الثلاثاء, مايو 7, 2024

أي نظام هذا؟

0Shares


بقلم:ليلی محمود رضا


الادعاء بالمثالية و النموذجية أمر سهل لفظيا ومن الممکن لأي کان أن يتمکن من ذلک بکل بساطة، لکن المهم بل و الصعوبة تکمن في إثبات ذلک و تجسيده فعليا، وإن أي نظام سياسي يمتلک زمام الامور في أي بلد و يؤکد بأنه نظام نموذجي و يلبي مطالب و طموحات الشعب، فإن تأکيداته هذه تقاس بالواقع الموضوعي و التدقيق فيه حتی يتم التأکد من ذلک.
40 عاما، فترة أکثر من کافية لأي نظام سياسي حتی يثبت دعائمه و رکائزه و يجسد برامجه و مخططاته و مشروعه الوطني بمنتهی الشفافية أمام العالم کله وليس فقط أمام شعبه، لکن يبدو إن 40 عاما، ليست بالفترة الکافية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کي يقوم بتفعيل و تجسيد نظام ولاية علی أرض الواقع، فهاهو علي يونسي، مستشار روحاني للشؤون الدينية و العرقية يقول في لقاء صحفي له من إن: “الشعور بالتمييز والإذلال بين أبناء القوميات والأقليات الدينية بعد مضي أربعة عقود من عمر الجمهورية الإسلامية مازال قائما، خاصة بين أبناء السنة في إيران وعلی الرغم من الوعود التي قطعها الرئيس روحاني، مازال أبناء الأقليات لم يتمکنوا من الانخراط والمشارکة في إدارة البلاد”. و نتسائل؛ ماذا کان يفعل النظام طوال أربعة عقود وهو يعلم بوجود هکذا مشکلة في إيران؟
أليس من امثير للسخرية و التهکم أن يکون المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، المعارضة الرئيسية الاهم و الاقوی بوجه النظام الايراني يمتلک برنامجا شاملا للتصدي لمختلف المشاکل و الازمات الموجودة في إيران ومن ضمنها مشکلة الاقليات العرقية و الدينية؟ بل وإن الذي يلفت النظر أکثر و يوسع من مدی و مستوی السخرية من النظام، هو إن المقاومة الايرانية و ذراعها الرئيسية منظمة مجاهدي خلق، قد نجحت في معالجة هذه المشکلة رغم إنها لاتزال معارضة ضد النظام، إذ هناک العديد من المناصب القيادية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق، قد تم مإشغالها من قبل عناصر من الاقليات العرقية و الدينية الايرانية دونما أي تمييز، بل وإن منصب الامين العام لمنظمة مجاهدي خلق و الذي هو أهم منصب قيادي في المنظمة قد شغلته لمرات عديدة نساء من الاقليات الاخری غير الفارسية، والذي يجب أيضا ملاحظته جيدا إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق قد نجحا أيضا في مواجهة مشکلة التمييز بين الرجال و المرأة في المناصب، وهذا مما يعتبر علامة إيجابية مميزة للمعارضة الايرانية وفي نفس الوقت، بمثابة إدانة و فضح لعجز و قصور النظام عن حل مشکلات الشعب الايراني، مع التأکيد أيضا بأن ذلک يثبت أيضا بأن المقاومة الايرانية ومن خلال ذلک تثبت فعليا جدارتها کبديل سياسي جاهز و کامل للنظام.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة