الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانإيران.. مشروع الشعب

إيران.. مشروع الشعب

0Shares

موقع اتحاد الديمقراطيين السوريين
5/1/2018

 

بقلم: ميشيل کيلو رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين

 

 

لم يکن شعب إيران بحاجة إلی من يحرّضه علی الملالي، بعد أربعين عامًا من ظلمهم، وانفرادهم المطلق بحکمه، دأب الملالي خلالها علی قول مکرّر: ليس ولا يمکن أن يکون هناک معارضة أو معارضون في إيران، بينما يقف شعبها کالبنيان المرصوص وراء مرشده، ويرفض أي نقد لنظامها الإسلامي الذي يسوسه بتعاليم دينية، لا يحيد مرشده قيد أنملة عنها، تشبّها برسول الإسلام الأمين محمد (ص). لا يستمع شعب إيران أيضا لأکاذيب استکبارية وصهيونية عن أوضاعه، لعلمه أنها نتاج حقد أعمی علی ملاليه الذين يناصرون مستضعفي المنطقة في حربهم ضد الشيطان الأکبر والصهاينة، بعد أن وضعهم خط الإمام الخميني أمام مصيرٍ محتوم وانهيار وشيک. في نظام إسلامي صرف، رکيزته ولاء المؤمنين للولي الفقيه نائب صاحب الزمان، ودولة تستند إلی نص الإسلام وروحه، يقودها أطهار عينهم علی يومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون، لن تکون أية مظاهرات تشهدها مدن إيران من عمل الإيرانيين، ولا يحتاج الولي الفقيه، خامنئي، إلی تحقيقات قضائية أو بوليسية، ليعرف أن من يتظاهرون، منذ نيف وأسبوع، ينفذون “مؤامرة يستخدم فيها المال والسلاح والمخابرات”، حسب قوله دام ظله الشريف. ولو لم تکن کذلک، لحذا المتظاهرون حذوه في العراق وسورية ولبنان واليمن، البلدان العربية التي غزاها الحرس الثوري واحتلها، من دون سلاح أو مال أو مخابرات، فليس لدی نظام الملالي مخابرات ليرسلها، لا سمح الله، إلی أي مکان، کما لم يعد لديه مال فينفقه لإطعام شعبه، بعد أن وظف قرابة سبعمائة مليار دولار علی برنامج نووي، هدفه الوحيد رفع رؤوس الإيرانيين عاليا، فما الضرر إن بقيت بطونهم خاوية، وأرسل المرشد ما بقي في حوزتهم من مالٍ قليل إلی مجاهدين في لبنان وسورية والعراق واليمن، لا تکفي مواردهم من تجارة المخدّرات ومن نهب بلدانهم لتمويل تنظيماتهم المجاهدة؟
ألا تثبت هذه الوقائع الدامغة أن المتظاهرين عملاء، کما وصفهم المرشد، ولو کانوا إيرانيين
لاحتفلوا بانتصارات جمهوريتهم الإسلامية، ولخجلوا من المطالبة بوقف معارکها الظافرة التي وضعت أربع عواصم عربية في جيب مرشدها، وحولت “الشيعة”، حسب وصف أحد الملالي، إلی “أقلية استراتيجية، تمسک بمفاصل المنطقة وثرواتها”، وتثير الفوضی بين المسلمين السنة، حيثما وجدوا في طول المنطقة وعرضها، وتفتک بهم بکل ما أوتيت من رغبةٍ في بناء إميراطورية فارسية علی جثثهم، فهل يمکن لغير عملاء الاستکبار والصهاينة تعطيل فتوحاتٍ کهذه، وترکيز اهتمامهم علی أعراض الدنيا الزائلة من طعام وشراب.
المتظاهرون عملاء، کما قال الولي الفقيه، ولو کانوا وطنيين لما طالبوا بالعمل والرعاية الاجتماعية، وبتعطيل ما وصفه “الرئيس الإصلاحي”، حسن روحاني، “مشروعنا الوطني”، الذي ليس ولا يجوز أن يکون داخليا، هدفه إطعام شعب إيران وتشغيله وتعليمه ورعايته، بل يجب أن يکون محض خارجي، يحرّر البلدان المجاورة من شعوبها، ليمد المحور الشيعي من مزار الشريف في أفغانستان إلی جنوب لبنان، مرورا بالعراق وسورية، الدولتين اللتين کانتا عربيتين، وتوشک “بعثات الملالي” العسکرية العزلاء أن تحولهما ولايتين تابعتين للمرشد، بعد حوار أخوي دار نيفا وثلاثين عاما، أقنع حکومتيهما بالانضمام إلی “مشروع إيران الوطني”، ومن لم يقتنع من شعبيهما، وخصوصا في سورية، ساعده الحرس الثوري علی مغادرة وطنه بکل حرية وامتنان، واللجوء إلی أقرب شجرة زيتون، من أجل نصب خيمته تحتها، فإن لم يکن عنده خيمه، استمتع وأطفاله بالنوم في العراء، بفوائده الصحية التي لا تخفی علی أحد. قال”الرئيس الاصلاحي”: ليس هناک من خيار أمام الإيرانيين غير استمرار “المشروع الوطني”، أو قتلهم کخونة يفضلون ملء بطونهم الشرهة بالطعام علی ملء حياة المرشد وحرسه الثوري بالأمجاد.
ثمّة أمر جلل، ظهر خلال مظاهرات العملاء، فقد طالبوا بتطبيق عدالة الإسلام علی الملالي
وعليهم. لو لم يکن المتظاهرون عملاء، لأدرکوا أن ما طبّق عليهم کان عدالة الإسلام، ولو کانوا إيرانيين ومسلمين حقيقيين لرأوا عدالتنا وتجاهلوا فقرهم. أما أن يطالبونا بتطبيق عدالة الإسلام علينا نحن أيضا، فهذا تآمر يستهدف إجبارنا علی التخلي عن “مشروعنا الوطني”، وسحب “حرسنا الأعزل” من البلدان الشقيقة، للسماح للإرهاب بقتل مسلميها، قبل تسليمها إلی الاستکبار العالمي والصهيونية، تمهيدا لتدمير إيران عبر فرض مفاهيم غريبة عن تاريخها عن احترام الإنسان وحقوقه والمواطنة المتساوية، وإعادة بناء نظامنا انطلاقا منها.
صدق حسن روحاني: لا مکان للشعب الإيراني في مشروع المرشد الوطني، ولو کان له مکان وأنفقت عليه بعض ملياراته، لما عانی من حرمان تفاقم إلی حد الجوع والتمرّد. في المقابل، ليس ولن يکون هناک أي مکان لخامنئي وروحاني ونظامهما في “مشروع شعب إيران” الذي نزل إلی الشوارع، رافضا ظلم الملالي السلطوي واستکبارهم وفسادهم، ومطالبا، بعفوية الصدق وحب الوطن النزيه، بما يطالب به شقيقه السوري: الحرية والعدالة والمساواة والکرامة الإنسانية. هذا هو مشروع شعب إيران: مشروعنا الذي فيه انتصار جميع شعوب المنطقة علی الظلمة والطغاة، إلی أية جنسية أو أيديولوجيا انتموا.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة