السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةمقالات15 ديسمبر 2018

15 ديسمبر 2018

0Shares

بقلم:ليلى محمود رضا

 

عندما يدرك الانسان بأنه محاصر من کل جانب ولايوجد له أي خيار لکي ينأى بنفسه عن الخطر المحدق به والذي يفوق قدراته وطاقاته فإنه وکحالة غريزية من أجل الدفاع عن النفس والمحافظة على البقاء قد يلجأ الى مساع ومحاولات لافائدة منها کرفسات الذبيح تماما، واليوم إذ نجد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يواجه أوضاعا إستثنائية غير مسبوقة بحيث تتداعى وتتراجع أوضاعه وأموره على مختلف الاصعدة، ويجد نفسه محاصرا ومسقطا في يده تماما کالانسان في المثال السابق الذي أوردناه، فإنه ولاشك يعلم بأن هناك مصير أسود في إنتظاره ولذلك فإنه وکما نرى يبذل کل مابوسعه من أجل تفادي ذلك المصير والتخلص منه دون جدوى.

الخوف بل حالة الرعب التي تخيم على النظام الايراني تکمن في إنه صار يعلم بأن منظمة مجاهدي خلق وعلى الرغم من کل تلك الجهود الجبارة التي بذلها من أجل القضاء عليها، برزت کحقيقة وأمر واقع تفرض نفسها کرقم صعب لايمکن أبدا تجاهله في معادلة المستقبل الايراني، ولم يعد بإمکان النظام التغطية على حقيقة کونها البديل السياسي ـ الفکري القائم له والذي لامناص من تقبله والرضوخ له، ولاسيما وإن النضال المستمر والدٶوب لهذه المنظمة طوال 40 عاما من الحکم القمعي الاستبدادي لهذا النظام قد کان بمثابة دليل إثبات قاطع للشعب الايراني على رفضها الکامل لهذا النظام وسعيها المتواصل من أجل التخلص منه وإنقاذ الشعب منه ومن مخططاته المشٶومة.

الدور الکبير الذي أدته منظمة مجاهدي خلق في التحضير لإنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، ودورها الابرز في جعلها تستمر على الرغم من کل المحاولات والمساع القمعية للنظام، دل على إن المنظمة مصممة بعد هذه العقود الاربعة أکثر من أي وقت آخر على الاطاحة به خصوصا بعد أن تيقن الشعب الايراني بأن ماقد أکدته وأعلنته المنظمة منذ تأسيس النظام ولحد الان هو عين الحق والصواب ولهذا فليس غريبا أن لاتکون منظمة مجاهدي خلق لوحدها في جبهة الصراع والنضال ضد النظام بل إن الشعب يقف الى جانبها ويشکلان معا خطا هجوميا واحدا ضد معاقل الظلم والطغيان في طهران.

المٶتمر المشترك للجالية الايرانية في 50 مدينة مختلفة في العالم والذي عقد في 15 ديسمبر/کانون الاول 2018، ودعا إلى مواجهة الانتهاك المتزايد لحقوق الإنسان وتصدير الإرهاب من قبل النظام الايراني وضرورة إعتماد سياسة حازمة ضده، هو في الحقيقة من ثمار النضال المرير الذي خاضته وتخوضه منظمة مجاهدي خلق ضد هذا النظام وطوال العقود الاربعة المنصرمة، ذلك إن أفراد هذه الجاليات هم إمتداد للشعب الايراني وليس بإمکان أحد إنکار ذلك أبدا وعندما يبادرون الى إقامة هکذا مٶتمر فإنهم بذلك يٶکدون على إن الشعب الايراني ومنظمة مجاهدي خلق يقفان على مسافة واحدة من النظام، وإن مٶتمر 15 ديسمبر/کانون الاول2018 أکبر مصداق لذلك.

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة