الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمأزق طال النظام الإيراني بشأن أوروبا والمفاوضة مع الولايات المتحدة

مأزق طال النظام الإيراني بشأن أوروبا والمفاوضة مع الولايات المتحدة

0Shares

يعتبر مأزق طال النظام الإيراني بشأن أوروبا والمفاوضة مع الولايات المتحدة حقيقة تظهر نفسها على المشهد السياسي بشكل واضح.

ومن المألوف في حكم الملالي أن يظهر الولي الفقيه في هذا النظام المتخلف إلى الساحة بين حين وآخر مطلقا عنتريات ضد المفاوضة مع الولايات المتحدة. ولكن وبينما لم يجف حبر تصريحاته فتحول البحث عن المفاوضة داخل الحكم من دندنة إلى ضجيج عال حيث أصبحت هذه الدندنة عالية إلى درجة تسمع فيها أصداءها من داخل زمرة خامنئي.

وما هو السبب لهذا الوضع؟ هل يعجز خامنئي عن الاحتواء والسيطرة على النظام؟ أو هناك سبب آخر؟

ويتضح ذلك في دراسة تصريحات خامنئي والعناصر الحكومية بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة وأوروبا.

يوم 13آب/ أغسطس 2018 زعم خامنئي في تصريحات أدلى بها بأن النظام لم يتعرض لأي مأزق غير أنه وفي يوم 29آب/ أغسطس 2018 ظهر إلى الساحة ليشير إلى أحد المآزق الخطيرة وهي عبارة عن العلاقة مع أوروبا وتضارب في الكلام بقوله: «ينبغي أن تكون العلاقات متواصلة مع البلدان الأوروبية ولكن لا تعلقوا آمالكم عليهم. وليست أوروبا مكانا يمكن لنا تعليق آمالنا عليها فيما يتعلق بقضايانا المختلفة منها قضية الاتفاق النووي والقضايا الاقتصادية وما شابهها. لا، إنهم لن يفعلوا شيئا. قطع الأمل. وقطع الأمل هذا لا يعني قطع العلاقات وقطع المفاوضات».

وليس من المعلوم أنه وإذا ما لا تحرك أوروبا ساكنا فيما يتعلق بالاتفاق النووي والقضايا الاقتصادية حيث أكد أكثر من مرة على ضرورة قطع الأمل وعدم تعليق الآمال على أوروبا، فلماذا استمرار المفاوضات؟ ولأي هدف؟

واعتبر خامنئي يوم 20آذار/ مارس 2016 الاتفاق النووي «خسارة بحتة» و«سما مميتا» ولكنه أتى بكلام آخر بشأن الاتفاق النووي حيث قال: «واعتبر سماحته الاتفاق النووي أداة للحافظ على المصالح الوطنية مضيفا أن الاتفاق النووي ليس الهدف وإنما هو الأداة. وإذا ما وصلنا إلى نتيجة أنه ومن خلال هذه الأداة لا يمكن الحفاظ على المصالح الوطنية فنضعها إلى جانب بالتأكيد» (موقع خامنئي 29آب/ أغسطس 2018).

وبات تضارب خامنئي في الكلام حيث قال من جانب «لا نعلق آمالنا على أوروبا بشأن الاتفاق النووي»، ويعتبر الاتفاق النووي أداة للحفاظ على مصالح نظامه من جانب آخر، مصدرا لخلافات وصراعات بين الزمر والجماعات الحكومية حيث تتهم البعض باتخاذ موقفا ضد موقف خامنئي.

وبينما يوصي فريدون مجلسي من زمرة روحاني عقلانية سياسية في إطار الحفاظ على الاتفاق النووي، ولكنه يعتبر التنازل عن التوسعية شرطا للعقلانية مؤكدا «أنه ولطالما لم يتحول شعار الحرب الحرب الحرب إلى السلام السلام السلام، لا يمكن الحديث عن الدبلوماسية» (موقع ديبلوماسي إيراني الحكومي ـ 29آب/ أغسطس 2018).

واتساقا مع زمرة روحاني سلط موقع بهار 28آب/ أغسطس 2018 على تضاربات في الكلام لخامنئي وزمرته وكتب يقول: «تتحدث السلطات الإيرانية عن التخطيط من أجل الحفاظ على الاتفاق النووي على ما يبدو معتبرة إنهاء الاتفاق خيارا غير مرغوب فيه ولكنها لا تلتزم بما يقضيه هكذا درب على أرض الواقع وبما فيه الكفاية».

وكان خامنئي قد أعلن في تصريحات أدلى بها في وقت سابق في 13آب/ أغسطس 2018 عن سبب الموقف الهش لنفسه وتضاربه في الكلام بشأن المفاوضات بشكل جلي حيث قال: «عندما بلغت الجمهورية الإسلامية اقتدارا نبحث عنه، فلتذهب وتتفاوض ولا كلام على ذلك».

وكما يتبين خلال تضاربات خامنئي في الكلام سبب تخبطه ونظامه يعود إلى السعي للخروج من مأزق الاتفاق النووي والهروب من العقوبات مما يعني أنه لا حل أمامه للخروج من المأزق في هذا المجال.

والسبب الآخر هو عجز الحكم وفي رأسه خامنئي نفسه حيث لا يقدر على انتهاج سبيل محدد للكابينة المتورطة في المستنقع لروحاني بشأن المفاوضة مع أوروبا والولايات المتحدة. لأنه كل ما يحدده من حلول لحسم الاتفاق النووي والمفاوضة مع الولايات المتحدة وأوروبا، فهو يؤدي إلى خسارته وربح الطرف المقابل وأن ذلك لأمر خطير بالنسبة له.

وإذا ما رضخ لشروط الولايات المتحدة وأوروبا فعليه الرضوخ للتنازل المتواصل أمامهم وإجراؤه فضلا عن تقديم امتيازات هائلة وفي نهاية المطاف لن يبقى حكم تحت عنوان نظام ولاية الفقيه بمعنى أن خامنئي صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فيه بل يعرض وجود النظام للخطر من الأساس.

وهذا هو الأمر الذي أذعن به خامنئي وبقية الرموز في النظام أكثر من مرة.

وفي حالة عدم الرضوخ والاستسلام حيال شروط المجتمع الدولي، نظرا لإتمام القابليات الإستراتيجية للنظام وفي الوقت الذي طالت العقوبات النظام، فلا يقدر على تحمل هكذا ظروف صعبة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة