الخميس, مايو 2, 2024

هواء في شبک

0Shares


بقلم:مثنی الجادرجي


في إنتظار الموقف النهائي للرئيس الامريکي من الاتفاق النووي، والذي صار هاجسا يشغل العالم کله لکنه صار مصدر خوف و رعب بل وحتی بمثابة کابوس علی نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن القادة و المسؤولين الايرانيين و جريا علی عادتهم، فإنهم صاروا يکثرون من تهديداتهم للولايات المتحدة الامريکية في حال إلغائها للإتفاق بل وإنهم بالغوا عندما هولوا من تهديداتهم بصورة توحي بأنهم سيقدمون علی إجراءات غير متوقعة، لکن و بحسب رأي معظم المراقبين السياسيين فإن طهران ليست لديها القدرات و الامکانيات الکافية التي تسمح لها بأن تکون في مستوی تلک التهديدات النارية وانما هي تعاني من أوضاع بالغة الصعوبة وقد ينقلب الانسحاب الامريکي وبالا عليها بحيث يمکن أن يصبح عاملا و دافعا لإنطلاق الانتفاضة ضدها من جديد.
إيران قوية بما فيه الکفاية وهي ند لأمريکا و تشکل صداعا و کابوسا للمنطقة، هذا الکلام أو بالاحری هذا الرأي، هو وجهة نظر و قناعة المأخوذين و المنبهرين بل و حتی المؤمنين بطروحاتها و أفکارها، إذ إن إيران لو تم وضعها تحت المجهر و تمت مراجعة النقاط أعلاه واحدة تلو الاخری، فسوف نری إننا نقف أمام رأي آخر لايتماشی أو يتفق مع الرأي المشار إليه إطلاقا خصوصا بعد الذي أن فقد الريال الايراني جزءا کبيرا من قيمته و تصاعدت و تتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الی الحد الذي يمکن أن يعتبر تهديدا مباشرا لأمن النظام.
هل إيران قوية مافيه الکفاية؟ هل هي تمتلک کل أسباب القوة التي تجعل منها بحق ندا لأمريکا؟ لابد لنا أن نقر بأن إيران تمتلک قوة عسکرية و تسليحية غير عادية ولکن مقارنة مع دول المنطقة و بلدان العالم الثالث وليس مع القوی الکبری و خصوصا أمريکا، ثم إن إيران التي تمتلک قوة عسکرية و تسليحية کبيرة لکنها لاتمتلک إقتصادا قويا بل ولا حتی متماسکا بل و حتی آيل للإنهيار، فهو يکاد أن يعتمد علی تصدير البترول، ويکفي أن نستشهد بهبوط أسعار البترول و ماجری للأوضاع المعيشية و الاقتصادية داخل إيران کي نستشهد به کدليل حي و عملي علی مانرمي إليه، ثم إننا لو قارننا القدرات العسکرية و التسليحية لإيران و قارناها مع أمريکا، فإننا سنجد الفرق شاسعا من نواح کثيرة جدا، علی سبيل المثال لا الحصر أمريکا تقوم بصناعة و إنتاج کافة الاسلحة التي تمتلکها أما إيران فإنها ليست کذلک أبدا، ولو قارنا بين الاقتصادين، فإننا نکون قد ظلمنا الاقتصاد الايراني الکسيح عندما نضعه في هکذا موقف!
إيران بعد 4 عقود من عمر نظامها الحالي، صارت تمتلک جيشا جرارا من الفقراء و الجياع بإعتراف المسؤولين الايرانيين أنفسهم، وإن مشاهد من قبيل مهاجمة الجياع لشاحنات تنقل مواد غذائية نافذة الصلاحية و تستولي عليها، أو السکن في المقابر أو المبيت في بيوت من الورق المقوی أو بيع أعضاء الجسد بل وحتی بيع الاطفال الرضع بسعر 30 دولار، وغيره من الاخبار المأساوية المفجعة، تعطي للمتابع ثمة إنطباع واضح عن إيران کما هي من دون رتوش.
الحديث عن الکابوس الذي صارت تشکله إيران أو بالاحری النظام السياسي ـ الفکري في إيران للمنطقة، کان ولايزال من إعتماده علی الورقة الطائفية و اللعب بها لصالح أهدافها و مراميها بل وحتی لخدمة مشروعها الخاص، ولاريب کان بإمکان دول المنطقة”لو أرادت” أن تلعب نفس الورقة مع إيران خصوصا وإن هناک مکون سني کبير في إيران يتوزع بين البلوتش و الاکراد و الترکمان و غيرهم، وهم محرومون من کثير من الامتيازات و طبقا لما يقوله المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، فإنهم محرومون من الکثير من الامور و يخضعون لإضطهادين، لکن المشکلة إن دول المنطقة لاتعرف والاحری لاتريد المتاجرة و المزايدة بالقيم الدينية و الطائفية، إذ تحترمها و تقدرها و تعتبرها أسمی من أن يتم إستغلالها لهکذا مأرب، بيد إننا يجب أن نشير الی إن الشعب الايراني برمته بما فيها هذه الاعراق تغلي سخطا ضد طهران وإن أية لحظا مناسبة تکون أشبه بالشرارة التي تشعل النار في الاوراق الصفراء المتيبسة.
وفي کل الاحوال ومع الاخذ بنظر الاعتبار ماقد أوردناه آنفا، فإن التهديدات الاخيرة الصادرة من طهران لاتدل علی القوة و الاقتدار کما يسعی القادة و المسؤولون الايرانيون إظهار ذلک بل هو وکما تؤکد المقاومة الايرانية يعبر عن ضعف و خوف النظام و ليس في النتيجة إلا هواءا في شبک!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة