الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتهل يمکن لإيران أن تعدل من سلوکها؟

هل يمکن لإيران أن تعدل من سلوکها؟

0Shares

بقلم :  شيماء رافع العيثاوي

 

لم يحظى نظام في العالم کله کنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بفرص کثيرة للتفاوض و الحوار معه من أجل أن يعدل من سلوکه المشبوه الذي يٶثر سلبا على السلام و الامن و الاستقرار في العالم، وحتى إن المفاوضات التي أجراها معه المجتمع الدولي بشأن برنامجه النووي، وصفت بالماراثونية لطول الفترة الزمنية التي إستغرقتها، لکن السٶال المهم هنا هو؛ هل حقق کل هذا الحوار و التفاوض الاهداف المرجوة من ورائها وهل إن هذا النظام قد عدل من سلوکه فعلا؟

بعيدا عن المجتمع الدولي و الدول الغربية بل وحتى عن دول المنطقة، لنذهب الى داخل إيران نفسها و نبحث عن هذا الموضوع هناك، إذ قام إيرانيون غاضبون بإزالة صناديق الصدقات التابعة لمؤسسة الخميني للإغاثة من الشوارع وتحطيمها، والتبرع بمحتوياتها للفقراء، احتجاجا على قيام النظام الإيراني بإرسال تلك التبرعات للميليشيات التابعة للحرس الثوري في دول المنطقة كسوريا ولبنان والعراق وفلسطين. هذا الاجراء الشعبي يأتي متزامنا مع الاحتجاجات الشعبية التي إنطلقت منذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، بقيادة منظمة مجاهدي خلق والتي أعلن فيها الشعب الايراني المنتفض رفضه للتدخلات في بلدان المنطقة.

الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي جاء هو الآخر بعد عدة تقارير إستخبارية غربية إتهمت طهران بمواصلة جهودها من أجل الحصول على أجهزة و معدات يمکن إستخدامها لتطوير البرنامج النووي عبر وسطاء نظير شرکات صينية أو سطاء آخرين، هذا الى جانب مواصلته لتطوير صواريخه الباليستية بل و الانکى من کل ذلك إنه لم يقم بصرف المليارات التي حصل عليها من الاموال الايرانية المجمدة من أجل خدمة الشعب وانما من أجل تدخلاته و تطوير صواريخه و اسلحته و تقوية الاجهزة الامنية، ولهذا فقد صار واضحا و مسلما به إصرار النظام على السير في النهج الذي إختطه لنفسه وعدم إجراء أي تغيير عليه وهو الامر الذي سبق و‌أن أکدته و أصرت عليه زعيمة المقاومة الايرانية السيدة مريم رجوي، عندما قالت بأن هذا النظام لايفقه أية لغة سوى لغة الحزم و الصرامة وإنه يرى في أي موقف دولي للتحوار و التفاوض معه على إنه موقف يدل على الضعف و لذلك يستغله کما شاهدنا على مر الاعوام المنصرمة.

التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية ، والذي سيقام في باريس في 30 من حزيران الجاري، سوف يلفت الانظار الى هذه القضية مرة أخرى مٶکدا بأن الطريق الوحيد للتعامل مع هذا النظام هو الحزم و الصرامة معه و دعم و تإييد نضال الشعب الايراني  و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و التغيير في إيران.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة