السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيهل نصدق العبادي ونکذب الحقيقة و الواقع؟!

هل نصدق العبادي ونکذب الحقيقة و الواقع؟!

0Shares

 

بقلم:محمد حسين المياحي
النفوذ و الدور الايراني في العراق، لم يعد من القضايا و المسائل التي يوجد إختلاف عليها، بل إنها من القضايا التي يوجد إتفاق کامل بشأنها سواء من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن لف لفها أو من جانب المعارضين و المتصدين للدور الايراني، وإن صدور تصريحات إيرانية تؤکد علی إن العراق يمثل عمقا استراتيجيا للنظام وإن الجيش العراقي(والسوري أيضا)، هما دعامتان من أجل الدفاع عن النظام الايراني، جسدت قوة و فاعلية الدور الايراني في العراق.
عندما يرد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي علی سؤال لقناة سي ان ان الامريکية بشأن الدور الايراني قائلا أن:” نسبة هذا التدخل تساوي صفرا ولا وجود لاي تدخل ايراني في صناعة القرارات العراقية”، فعليه أن يعلم بأن کلامه هذا لايختلف إطلاقا عن کلام الانظمة الديکتاتورية الته تزعم بأن الشعب يؤيد النظام بصورة مطلقة! ذلک إن النظام الايراني ومن خلال أعلی سلطة فيه و المتمثل بالمرشد الاعلی للنظام و باقي القادة و المسؤولين يتفاخرون دوما بدورهم و نفوذهم و تأثيرهم في العراق، ويکفي أن نشير الی دور”سئ الصيت”قاسم سليماني في العراق و تنقله بحرية هنا و هناک بهدف ترتيب الامور بما يتفق و يتلائم مع المصالح الايرانية.
هذا التصريح الغريب و الفريد من نوعه و الذي يعتبر صادما من نواح مختلفة، يأتي في وقت تدل فيه کافة المعطيات علی إن السبب الاکبر لتردي الاوضاع في العراق و إتجاهها من سئ الی أسوء، هو النفوذ الايراني الذي يتدخل في کل صغيرة و کبيرة، بل وإن العبادي بنفسه يخضع لضغوط أمريکية ـ أوربية من أجل تحديد التدخلات الايرانية في العراق و الوقوف بوجهها، وحتی إنه قد تزايدت الانتقادات کثيرا بسبب إشراک ميليشيات الحشد الشعبي في الانتخابات العراقية المقبلة حيث أکدت مختلف الاوساط السياسية و الاستخبارية بأن طهران وراء ذلک خصوصا بعد أن صار تحديد النفوذ الايراني في العراق مطلبا إقليميا و دوليا، ويبدو واضحا إن طهران تريد أن تجعل من نفوذها الميليشياوي في العراق قوة سياسية ذات تأثير في رسم سياسات العراق.
ليس هناک من شئ أسوء من النفوذ الايراني في العراق، حيث سبق وأن وصفته زعيمة المعارضة الايرانية بأن”نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر مائة مرة من القنبلة الذرية”، خصوصا من حيث تأثيراتها السلبية علی السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة بصورة عامة و العراق بصورة خاصة، وإن العبادي عندما يطلق هکذا تصريح مجاف للحقيقة فکأنه يريد و بصورة واضحة التغطية عليه، ومن يدري، لعلها من أجل کسب دعم طهران من أجل إعادة إنتخابه لولاية ثانية!

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة