الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتسحب حجر الزاوية

سحب حجر الزاوية

0Shares

بقلم:مها أمين

 

عندما أبدى المستعصم بالله، آخر الخلفاء العباسيين ضجره وإمتعاضه من إستمرار الحرکات المناهضة له وأطلق جملته المشهورة"لم يبق لي سوى بغداد أيستکثرونها علي"، فإنه في الحقيقة کان أشبه مايکون بملکة فرنسا ماري إنطوانيت عندما ثار الشعب يطالب بالخبر فقال جملتها الشهيرة"ولماذا لايأکلون البسکويت"! إذ إنهما کانا أبعد مايکونا عن واقعهما الحقيقي ولايعلمان شيئا عن الذي يجري في الواقع وهو الذي أدى بالمسدتعصم العباسي الى إلقائه في حوض الذهب المذاب والى إعدام ماري وزوجها بالمقصلة!

منذ أن تم تنصيب خامنئي کمرشد أعلى للنظام الايراني بعد وفاة الخميني، فإن الشعب الايراني لم يجد أمامه غير الضيم والذل والفقر والهوان، وهذا لايعني أبدا بأن حقبة الخميني کانت أفضل من حقبته أو إنه کان أرحم بالشعب ولکن ظروفا وأوضاعا إستثنائية جعلت الشعب الايراني يصبر عليه وينتظر تغييرات إيجابية، لکن ولأن النظام قد بني من الاساس بصورة خاطئة يتعارض مع الشعب ومصالحه، فإن هذا النظام سواءا تولاه خامنئي أم غيره، فإنه لم يکن بإمکانه أن يقدم شيئا جديدا وکان سينتهي به المآل حيث إنتهى بخامنئي.

الازمة الحادة التي يواجهها النظام الايراني والتي وصلت حد التعرض لرأس النظام وحجر زاويته، أي المرشد الاعلى للنظام حيث صار الکلام والحديث يتردد وبصورة ملفتة للنظر بهذا الصدد بعدما وصلت الاوضاع الى نقطة حرجة جدا بحيث صار النظام کله أشبه مايکون بأنه على کف عفريت، ولذلك فإن قادة ومسٶولي النظام بجناحيه صارا يفکران بمخرج للأزمة الخانقة التي يمرون بها ويظهر من إنهم لم يجدوا أمامهم سوى المرشد الاعلى بإعتباره الآمر الناهي وإن سياساته ونهجه هو الذي قاد الاوضاع الى المفترق الخطير الحالي.

إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017 التي أعلنت رفضها للنظام برمته ودعت لإسقاطه وهتفت بالموت لمرشد النظام، هي من فتحت الابواب أمام هکذا مد لتوجيه سهام النقد لخامنئي والمطالبة بمحاسبته وعزله بإعتباره المسٶول عن کل ماحدث من أوضاع وخيمة لإيران، وهذه المطالبة تثبت مرة أخرى حقيقة وواقعية ماقد کانت المقاومة الايرانية طالبت به معلنة رفضها القاطع لأصل وأساس النظام المتمثل في المرشد الاعلى والذي أثبت على الدوام فشله وعدم جدارته في إدارة الامور في إيران.

سحب الثقة والاعتماد من المرشد الاعلى للنظام بحد ذاته، يمکن إعتباره بمثابة سحب حجر الزاوية من النظام، وهو مايعني بأن النظام سينهار ويصبح أثرا بعد عين.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة