إن إيران الرازحة تحت حكم الملالي صاحبة كافة الأرقام القياسية السلبية في العالم، وتعد حوادث العمل واحدة من هذه الحالات حيث حطمت الرقم القياسي في هذا المجال.
وخلال السنوات الأخيرة لم تكن نسبة حوادث العمل في البلاد في ظروف مناسبة حيث ارتفعت هذه النسبة عاما بعد عام.
وطبقا لتصريح رئيس رابطة عمال الأبنية في عام 2016 إن إيران حطمت الرقم القياسي بـ15ألف عامل تعرض لحوادث العمل.
ومن بين حوادث العمل، هناك أعلى نسبة تعود إلى حوادث العمل في البناء.
وكتبت وكالة أنباء إيسنا الحكومية يوم 18أيار/ مايو 2018 في هذا الشأن: «طبقا لرأي الخبراء، لدى حوادث العمل في البناء أعلى نسبة للخسائر تتعرض لها قوة العمل بحيث أن أكثر من 50بالمائة من الحوادث تقع في البناء».
لأن العمال يرغمون على العمل بأسوأ ظروف سلامة العمل دون أدنى مستلزمات وأدوات السلامة في ارتفاعات عالية.
ويعي العمال الذين يعملون في ظل هذه الظروف بخطورة عملهم ولكن ليس لديهم حل إلا أن يواصلوا عملهم في هذه الظروف غير الآمنة حتى لا يصبحوا عاطلين. وإذا ما لا يعملون هذه الأعمال الصعبة وغير الآمنة فماذا يفعلون؟
زيادة حوادث العمل
هناك بضعة أحداث وقعت في أواخر تموز/ يوليو وعكستها وسائل الإعلام حيث توضح ظروف عمل العمال ونشير إلى حالات معلنة عنها من قبل وسائل الإعلام الحكومية:
ـ السبت 30حزيران/ يونيو، تفجير في فرن بإحدى المناطق التابعة لقضاء نجفآباد التابعة لمدينة أصفهان مما أسفر عن جرح 7أشخاص.
ـ الخميس 28حزيران/ يونيو، حريق في وحدة 600 لبتروكيماويات في عبادان مما تمخض عن مقتل شخصين وجرح ما لا يقل عن 18شخصا.
ـ وقبل ذلك التأريخ بيومين سقط عامل بناء في مدينة أرومية وقضى نحبه فورا.
ـ في 23حزيران/ يونيو انتشار غاز أول أكسيد الكربن أسفر عن قضاء 4عمال في إحدى القرى التابعة لمحافظة خراسان رضوي.
ـ 22حزيران/ يونيو نشر خبر انتشار الغاز السام في ناقلة لاري في خوزستان وقضاء عاملين فيها وقبله بيومين نشر خبر غرق أحد عمال سد كاني سيبوه في بيرانشهر.
أخطر بلد للعمال
وطبقا للإحصاءات العالمية، تعتبر إيران من ناحية سلامة وأمان العمل من أخطر البلدان للعمال.
وبحسب تقرير الطب العدلي، يعتبر السقوط من الارتفاع وإصابة الأجسام الصلبة والصدمة الكهربائية والحرق والسقوط في آبار وما شابهها من الحوادث، من أهم أسباب الوفيات الناجمة عن حوادث العمل ومن بينها لدى السقوط من الارتفاع أعلى نسبة.
عدم حصول العمال المصابين على الخدمات العلاجية
وفضلا عن فقدان مستلزمات السلامة والأمان في أماكن العمل، يعتبر عدم حصول العمال على الخدمات العلاجية حتى في المستشفيات الحكومية واحدة من مشكلات العمال وذلك بسبب فقرهم.
ومن هذه الحالات ينبغي الإشارة إلى حالة أخيرة في أصفهان حيث قطع عامل أصبعه ولكن المستشفى رفض تقديمه الخدمات للعلاج.
ووضع هذا العمل أصبع في ترموس وبعد مرور مسافة 100كلم راجع مستشفى الزهراء في أصفهان لزرعه ولكن بسبب عدم توفره على المبلغ وفقره وبعد جهود بذلها رفض المستشفى زرع أصبعه.
ارتفاع حالات الوفيات بين العمال من جراء حوادث العمل
نسبة الوفيات الناجمة عن حوادث العمل في إيران عالية جدا حيث تتعرض أرواح وسلامة عمال البناء للخطر أكثر من غيرهم.
وطبقا لإحصاء قدمتها الدائرة العامة لتفتيش العمل، 38بالمائة من الأحداث التي أدت إلى الوفاة في عام 2016 تعود إلى السقوط من الارتفاعات.
وبينما تزداد عاما بعد عام نسبة الأشخاص المصابين بحوادث العمل في إيران الرازحة تحت حكم الملالي، تنخفض هذه النسبة في الكثير من البدان الأخرى عاما بعد عام.
ومن هذه البلدان يمكن الإشارة إلى البلدان العضوة في الاتحاد الأوروبي. وأفادت وكالة أنباء إيسنا 29نيسان/ إبريل 2018 نقلا عن مكتب إحصاء الاتحاد الأوروبي أنه ومن بين البلدان العضوة في الاتحاد الأوروبي لدى هولندا أقل نسبة لحوادث العمل بمعدل 0.8 حادث عمل بين كل 100ألف عامل وبعدها السويد بمعدل 1.2 وألمانيا 1.3 والدنمارك 1.4 وقبرص 1.5 وبريطانيا 1.6 وأعلى نسبة تتعلق برومانيا بمعدل 7.5 والبرتغال 4.6 ولوكسمبورغ 4.4 وبلغاريا وليتوانيا بمعدل 4.3.
