الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيراننظام قتل الکلمة الحرة و مصادرتها

نظام قتل الکلمة الحرة و مصادرتها

0Shares


بقلم :  فهمي أحمد السامرائي


تشغل وسائل الاعلام الرسمية التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، جانب کبيرا من إهتماماتها بإنتقاد وسائل الاعلام المختلفة في العالم لإنها تخفي الحقائق أو تغطي عليها ولاتنقلها کما هي للعالم، وهي بذلک تسعی للإيحاء من إنها أمينة و صادقة في نقل الحقائق و إيصالها للعالم عموما و للشعب الايراني خصوصا.
أهم شئ معروف عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هو إنه يغرد دائما خارج السرب و ينهج سبيلا لايتفق مع العالم، وهو ومن خلال إستمرار إنتقاداته الکثيرة جدا الموجهة لبلدان المنطقة و العالم، يسعی من أجل التغطية علی عيوبه و إخطائه و قصوره في مختلف المجالات ومن ضمنها المجال الاعلامي، ولکن هل إن الحقيقة و الواقع کذلک؟
في تقريرها الأخير حول حرية الإعلام في العالم، قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” إن إيران احتلت المرتبة 164 من أصل 180 دولة في قائمة حرية الإعلام للعام 2018، کما أنها من بين أکثر 5 دول تقوم بسجن الصحافيين. ووفقا لهذا التقرير فإن إيران لم تحقق أي تقدم خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، ولا تزال “في نهاية القائمة”. وأکدت المنظمة أن إيران لا تزال منذ عام 2011  من بين الدول الخمس في أسفل القائمة في مجال سجن أکبر عدد من الصحافيين، وقبل عام واحد من ذلک کانت أقل من تلک المرتبة.
الی جانب ماقد جاء في هذا التقرير الذي يعتد به دوليا، فإنه من الجدير بالذکر إن النظام الايراني، يسجن حاليا 23 صحافيا ويلاحق مئات النشطاء عبر مواقع التواصل حيث تقوم الأجهزة الأمنية باستدعائهم واعتقالهم وسجن الکثير منهم.  هذا إضافة الی أن الشعب الايراني معروف عنه عدم تصديقه بما تبثه و تنشره وسائل الاعلام الرسمية التابعة للنظام، ولذلک فإنه لايتابعها و يستعيض عنها بوسائل إعلام أخری وفي مقدمتها راديو و تلفزيون الحرية للمقاومة الايرانية وهو أمر لفت النظر کثيرا بعد إقدام النظام علی سجن و إعدام أعدادا من المواطنين الايرانيين بسبب إستماعهم أو دعمهم للتلفزيون الوطني الايراني، وهو مايؤکد کون الاعلام الوطني المعارض صار يشکل رقما صعبا ضد الاعلام الرسمي للنظام في نقله للمعلومة بصورة أمينة، خصوصا وإن وسائل الاعلام العالمية صارت تنقل عنها الکثير من التقارير و الاخبار.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وقبل أن يکون مجرما بحق الشعب الايراني فإنه يقتل الکلمة الحرة الصادقة و يقوم بمصادرتها أو حرفها و تزييفها، وهذا مايتوضح في الکثير الانباء و القضايا التي يبثها، ونذکر علی سبيل المثال لا الحصر، کيف إن وسائل الاعلام الايرانية قد أذاعت نبأ إقدام عدد من المعتقلين من الذين قاموا بالمشارکة في الانتفاضة الاخيرة، بالانتحار في السجون، في حين أن الحقيقة غير ذلک تماما وهي کما بثها تلفزيون الحرية  عندما أکدت بأن أعدادا من المعتقلين ماتوا نتيجة لعمليات التعذيب الوحشية التي جرت بحقهم.     

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة