الأربعاء, مايو 1, 2024

کذبة جحا

0Shares

بقلم:حسيب الصالحي

 

الکذب يبقى کذبا مهما بذلت المساعي المختلفة لتزويقه وجعله حقيقة وأمرا واقعا، وعندما يقال بأن حبل الکذب قصير، فإن المقصود من وراء ذلك لايمکن أبدا أن يکون الکذب مثل الصدق في إستمراريته وسرمديته التي لايمکن أن تهزم أو أن يطرأ عليها أي تغيير، ومن هنا، فإن الانبهار والانخداع بثمة أکاذيب تطلق من أجل مرام وأهداف لايرتجى من ورائها أي خير، لايمکن أن تکون نتيجته مفيدة ومعتد بها، بل إنها مثل ذلك الذي يلهث خلف سراب بقيعة ظنا منه إنه ماء!

لکل بلد ولکل شعب خصوصياته ومميزاته ولايمکن أبدا أن نزعم بأن کل البلدان والشعوب متشابهة في مميزاتها وخصوصياتها، فالانسانية وقيم الخير والحق والجمال، کانت وتبقى هي الاسس والرکائز الاساسية التي تجمع بين الشعوب وتوثق أواصر العلاقات والتواصل فيما بينها، وإن المساعي المشبوهة والمغرضة التي تسعى من أجل تشبيه الحالة والاوضاع الايرانية بنظيرتها السورية في حال سقوط النظام، هي ليست کلمة حق يراد بها باطل بل إنها أسوأ من ذلك وأحط شأنا.

السعي المغرض من أجل تشبيه إيران بسوريا، وإن ماجرى في الاخيرة سيجري حتما في إيران، مسعى هدفه الاساسي هو تخويف وترويع المجتمع الدولي من التغيير الجذري القادم في إيران، لکن هناك ثمة ملاحظة مهمة جدا يجب أن نأخذها بنظر الاعتبار، وهي إن النظام السوري وفي الوقت الذي کان فيه مهددا بالسقوط المحتوم خلال عام 2013، بادر النظام الايراني لإقحام الجماعات الدينية المتطرفة في الساحة السورية من أجل التأثير السلبي على القوى الوطنية السورية الديمقراطية، وقد تم له ماأراد وإنخدع العالم بهذه اللعبة وترك الشعب السوري والثورة السورية في موقف أقل مايقال عنه إنه أبعد مايکون عن قيم الانسانية والاخلاق، لکن ولأن النظام الايراني يعلم جيدا بأن إيران غير سوريا ولايمکنه أن يضخ تنظيمات متطرفة في البلاد من أجل مواجهة المقاومة الايرانية وإنتفاضة الشعب الايراني، لأن النظام هو بالاساس بٶرة التطرف والارهاب ولأن الشعب الايراني قد صار أکثر من واضح في رفضه للتطرف والارهاب، ولهذا فإن النظام لم يجد من مسعى أمامه سوى تخويف المجتمع الدولي من هکذا إحتمال وبالتالي جعله يبتعد عن دعم نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل إسقاط النظام.

النظام الايراني يسعى من أجل تطبيق کذبة جحا التي زعم فيها بأن هناك وليمة وصار الناس يتراکضون من أجل ذلك وصدق جحا کذبته وطفق هو الاخر يرکض خلفهم، وإن النظام الذي أطلق کذبة تشبيه إيران بسوريا وهو يعلم جيدا بأن في إيران هناك مقاومة إيرانية تناضل ضد هذا النظام منذ عقود طويلة والشعب الايراني مٶمن إيمانا کاملا بها، لايوجد أمامه سوى أن يصدق کذبته الخرقاء الجوفاء هذه ولايحصد من ورائها سوى الخيبة والخذلان.

 

دنيا الوطن

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة