الإثنين, مايو 20, 2024
الرئيسيةمقالاتموسم الخطأ الرسمي الايراني ...

موسم الخطأ الرسمي الايراني …

0Shares

بقلم : سعاد عزيز

 

لاتبدو إن المحنة والضائقة الحالية التي يمر بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، في طريقها الى الحل وانما کل المٶشرات تدل على إنها تسير بإتجاه المزيد والمزيد من التعقيد، خصوصا وإن العقوبات الامريکية لامجال لإلغائها أو الالتفاف"النسبي"عليها وحتى إن الاوربيون مشغولون بتلافي الخسائر المتوقعة وإنقاذ مايمکن إنقاذه، ولذلك فإن طهران تبدو هذه المرة لوحدها في مواجهة الاعصار وهذا مايجعل الاجواء فيها ليست متوترة وانما حتى مکفهرة الى أبعد حد.

عندما أعلن المرشد الاعلى للنظام الايراني قبل فترة عن ندمه من المفاوضات التي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي، وقال إنه كان "مخطئا بالسماح للحكومة بالمفاوضات" التي " تجاوز المفاوضون خلالها الخطوط الحمر"، هذا الکلام الذي کان بمثابة إعتراف خطير بتحمله مسٶولية ماآلت اليه الامور، سرعان ماتم حذفه من کافة المواقع، کدليل واضح على خطورته وماسيکون له من آثار وتداعيات محتملة، لکن يبدو إن سحب المرشد الاعلى لإعترافه هذا أو بالاحرى تراجعه عنها، يعني بأن الرئيس روحاني ووزير خارجيته ظريف سيبقيان لوحدهما في وجه العاصفة!

ظريف کما هو واضح لم يسمح بمرور وقت طويل على موقف طويل على موقف خامنئي الذي ألقى بالکرة في حضن الحکومة الايرانية ليتملص من  تحمل سياط سوط المسٶولية، فقد صرح هو الآخر قائلا: "كنا نشعر بأن الولايات المتحدة تعلمت أن العقوبات على إيران قد تخلق صعوبات اقتصادية ولكنها لا تحقق النتائج السياسية التي يريدونها، وكنت أعتقد أن أميركا تعلمت الدرس، ولكن للأسف كنت على خطأ"، وکأنه يوحي للآخرين بتذکر ماقاله المرشد الاعلى بهذا الخصوص وإن الخطأ في القضية سلسلة مترابطة يتحمل وزرها الجميع دونما إستثناء، وهو کما يبدو عذر أقبح من الذنب، إذ يجعل النظام من قمة رأسه الى أخمص قدميه على خطأ مبين!

الشعب الايراني الذي يکاد أن يشتعل غضبا وينفجر کبرکان بوجه السلطات الايرانية بسبب الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها، فإن هکذا إعتراف من الممکن أن يکون بمثابة الشرارة التي تحرق الهشيم، ولاغرو إن إعتراف المرشد الاعلى"المسحوب" واعتراف ظريف"الحذر"، وجملة إعترافات رسمية أخرى بوجود تقصير في العديد من المجالات وإعتراف بإستشراء الفساد وإنتشاره بصورة واسعة وحتى الدعوة لمحاسبة الفاسدين و"إعدام"عدد منهم، يمکن أن يکون سعي رسمي إيراني واضح المعالم من أجل تبريد الاجواء والتنفيس عن غضب وسخط الشعب الايراني، ولکن، من الواضح جدا إن الامور ليست بتلك البساطة، فکل الذي تحدثنا عنه آنفا، هو محض کلام، بمعنى إنه ليس هناك من بينها أي مٶشر يدل على تحسين الاوضاع وإنقاذ الشعب من الاوضاع المعيشية المزرية، ولأن الحزمة الثانية من العقوبات الامريکية في الطريق والنظام لايزال يطلق التصريحات ويواصل"حربه الکلامية"، ولأن الشعب قد أعلن بأن"عدوه ليس في أمريکا وانما هنا في إيران" أي النظام، فإن على الاخير أن لايتفائل کثيرا وانما وعوضا عن ذلك عليه أن يأخذ الکثير من الحذر والاستعدادات لإعصار قد يهب في أية لحظة بل وحتى إن الملتقى الاخير للجاليات الايرانية الذي أقيم يوم 25 من آب2018، وبصورة متزامنة في 20 عاصمة ومدينة رئيسية في أنحاء العالم بمناسبة الذکرى الثلاثين لمجزرة عام 1988، کانت بمثابة رسالة واضحة للنظام بحيث يمکن من خلالها تبيان وتحديد مصيره!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة