الجمعة, مايو 3, 2024
الرئيسيةمقالاتإستمرار الإنتفاضة العراقية ورعب خامنئي من آثارها الحاسمة على نظام الملالي

إستمرار الإنتفاضة العراقية ورعب خامنئي من آثارها الحاسمة على نظام الملالي

0Shares

إن إتساع نطاق إنتفاضة الشعب العراقي واحتجاجاته المستمرة ضد الطغاة، بات يُبشر بتغيرات كبيرة ليس في العراق وحسب بل والمنطقة، مما يثير فزع الملالي ونظامهم الذي يجاور العراق ويهيمن على طبقته  السياسية الفاسدة والحاكمة معاً.

 

هذه التطورات المستمرة والمفاجئة بدأت تغيّر التوازن السابق الذي كان في صالح الملالي وتلقي الذعر في بيت خامنئي. في مقال لصحيفة " فرهیختكان" في عددها الصادر في 7 تشرين الأول / أكتوبر 2019، اعترفت الجريدة بأهمية العراق الاستراتيجية لسياسة النظام التوسعية والمثيرة للبلبلة في المنطقة، لا سيما في اليمن و سوريا و لبنان، واصفة العراق بأنه "محور المقاومة" كما عبرت عن الخوف والذعر الذي اعترى النظام عقب انتفاضة الشعب العراقي، قائلة: إن [العراق]"بسبب الانقسامات الدينية ودوره في ربط سوريا ولبنان بإيران، هو خاصرة مستهدفة  من قبل أعداء إيران وعلى رأسهم الولايات المتحدة وحلفائها".

 

تواصل وسائل الإعلام الحكومية تحليل الأحداث حسب عادة الأنظمة الدكتاتورية البالية والمهترئة بربط أي احتجاجات معارضة بالتدخل الأجنبي و الطابور الخامس (الخونة). ولكن المعلومات والحقائق التي يقوم " المواطنون المراسلون" بنشرها أبطلت مفعول دعاية وسائل إعلام النظام الكاذبة وجعلت المتلقي والمتابع للأحداث لا يعير انتباهاً لما تنشره وسائل إعلام  النظام من أكاذيب.

وفقاً للأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام التابعة للأنظمة الديكتاتورية عن الانتفاضات وأسبابها، فإن العملاء الأجانب وأياديهم وذيولهم موجودة ومؤثرة في هذه الانتفاضات، و ليس السكان المحليين ومطالبهم المُحقة ! وباعتقادهم المريض أن  كل الذين يتظاهرون في الشوارع ما هم إلا فئة قليلة مأجورة تسعى لإثارة الفتن في البلد.

 

لكن كيف يرى نظام الملالي الأمور ؟

تعتقد إيديولوجية الملالي بأن شعوب الدول لا تتمتع  بحقوق المواطنة، ولا يحق لها مقاضاة ومسائلة الحكام و لا الاحتجاج ضد فساد الأنظمة المستبدة. ولكن كما قيل، فإن الواقع الجديد الذي فرضته التحولات الكبيرة والسريعة في إيران والعراق غيرت المعادلة وقلبت الطاولة على وسائل إعلامهم البائسة والخشبية الخطاب، وكشفت الحقيقة أمام القاصي والداني.

في هذا الصدد كتبت صحيفة " فرهیختكان"  في عدد الصادر في 7 أكتوبر 2019 مدعية: أن  " الأمريكيين يثيرون الشغب في العراق عشية الأربعين الحسيني!"

وصف رئيس تحرير جريدة كيهان الفاشي، بعبارات تنم عن غطرسة و تعتبر العراق ملكاً للملالي، انتفاضة الشباب العراقي بأنها "فتنة أمريكية سعودية في العراق"! وتابع رئيس تحرير جريدة كيهان لسان حال خامنئي مُعبراً عن إستياءه وغضبه من كشف وفضح جرائم عملاء النظام بحق الشعب العراقي، وقال معترفاً: "لقد زعمت وسائل الإعلام المنتسبة إلى آل سعود والولايات المتحدة وبريطانيا أنه لا ينبغي للقوات شبه العسكرية في العراق (الحشد الشعبي) أن تتخذ إجراءات لإخماد الفتنة". لكنه بسبب تصاعد حدة الانتفاضة في العراق اضطر إلى الاعتراف بأن العراق وحكومته باتت محمية إيرانية وأضاف قائلاً: "إن مسيرة الأربعين الرائعة هي مظاهرة لقوة إيران ومسلمي العالم ضد نظام الهيمنة".

تطرقت صحيفة " فرهیختكان" في مقال، في 7 أكتوبر 2019، الى أسباب الإنتفاضة العراقية ضد حكام بغداد والتي تشبه جميعها أسباب إنتفاضة الشعب الإيراني ضد الملالي حيث نرى نفس الفساد الذي بات مسيطراً على هيكلية حكومة الملالي أيضاً قد انتشر في أركان حكومة أتباعهم في العراق. وعند وصفها  لهذا التشابه والواقع، تضيف الصحيفة معترفة: "إن الفساد السياسي الواسع النطاق في الحكومة (العراقية) عموماً ، والمحاصصة السياسية وعدم الكفاءة المتراكمة من قبل الحكومات السابقة، فضلاً عن عجز الحكومة عن توفير الخدمات الأساسية للناس في الحكومة الحالية، أدى إلى تشكيل حركة إحتجاج في البداية عبر  وسائل التواصل الاجتماعي ثم انتقل الحراك إلى شوارع العراق ".

من وجهة نظر نظام الولي الفقيه، ليس للشعب العراقي الحق في رفض وصاية سلطة الملالي عليه، ولا في إيصال صوته للرأي العام لا تدويناً ولا بالصوت والصورة.

كلما دافع العراقيون عن مطالبهم المشروعة وعن استقلال وحرية بلدهم، [يعتبر حسب رأي هذه الصحيفة] "زادوا الشكوك حول طبيعة هذه المظاهرات".

تكمن وراء هذه "الشكوك"، الحقيقة الكبيرة المتمثلة في أن العراقيين يشيرون بحق إلى نظام الملالي: "بعض الشعارات المناهضة للمرجعية الدينية والمناهضة لإيران زادت من الشكوك حول طبيعة هذه المظاهرات". (نفس المصدر)

إن العراقيين في انتفاضتهم الواسعة والمستمرة يرون أن سبب التخلف في بلدهم والسبب وراء تعاظم  الفساد السياسي والاقتصادي في حكومتهم هو تدخلات نظام الملالي وسلطة أتباعه وذيوله في العراق. إن تصعيد هذا الموقف ضد نظام الملالي ونموه ونضجه يدفع إلى تشكيل توازن سياسي حاسم وسيبلور آفاق إنقاذ العراق من أخطبوط الملالي، وستظهر نتائجه المباشرة على الملالي ومرتزقته في اليمن وسوريا ولبنان.

 لذلك ، من خلال التأكيد على المبدأ الأساسي المتمثل في أنه يمكن التغلب على جميع مشاكل المنطقة ومعاناة سكان هذه البلدان من خلال الإطاحة بنظام الملالي في طهران، يجب أن يُنظر إلى الانتفاضة العراقية على أنها حدث نوعي وتغيير حاسم في المنطقة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة