتفاضة الشعب، والآخر هو تساقط وانهيار قوات النظام.
فيما يتعلق بانهيار قوات النظام، بالإضافة إلى اعترافات صريحة من أئمة الجمعة، فإن انهيار وعزل القائد العام لقوات الحرس (الباسداران)، في خضم هذه التطورات، سيغني كل مراقب عن أي تفسير أو المزيد من البيانات.
في الحقيقة، إن العامل الرئيسي لخوف النظام هو الانتفاضة. وهذا ما يعترف به رؤساء وسلطات النظام بآلاف التعابير.

ما هو جذر المشكلة؟
يقول بعض المحللين إن النظام لا يتفاوض بسبب عواقب المفاوضات، التي في الواقع هي الشروط الأمريكية الإثني عشر، لكن إذا تراجعت الولايات المتحدة قدرًا ما عن مطالبها لكسب تنازلات أساسية سياسيًا واقتصاديًا وتعطي فسحة للنظام للبقاء، فسوف يتفاوض النظام، وبالنتيجة سوف يحصل النظام على فرصة للبقاء. هل هذه النظرية صحيحة في الأساس؟
بالطبع الجواب سلبي! لأن مشكلة النظام الرئيسية ليست الولايات المتحدة والقوى الأجنبية. المشكلة الرئيسية والعدو الرئيسي للنظام في هذه السنوات الأربعين كانت دائماً الشعب والمقاومة الإيرانية. سواء خلال الحرب الثمان سنوات مع العراق أو الآن بعد أن أصبح الصراع مع الولايات المتحدة مطروحًا على الطاولة. كما كتبت صحيفة «همدلي» الحكومية: «التفاوض مع ترامب حتى لو قبل جميع شروط الجمهورية الإسلامية، فلن يحل مشكلة من مشكلات المجتمع الإيراني في هذه الأيام».
قبل بضع سنوات، قال جواد منصوري، من عناصر ولاية الفقيه، إنه إذا سقط الذهب من السماء، فلن يتم حل مشكلاتنا الاقتصادية. وبالتالي، سواء أكان التفاوض أم لا، فإن ما سيحل المشكلة في النهاية هو انتفاضة الشعب الإيراني وليس إلا، هذا هو نفس الحل الذي تنفذه معاقل الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في إيران وتفتح الطريق أمامها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة