الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالأزمة في قمة النظام الإيراني، هي دليل آخر على مرحلة الإطاحة بالنظام...

الأزمة في قمة النظام الإيراني، هي دليل آخر على مرحلة الإطاحة بالنظام الإيراني

0Shares

إحدى العلامات المهمة لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية هي تورط هذه الأنظمة في أزمة عميقة. سوف تجعل هذه الأزمة والانقسام، الانتفاضة والثورة أن تجدا مساحة أكبر للنمو والتوسع في اتجاه الإطاحة.

الأزمة التي اثيرت مؤخرا في قمة النظام، عقب حشد من ملالي البسيج الموالين لخامنئي وعناصر من قوات الحرس في مدينة قم ضد روحاني رئيس جمهورية الملالي هي علامة على المرحلة النهائية التي يعيشها نظام الملالي.

وتفاقمت الصراعات بين عصابات النظام، عقب تجمع هؤلاء الملالي البسيجين لخامنئي وعناصر من قوات الحرس، بما في ذلك قائد اللواء الخاص للحوزة الدينية في قم. ورفعت في التجمع لافتة كتب عليها ضد روحاني: «أيها الرجل الذي شعارك هو التفاوض، اعلم أن مسبح فرح بانتظارك» ومعنى هذا الشعار كان تهديداً لروحاني، ومضمونه أنه مثلما قضينا على رفسنجاني تحت الماء في مسبح فرح ، سوف نقضي عليك بالمسبح أيضًا.

وكان أحد المتحدثين في الاجتماع حسين طيبي فر، آمر لواء القوات الخاصة للحوزة، المعروف باسم «لواء الإمام الصادق».

متحدث آخر في الاجتماع هو رحيم بور أزغدي، عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية في النظام، ومنظّر عصابة خامنئي الذي يتحدث بانتظام ضد حكومة روحاني وسياساتها في دوائر عناصر الباسيج لعصابة خامنئي.

ووصف مكارم شيرازي من مراجع الدين الحكومي هذا التجمع بأنه كارثة وطلب من قوات الحرس تقديم توضيح لوجود مجموعة من عناصر الحرس في التجمع.

وقال مكارم شيرازي: «لقد رفعوا لافتة تهدد رئيس الجمهورية المحترم بالموت وكانت تحمل اعترافات ضمنية بملفات أخرى» (وكالة أنباء ايرنا، 20 آب 2018)

بدوره قال نوري همداني، وهو مرجع ديني حكومي آخر في قم بشأن هذا التجمع: «بعض من عبارات المتحدث وبعض الشعارات كانت خاطئة ومؤسفة ، ولن نسمح لأحد بالتشكيك في خدمات المراجع والعلماء الكبار والحوزة العلمية، وأطلب من المسؤولين المحترمين متابعة الموضوع على الفور». (موقع اعتماد 20 آب 2018).

واضطرت قوات الحرس أن تصدر بيانًا في هذا الصدد والتأكيد أن مظاهرات الملالي في مدرسة الفيضية بمدينة قم كانت عفوية ولا علاقة لها بقوات الحرس.

في بيانها، كتبت قوات الحرس: «إن الحرس الثوري الإسلامي، في بيان يدين بعض الشعارات والمكتوبات باليد في التجمع الأخير للطلاب ورجال الدين في مدرسة الفيضية في قم ، وينفى أي تدخل في المراسيم». (وكالة تسنيم للأنباء ، 20 أغسطس2018).

وتواصلًا للآثار المترتبة على هذا الحادث ، قال علي مطهري ، نائب رئيس مجلس شورى الملالي، إن الشعار «من شأنه أن يكون دليلا على كيفية وفاة المرحوم (هاشمي رفسنجاني) ، الذي بقي لغزا للعديد من الأذهان. في الواقع، مفهوم هذا الشعار هو أن السيد الرئيس سنخنقك تحت الماء مثلما فعلنا بالسيد هاشمي» (وكالة أنباء ايسنا ، 18 آب2018)

تهديد روحاني بالموت يأتي في وقت، دافع علي خامنئي في كلمته التي ألقاها قبل بضعة أيام ،عن روحاني وقال: «أولئك الذين يهاجمون الحكومة ويقولون يجب إقالة الحكومة ومثل هذه الكلمات، هؤلاء يلعبون في خريطة العدو. لا؛ يجب على الحكومة أن تبقى على السلطة بقوة، ويجب على الحكومة أن تنفذ الأعمال. رئيس الجمهورية هو منتخب الشعب؛ مجلس الشورى أيضًا هو منتخب الشعب، رئيس الجمهورية له الحق ، والبرلمان له الحق أيضًا … يجب على البرلمان الحفاظ على كرامة الرئيس، ويجب على الرئيس الحفاظ على كرامة البرلمان؛ يجب أن يحافظ كل منهما على الآخر معا».

من الملاحظ أنه لم يمض عدة أيام على دعم خامنئي المزعوم، كيف نقضت عناصر قوات الحرس المعادية للشعب والملالي البسجيين الموالين لخامنئي حرمة رئيس النظام! وهددوه بتصفيته جسدياً من خلال  «مسبح فرح»!

إن مثل هذا الوضع في حكم الملالي يمثل تفاقم الصراعات بين العصابات، وهو ما نتج عن الإخفاقات المتتالية لهذا النظام في جميع المجالات، خاصة في الساحة الداخلية.

لقد كانت للانتفاضة والاحتجاجات الشعبية الدور الأكبر والحاسم و أكثر من غيرها، في تصعيد الانقسامات والشرخ داخل النظام وزيادة الصراعات الداخلية بين عصاباته. 

كما أن هذا الأمر، يمثل غاية العجز ومأزق خامنئي وانهيار سطوته وشوكته، الذي لا يستطيع حتى أن يسيطر على عصابته.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة