بقلم بهزاد صفاري
تعتبر الانظمة الديکتاتورية بصورة عامة من أکثر النظام إستخفافا وعدم إکتراثا بأمور وقضايا شعوبها، لکن يوجد هناك تفاوت فيما بين هذه النظم إذ إن بعضها تتمادى في ذلك فيما تسعى بعض منها ومن أجل تجميل صورتها أمام الرأين العام الداخلي والعالمي فتقوم بمسرحيات إذا صح التعبير لإظهار إهتمامها بشعبه، غير إن هناك ثمة نظام يشذ عن کل الانظمة الديکتاتورية القمعية وهو نظام الملالي الذي لايوجد له نظيرا وشبيها من حيث تماديه في عدم الاهتمام بشعبه وجعل قضية المحافظة على النظام وأمنه فوق کل شئ آخر بما فيه الشعب نفسه!
هذا النظام الذي يجري في ظله أمورا وأحداثا لايمکن لها أن تجري وتحدث إلا في إيران وإن محسن بيغلري عضو مجلس شورى النظام، الذي يعترف بالوضع الاقتصادي المتدهور للنظام اثر عدم أهلية مسؤولي النظام وقال: "السيد الدكتور روحاني عليك بالاهتمام بالأجواء الاقتصادية والانتاجية للبلاد، لقد تجاوز ظهر المواطنين حد الانحناء ويكاد ينكسر ويتطلب منك أن تترك ونترك ذريعة العقوبات. أكثر من 80 بالمائة من المشكلات الداخلية هي ناجمة عن سوء الإدارة. عندما يكون معدل التضخم 300-200 بالمائة فإن الدعم الحكومي بقيمة 45 ألف تومان لا يعالج مشكلة من المواطنين."، فإن هذا الرجل يحاول عن هذه الطريقة التغطية على النظام ککل وصرف الانظار عن مسٶوليته في إيصال أکثر من 60% من سکان إيران للعيش تحت خط الفقر بل وإن حديثه عن سوء الادارة يعني وبصريح العبارة فشل النظام عن إدارة الامور وعندما يصبح معدل التضخم 300-200 بالمائة، فإن الطرف الذي يجب أن يحاسب ويعاقب هو النظام نفسه.
هذه الاوضاع الکارثية التي يواجهها الشعب الايراني وعدم وجود أي أمل حقيقي من أجل إصلاحها، هي التي جعلت منظمة مجاهدي خلق تدعو الى إسقاط هذا النظام، خصوصا وإنه يصبح عاما بعد عام أکثر سوءا من السابق والانکى من ذلك إن هذا النظام يحاول عبثا ومن دون طائل خداع الشعب الايراني والايحاء له بأن سبب تردي الاوضاع هي الولايات المتحدة الامريکية ودول أخرى تحالفها، بل وحتى إن هذا النظام لايستبعد أبدا بأن يعلن مجاهدي خلق سببا للأزمة الاقتصادية والاوضاع السيئة في إيران.
هذا النظام الذي لايستح ويعمل من أجل تقديم ألف سبب عن سوء أوضاعه وکل هذه الاسباب لاتدينه بل تظهره نظيف الجيوب والذمة والضمير، ولکن الذي فات هذا النظام هو إن الشعب الايراني لايمکن أبدا أن يصدق بأکاذيب هذا النظام إذ لايوجد في سائر أرجاء إيران من لايعلم بأن سبب کل مايعاني منه الشعب الايراني هوو النظام نفسه الذي يبدو واضحا بأنه لايخجل أبدا ولهذا فإنه يفعل کل شئ!
