الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةمقالاتمريم رجوي وانموذج المرأة القائد

مريم رجوي وانموذج المرأة القائد

0Shares

بقلم :صافي الياسري

 

هناك اسماء نسوية عديدة لمعت على صفحات تاريخ الشعوب وحتى الحروب مؤشرة قدرات المرأة القيادية ووقوفها  على خط التساوي مع الرجل، وربما تفوقت عليه وبخاصة ان المرأة بطبيعتها قادرة على كسب قلوب وعقول من حولها ما يعني انها مشروع كاريزما صالح للقيادة اذا توفرت له الظروف المناسبة والتمكين اللازم وملكات القيادة من مرونة مطواع وقدرة على الحوار بروح وعقل مفتوح  ومتمكن  والشخصية الجاذبة التي تفرض نفسها بقدراتها الذاتية وما تحققه لمقوديها من الاهداف المجمع عليها ،ولدينا هنا في الشرق تجربة فذة مع المرأة القائد السيدة مريم رجوي التي مثل وجودها على راس المقاومة الايرانية تحديا قادرا وفاعلا للمجتمع الذكوري وقوانينه في تعيين مهام المرأة وحصرها بخدمة الرجل والعائلة استلاب رايها وموقفها السياسي والمجتمعي بل انها في المجتمع الايراني تحت سياط دستور الملالي ونظامهم لا تملك حتى حق خيار الزي الذي تريد ان ترتديه وتفرض عليها عقوبات تصل حد التشويه الجسدي بدعوى سوء التحجب وان ذلك من احكام الاسلام في التعامل مع المرأة وتعيين وظائفها وعلاقاتها بالمجتمع والقانون والدولة هكذا تبرز عظمة التحدي في انتخاب الزعيمة رجوي لشغل اعلى منصب قيادي في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وقد كانت حقا جديرة بشغل هذا المركز الذي يبرزه الهتاف الشعبي ( ايران مريم – مريم ايران ) بمعنى التماهي بين شخصية السيدة رجوي والامة الايرانية حتى انك حين تقول مريم كانك تقول ايران والعكس صحيح وهذه هي قمة التفويض الشعبي للزعيمة القائد .

ان تحدي قيادة رجوي يمثل النقيض الثوري للسلوك والفكر والايديولوجيا الثيوقراطية التي رسخها الخميني

وهو تحد ليس بالقليل حيث انه نقل المرأة من كونها انسان من الدرجة الثانية وتبع للرجل والعائلة الشرقيه في المجتمع الذكوري وفي اطار مفهوم الحريم والجواري والرق والعبودية الى مركز القيادة كما هو وضع الزعيمة رجوي ،وهنا ربما تبادر للذهن سؤال مهم جدا فحواه – هل تمكنت الزعيمة رجوي من ادارة منصبها على الوجه المطلوب لتحقيق امال عموم الشعب الايراني ونخبته الثورية الرائدة ؟؟ لست انا من يحكم في هذا الامر ولكني اؤشره للتاريخ كمدون لا حكم فالحكم الاول والاخير للشعب  الايراني والشجرة تعرف من ثمارها وقد طرحت شجرة رجوي اطيب الثمار في قضية شعبها واحراره الثوار ةمن يقرأ خطاب الزعيمة رجوي على مدى سنوات ما بعد انتخابها رئيسة للجمهورية وكتاباتها ولقاءاتها والشعارات التي ترفعها وما تحقق من برنامجها يعرف حق المعرفة انها كانت اكبر من المنصب وانها امثولة لا تجارى وقدوة ليس لنساء ايران وحسب وانما للمرأة في ارجاء المعمورة ومن وحي قيادتها استلهمت المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وفي جيش التحرير الايراني الوطني كيف تصدر القرار الحاكم المصيب وكم يسعدني ان اورد هنا موقف الامينة العامة للمنظمة في اشرف حين تحرك القادة الاميركان بعد احتلال العراق للتموضع مع معسكر اشرف وسكانه حيث وقفت للقائد الاميركي عند  باب المدينة وقالت له بالحرف الواحد لن تدخلوا المدينة الا على جثتي وانتزعت منه قرار الاعتراف بحقوق المجاهدين في الحماية واستقلالية القرار كما نعيد الى الذاكرة قتال المرأة الاشرفية مجالدة بالقبضة والحجارة حين اقتحمت عصابات نوري المالكي باوامر الملالي مدينة اشرف وعاثت فيها تخريبا وقتلا حيث اطلق الرصاص على سكان اشرف العزل الذين وقفوا في وجه المدرعات والدبابات المقتحمة ونالت المرأة الاشرفية كما نال شقيقها الاشرفي وسام الشهادة وانا هنا استعيد ما قاله ممثل السعودية في مؤتمر اشرف الثالثه – ارى منذ  الان ايران مريم رجوي – من جانبي انا ككاتب عراقي ارى بلا مبالغات ان صورة رجوي التي يرفعها المنتفضون في شوارع طهران وبقية المدن الايرانية وعلى الجسور وجدران الجامعة والبنايات اكبر لوحة في رمزيتها وتعبيرها عن القمية الاعتبارية القيادية التي تحتلها رجوي في نفوس الشعب الايراني وحيث يطلق عليها الايرانيون لقب ( ايقونة الثورة الايؤرانية ).

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة