السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالانتخابات في إيران..فن لصناعة "الأحاجي" والخدع الخطيرة

الانتخابات في إيران..فن لصناعة “الأحاجي” والخدع الخطيرة

0Shares

ماذا يفعل الساحر أو لاعب الأحاجي والخدع البصرية؟ يضع بمهارة شيئًا في جعبته أو تحت قبعته، بأسلوب يربك المشاهد، يسير في هذا الاتجاه وذاك، وعندما يقلب الشيء لا يفهم المشاهد المرتبك ما حدث؟!.

ينطبق ذلك على جو السحر الانتخابي الذي يصنعه نظام ولاية الفقيه، وقد انتهى اليوم الثالث لتسجيل المرشحين بحضور أو غياب شخصيات رئيسية مثل رئيسي ولاريجاني، والناس من حولهم وأقاربهم يقولون كلمة متناقضة نيابة عنهم كل يوم.

من ناحية أخرى، تزداد أزمة النظام الداخلية سوءًا كل يوم، الصراع والجدل بين الذئاب مستمر بين مجلس صيانة الدستور وحكومة روحاني.

ووجه وزير الداخلية روحاني، الخميس، ضربة إلى مجلس صيانة الدستور، بعد حديثه بالقول: "قانون الانتخابات لم يُلغ ولا يُعدل"، بحسب (رحماني فضلي، 13 مايو).

في الوقت نفسه، التمس روحاني ذاته في بيان نيابة عن حكومته إلى عدم إزالة العصابة المهزومة، وقال إن "الحكومة تؤمن إيمانًا عميقًا بأن الوحدة تتجلى في الوجود وليس في الإزالة" (13 مايو)، كما تهكم روحاني من الزمرة المنافسة وهاجمها بقوله "الافتراء والكذب هما أسوأ الأشياء لتسوّل الأصوات!" (13 مايو).

في غضون ذلك، يبذل خامنئي قصارى جهده لإخراج الجلاد إبراهيم رئيسي من صندوق الاقتراع حتى يتمكن من السيطرة على الأزمات من خلال إنشاء نظام بلون واحد.

وعلى نفس المنوال، يريد خامنئي حذف المدّعين الآخرين من الساحة قبل الوصول إلى مرحلة مجلس صيانة الدستور، خاصة وأنه لم يستطع في الفترتين السابقتين من مسرحية الانتخابات، تحقيق هدفه المنشود في إيصال رجله المنشود إلى الرئاسة وفشل في التوازن الداخلي للنظام.

وفي مثل هذه الحالة، الشخص الآخر الذي يتفنن في فن الأحاجي بموقفه الغامض هو علي لاريجاني، فإذا دخل لاريجاني إلى المشهد، سيكون الأمر صعبًا جدًا على خامنئي.

لذلك، إما أن يتعين على مجلس صيانة الدستور استبعاد وإقالة شخص كان رئيسًا للبرلمان لفترتين ورئيس احدى السلطات الثلاث لنظامه، والذي يحمل حاليًا لقب كبير مستشاري خامنئي، وهذا الأمر يترتب على خامنئي تداعيات سياسية وداخلية، خاصة وأن نظامه بدأ يتفتت في الصراع بين الذئاب الشرسة.

وإذا لم يزل لاريجاني، فعليه أن يواجه احتمالية قوية لهزيمة رئاسية أخرى واستمرار الصدع في قمة النظام، وإذا سمح للاريجاني بالظهور في هذه المسرحية؛ فسيعتبر ذلك في إطار الوظيفة الخطيرة للغاية.

شهد خامنئي هذا مرة واحدة في عام 2009 ورأى أن الانتفاضة الكبرى في عام 2009 اندلعت من الانقسام في النظام، مما أدى إلى تشابك نظامه لمدة ثمانية أشهر ودفعه إلى حافة السقوط، خاصة وأن وزارة الداخلية وغرفة التجميع ليست خاضعة له في هذا الوقت، والتلاعب بالأرقام لصالح الشخص المعني، إن لم تكن مستحيلة، على الأقل ستكون صعبة ومحفوفة بالمخاطر.

وهكذا، مع ترشيح لاريجاني، يواجه خامنئي معضلة مميتة تتمثل في الإصرار على أحادية القطبية والمخاطرة بنزيف داخلي حاد من هذه الجراحة الكبرى، أو الاستسلام للقطبية الثنائية، مما يعني تكثيف الانقسامات والشرخ الداخلي، واستمرار حالة القطبية الثنائية في نظامه.

كلا الشرطين يضعف النظام ويزيد من هشاشته، لذا مهما كانت النتيجة، فإن النظام الذي يخرج من هذه الانتخابات سيبدو أضعف بكثير، وأكثر تفككًا وأكثر انقسامًا، لأن الصراع بين الزمرتين لا يدور في فراغ وفي فضاء مفتوح وغير محدود، بل في سياق مجتمع ملتهب للغاية يتحضر للثورة، في الوقت الذي تكون فيه المقاومة المنظمة والقوة الداعية إلى إسقاط النظام في ذروة الاستعداد والتماسك وتترصد تلك اللحظة التاريخية النادرة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة