الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربي"الخوذ البيضاء" يغادرون سوريا

“الخوذ البيضاء” يغادرون سوريا

0Shares

في ذروة الثورة السورية، كان أفراد الخوذ البيضاء عادة أول من يصل إلى الموقع. ومع عدم وجود شرطة محلية أو خدمات طوارئ، فإن المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لجؤوا إلى هؤلاء المتطوعين السوريين، المعروفين بخوذهم الواقية. ولكن الخوذ البيضاء الآن هم من تم إنقاذهم.

 

من هم عناصر «الخوذ البيضاء»؟

تأسست منظمة الدفاع المدني السوري أو بالأحرى عناصر الخوذ البيضاء في عام 2013، وهي تتألف من نحو ثلاثة آلاف متطوع سوري مدني، وتهدف إلى إغاثة المتضررين جراء الثورة السورية، حسبما تقول على موقعها الإلكتروني.

انبثت الخوذ البيضاء من التنسيقيات المدنية التي ظهرت بعد تفجر الانتفاضة السورية . تشكلت فرق الدفاع المدني في حلب وريفها مطلع 2013، في ظل احتدام المعارك في أحياء المدينة، من طرف بعض الناشطين الذين تطوعوا لأداء عملهم معتمدين في تلك المرحلة على معدات يدوية، واقتصرت عملها وقتها على الإنقاذ والإطفاء والإسعاف.

وتقول المنظمة عن موقعها الرسمي: "نحن مجموعة من 3 آلاف متطوع تقريباً نعمل على إنقاذ الأرواح وتقوية المجتمعات في سوريا. ننطلق إلى مسرح الضربات لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح في أقصر، وقت ممكن للتخفيف من تعرض الناس لإصابات أكثر وتعرض الممتلكات لضرر أكبر".

"عندما تتساقط القذائف كالمطر يهب رجال الدفاع المدني السوري- المعروفين باسم الخوذ البيضاء- للمساعدة. في مكان حيث انعدمت فيه جميع الخدمات العامة، يخاطر هؤلاء المتطوعين بحياتهم لمساعدة أي شخص بحاجة للمساعدة – بغض النظر عن انتمائه الديني أو السياسي – حيث يعملون في أخطر مكان في العالم"

"مع تفاقم الصراع في سوريا، فإن المدنيين هم الذين يدفعون الثمن الأكبر. أكثر من 50 قنبلة وقذيفة هاون تسقط على الأرض كل يوم في معظم المناطق في سوريا. كثير من هذه البراميل هي عبارة عن براميل صدئة مليئة بالمسامير والمتفجرات، حيث ترمى من المروحيات التابعة للنظام السوري – المخابز والأسواق هي الأهداف الأكثر ضرراً في العادة. عندها يهرع رجل الخوذ البيضاء للبحث عن الأحياء تحت الانقاض – حيث يدركون تماما أن هناك المزيد من القنابل قد تسقط في المكان نفسه. فقد أنقذ هؤلاء المتطوعين حياة أكثر من 60,000 مدني – ومايزال هذا العدد في تزايد بشكل يومي".

تلقى المنظمة دعما عدد من المنظمات الإغاثية الدولية منذ تأسيسها، فضلا عن بريطانيا وهولندا والدنمارك وألمانيا واليابان والولايات المتحدة.

نال الدفاع المدني السوري في سبتمبر 2016 جائزة رايت ليفيلهوود، المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة، وذلك تقديرا لجهود أفراده في إنقاذ الأبرياء.

 

شجاعة مقدرة عالميًا

أعلنت المؤسسة التي تقدم جائزة رايت لايفليهود (نوبل البديلة) أمس الخميس، أن مجموعة الدفاع المدني السوري المعروفة باسم "الخوذ البيضاء" فازت بجائزة رايت لايفليهود السويدية التي كثيرًا ما يشار إليها باسم "نوبل البديلة".

وقال المدير التنفيذي للمؤسسة أولي فون أوكسكول إن الدفاع المدني السوري فاز بالجائزة لـ"نشاطه الشجاع والناجح في المساعدة في إنقاذ الناس الأمر الذي كثيرًا ما يعرض أفراد المجموعة للخطر".

 أضاف فون أوكسكول: "يأتون بعد سقوط القنابل وينقذون الناس من تحت الأنقاض وركام المنازل التي قصفت لأن الكثيرين يظلون أحياء تحت هذه المنازل والعمل الذي يقومون به ينطوي على خطر كبير عليهم بالطبع لأن الطائرات كثيرًا ما تعود وتقصف المبنى ذاته مرة أخرى".

وتابع قوله "نعطيهم الجائزة ليس فقط لشجاعتهم والتزامهم الذي يمارسون به عملهم لكن بسبب كفاءتهم ونجاحهم في المساعدة على الأرض".

 

استهداف ميداني وإعلامي للخوذ البيضاء

تعرضت مراكز الدفاع المدني السوري لأكثر من 60 حادثة اعتداء مختلفة على يد القوات الحكومية السورية والمليشيات المتحالفة معها، وآخرى على يد القوات الروسية، فهم يصفون أنفسهم بأنهم على أخطر بقاع الأرض.

وعلى الرغم من المعاناة التي تحيط بفرق الإنقاذ هذه وقسوة مهمته إلا أنه يظل ما يميزهم الحماسة في تأدية عملهم، وكذلك الاستمرارية كل الخطر الذي يتعرضون له.

الاستهداف لفرق الخوذ البيضاء لم يكن ميدانيًا فقط، بل لم يسلموا من الاستهداف الإعلامي، والذي تقوده بالطبع وسائل إعلام موالية لنظام بشار الأسد، تحت زعم أنها مجموعات ممولة من الخارج ومساندة للإرهاب في الداخل السوري بسبب عملها في مناطق المعارضة السورية.

وكان ناشطون سوريون ومنظمات حقوقية وإغاثية سورية ودولية رشحوا المنظمة لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2016، وأطلق ناشطون حملة تضامن مع عناصر الدفاع المدني السوري تدعو إلى دعم ترشيحهم، نظراً لجهودهم في مجال حقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة