السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةمقالاتخارطة طريق الوضع الحالي

خارطة طريق الوضع الحالي

0Shares

تشير التطورات التي حدثت في الأسابيع القليلة الماضية منذ بداية العام حتى الآن إلى أنها جميعها أدت إلى تطور جديد أو وضع جديد. وتتأثر الإحداثيات الحالية للمجتمع الإيراني، من جهة، وسلطة ولاية الفقيه، من جهة أخرى، ببعضها البعض بشكل غير مسبوق. والإيرانيون يسيرون في طريق تحقيق الرفض القاطع لنظام الملالي بمؤشر مقاطعة مسرحية الانتخابات. ونظام الملالي في عجلة من أمره للتحضير للقمع الداخلي لابتزاز نتيجة مسرحية الانتخابات بالاحتيال في 18 يونيو 2021، والتحايل على مقاطعتها أيضًا.

والجدير بالذكر أن الزمر داخل نظام الملالي يوبخون بعضهم البعض لتحويل ممتلكاتهم إلى عبء سياسي على مجلس ادارة رئيس الجمهورية. وهو عمل يختلف عن كل الأمثلة السابقة وسيجعل المسار المستقبلي لنظام الملالي أكثر اضطرابًا مما كان عليه خلال الـ 42 عامًا الماضية. وقد بدأ هذا الاضطراب بالفعل، وظهر غيض من فيض منه بتبعات مقابلة ظريف.

وتجدر الإشار إلى أن المقابلة التي أجريت مع وزير خارجية نظام الملالي أصبحت عامة أو مكشوفة وهزَّت جميع أركان نظام ولاية الفقيه. وفقد نظام الملالي الآن توازنه في هذه القضية، وتبدي كل زمرة حزنها للتستر على جوهر الأمر. وجوهر الأمر هو أن القبضة الأمنية لا تترك نظام الملالي يرتاح البال لحظة واحدة وتمسك به من رأسه إلى أخمص قدميه، ولا يمكن أن يكون كل ما يكتب أو يُقال خارجًا عن نطاق أدارة الأمن والمخابرات في نظام الملالي.

ويغضون النظر عن كل محاولات التمويه التي تحيط بهذه المقابلة وما يسمى بالكشف عنها بغية التغطية على الصراع الرئيسي بين الشعب ونظام الحكم برمته عشية انتخابات 18يونيو 2021. إن محاولة تبديد الفكرة القائلة بأن جواد ظريف أصبح جزءًا من المعارضة بين عشية وضحاها يعتبر مثل الشعوذة السحرية الموجودة في طبول حرب مركز التخطيط في نظام الملالي. وهذه الخدع هي الوجه الآخر لعملة الرعب من أكبر مقاطعة في حياة نظام الملالي. مقاطعةٌ أدت نتائجها المعنوية والنفسية إلى أن تتهم زمر نظام الملالي بعضها البعض باللصوصية بشكل غير مسبوق.

وتشهد كل تجارب الـ 42 عامًا الماضية على أن عناصر نظام الملالي تتوتر عند اتخاذ موقف حاسم ضد هذا النظام والتعامل معه بلغة حاسمة في ميزان القوى السياسية وتظهر عواقب تجرع كأس السم. دعونا نتذكر عواء خميني وعملائه المحرضين على الحروب الذي وصل إلى عنان السماء وكان يصمُّ آذان الشرق الأوسط، بيد أنه نتيجة لتحوُّل ميزان القوي السياسية والعسكرية في ربيع وبداية صيف عام 1988، أنجب جبل عواء خميني على مدى 8 سنوات فئرانًا، وتجرع كأس السم وتاجر بسمعته السيئة.

هذه هي طبيعة نظام ولاية الفقيه في جميع المراحل المصيرية على مدى الـ 42 عامًا الماضية.

كما أن هذه المشادات الكلامية الآن في الشجار بين الزمرتين الحاكمتين حول ما صرح به ظريف في المقابلة لا هدف منها سوى الترويج المضلل لمسرحية الانتخابات والذي فشل مقدمًا. وينبغي اعتبار ذلك علامة على أنه تطور جاء ليخدم مصلحة الشعب، وانعكاس لظهور ميزان قوى جديد.

ونشهد كل يوم اندلاع احتجاجات ورفع دعاوى قضائية من جانب الشعب الإيراني بمؤشر إعلان المواقف من مقاطعة الانتخابات الحكومية. وتدل جميع الاحتجاجات التي نشاهدها هذه الأيام في المدن على مقاطعة الانتخابات الحكومية. ويقوم العديد من المواطنين بمبادرات فردية، وعلى وجه التحديد، أمهات شهداء الانتفاضات بتوجيه رسائل لأبناء الوطن لدعوة الضمائر الحية لمقاطعة مسرحية الانتخابات الحكومية.

وبناءً عليه، فإن الوضع الحالي الذي سيستمر حتى المرحلة المصيرية للانتخابات؛ بظهور بوادر وتطورات جديدة، يدل على الحقائق التالية:

1- ستؤدي نتيجة كل التطورات داخل الزمر الحكومية إلى تصفية كبيرة. وهذه التصفية الحتمية ستقلل بشكل كبير من مكانة نظام الجمهورية الإسلامية ككل مقارنة بما كانت عليه قبل الانتخابات.

2- مهما كانت نتيجة مسرحية الانتخابات – إذا تم إجراؤها – فإن تداعايت مقاطعة الانتخابات ستبدأ بتحرك اجتماعي ضد نظام الحكم الفاشي. وبعد المسرحية الانتخابية في 18 يونيو 2021، ستواجة سلطة الملالي المواطن الإيراني أكثر استعددًا بشكل غير مسبوق للمشاركة في الانتفاضة والتمرد.

وتُظهر أحداث هذه الأيام على جبهة الشعب الإيراني، من ناحية، وجبهة نظام ولاية الفقيه، من ناحية أخرى، أن التطورات فی الشهرین المقبلین ستضفي الموضوعیة على خارطة الطريق هذه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة