الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالثالثـة ستکون القاصمة

الثالثـة ستکون القاصمة

0Shares

 

بقلم:فاتح المحمدي


کما هو متعود و متعارف عليه إنسانيا، فإن الانسان إذا ماکان هناک من يسئ إليه أو يلحق به ضررا بخورة أو بأخری، فإنه يبادر الی إنذاره مرتين تکون الثانية منها إنذارا حازما لأن في المرة الثالثة لن يکون هناک کلام أو عتاب أو إنذار وإنما حسم الامور بصورة کاملة.
إنتفاضة عام 2009، التي کانت بمثابة صدمة کبيرة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحيث جعلته يصحو من غفوته و ينتبه الی حقيقة مدی رفض الشعب له وإن إحراق و تمزيق صور المرشد الاعلی کان بمثابة رسالة خاصة للنظام بهذا الصدد، ولکن عدم إستفادة النظام من الرسالة و الاستهانة بها، أدت الی إندلاع إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، التي تجاوزت کل الخطوط الحمر للنظام عندما طالبت بإسقاط النظام و رفعت شعارات کان من أکثرها إهانة و إستخفافا بالنظام هو:”سيد علي أخجل وأترک السلطة”، والمقصود به المرشد الاعلی للنظام، وهذه الانتفاضة التي لفتت أنظار العالم و جسدت الی أي حد مکروه و معزول هذا النظام عن الشعب.
تختلف إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، عن إنتفاضة عام 2009، من حيث إنها کانت بمثابة الانذار الاخير الذي لايوجد بعد أي إنذار أو إشعار وانما ستکون هناک عاصفة تکتسح کل شئ ولاتبقي علی شئ من النظام خصوصا وإن الانتفاضة الاخيرة کانت بقيادة منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر بنظر المراقبين و المحللين السياسيين بمثابة البديل السياسي الجاهز للنظام، وهي”أي منظمة مجاهدي خلق”، کانت قد ساهمت بقوة يشهد لها التأريخ بالتعجيل بإسقاط نظام الشاه، ولذلک فإن إندلاع الانتفاضة مجددا يعني إطلاق رصاصة الرحمة علی رأس النظام.
إعتقال أکثر من ثمانية آلاف مواطن إيراني من الذين شارکوا في إنتفاضة 28، ديسمبر/کانون الاول 2017، و قتل 16 منهم تحت التعذيب الاستثنائي، بالاضافة الی الاصرار علی عدم تحسين الاوضاع و منح الاولوية للقضايا الامنية، مع إستمرار التحرکات و النشاطات الاحتجاجية في سائر أرجاء إيران، دليل علی إن خيوط التواصل و التفاهم قد صارت منعدمة تماما بين الشعب و النظام وهذا بحد ذاته يعني بأن الاوضاع في إيران تسير نحو مفترق حاسم جدا.
5762 تظاهرة احتجاجية في إيران خلال عام 2017، لم يأخذ منها النظام الايراني درسا و عبرة و لذلک فقد أسفرت عن الانتفاضة الاخيرة التي کانت بمثابة إنذار نهائي للنظام، وإن کل الادلة و التقديرات تشير الی إن النشاطات و الحرکات الاحتجاجية خلال الاشهر الاولی لهذا العام لو قمنا بمقارنتها بنظيرتها من العام الماضي لوجدنا إنها تعاظمت کثيرا في هذا العام، وهذا مايعني بأن الثالثة القاصمة في طريقها ولامحال من ذلک.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة