السبت, مايو 4, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومالتفاوض ، ينبوع الحياة أو السم القاتل؟

التفاوض ، ينبوع الحياة أو السم القاتل؟

0Shares

في يوم الأحد، 2 يونيو، تحدث روحاني في قضايا متنوعة أمام مجموعة من المسؤولين الحكوميين. وتطرق في جانب من كلمته إلى المفاوضات.
كرّر روحاني في تصريحاته الأخيرة عدة مرات: «اليوم، ظروف بلدنا هي ظروف خاصة.
الظروف التي خلقوها اليوم أصعب من أي وقت مضى». وقال «إن الأمريكيين أنفسهم يدّعون أنه لم يكن هناك أي ضغط كهذا على الشعب الإيراني حتى الآن، وقد صرحوا هذا مرارًا وتكرارًا ونحن أنفسنا شهدنا الظروف الصعبة التي خلقوها اليوم، هي أكثر من أي وقت مضى».
تأوهات وتألمات، من الظروف القاسية، باتت ترديدة ثابتة منذ فترة طويلة في جميع الخطب الأخيرة التي أدلى بها روحاني. كما قال روحاني في أحد اللقاءات التي أجراها مع الوسط الثقافي والفني حسب تعبيره: «الظروف أصعب مما تتخيل، وقال هناك، إذا تمكنت من النوم لمدة ساعتين في الليل، فإنني أشكر الله».
 
المفتاح لفهم تناقضات نظام الملالي
الإيمان والإدراك بأن النظام يعيش وضعًا قاسيًا وصعبًا للغاية يفوق التصور، هو المفتاح لفهم العديد من التناقضات في سياسة وأعمال النظام.
ولكن هناك قضية أخرى مهمة ولافتة في خطاب روحاني وهي رفض التفاوض مع الولايات المتحدة والتأكيد على معارضته لها. وقال «في هذه الظروف بالذات، طريقنا هو الوقوف، طريقنا هو المقاومة. أود أن أقول هنا بصراحة، إذا كان هناك مسار مختلف عن المقاومة، أود أن أقول، إذا كان هناك طريق غير المقاومة، لكنت آقول اليوم لدينا طريقة أخرى. يجب على الطرف الذي قلب طاولة المفاوضات، والطرف الذي نقض المعاهدة أن يعود إلى الظروف الطبيعية. طالما لم يعد، ليس لدينا خيار سوى الوقوف والمقاومة»..
في هذه الكلمات، كان يرد بوضوح على بومبيو. لأن بومبيو قد قال «نحن نود التفاوض، كلما توصل النظام الإيراني إلى استنتاج مفاده أنه يريد أن يتصرف كدولة طبيعية»، والآن يقول روحاني عليك أن تكون طبيعيًا وأن تعود إلى الظروف الطبيعية.
وكان روحاني قد تحدث قبل ذلك بيوم واحد (يوم السبت 1 يونيو) عن استعداد النظام لإجراء محادثات، حينما كان يلتقي مجموعة من الرياضيين الحكوميين، بينما تصريحاته في 2 من يونيو لم تشبه بما قاله قبل ذلك.

وكانت كلمات روحاني في يوم 2 يونيو على النقيض مما كان قد ذكره في الأول من يونيو، وبالطبع لم تكن فيها أي قرابة لما قاله قبل ذلك!
صحيح أن هناك تضادًا بين روحاني وخامنئي وصراع بينهما على السلطة. لكن هذه الازدواجية وتغير اللون مثل الحرباء ليس ناجمًا عن الصراع بينه وبين خامنئي. لأن خامنئي هو الآخر قد اتخذ مرارًا وتكرارًا نفس الموقف فيما يتعلق بالاتفاق النووي:
•  في أحد الأيام قدّم نفسه كمبادر للمفاوضات مع الولايات المتحدة، ثم وصف الصفقة مع أمريكا بأنها سم فتاك.
• ذات مرة  وصف وأثنى على فريق التفاوض، وفي وقت من الأوقات، وصف الاتفاق النووي  بأنه مجرد ضرر، إلخ.
 
بغض النظر عن حقيقة أن هذه الحفنة، مثل مؤسس نظامهم خميني المخادع، ليس لديهم ثوابت، وكلماتهم لا تحظى بأي اعتبار، وهم يقولون تمامًا بكلام متناقض مع الخطاب الذي أدلوا به في وقت سابق … لكن هذا التغير في اللون والتناقضات في الأقوال قبل أن يكون ناجمًا عن انعدام الثوابت لديهم، فهو ناجم عن الطريق المسدود والجمود الذي يواجهونه وهنا يواجهون وضعا لا يمكنهم التقدم إلى الأمام ولا الرجوع إلى الخلف!
  
اتجاه التطورات المستقبلية؟
في التحركات الأخيرة، حققت الولايات المتحدة مكسبًا سياسيًا وتلقي النظام ضربة قوية. لقد نجحت الولايات المتحدة في إزالة التهمة الموجهة لها بأنها تريد الحرب، والآن أصبح النظام هو المتهم في أعين العالم بأنه يريد الحرب ولايقبل التفاوض.  وحسب التجربة، فإن النظام يحاول اللعب على حبل الازدواجية بين الطالب والرافض للتفاوض. وهذه اللعب ، بالطبع ، ناجمة عن الاضطرار والإجبار وحسب ما  صرح روحاني نفسه، يوم الإثنين  2 يونيو، بوضوح: «إذا كان لدينا مسار مختلف عن المقاومة، فكنت أقوله».
 
ترجمة كلمة المقاومة في خطب الملالي
بطبيعة الحال، فإن مصطلح المقاومة هو أيضا في تعابير الملالي، يعني اليأس والعجز المطلق.
روحاني وخامنئي لا يتفاوضان، ليس لأنهما قرّرا المقاومة، بل لأنهما غير قادرين على التفاوض.
المفاوضات لا تعني شيئًا سوى التطبيع حسب قول صحيفة جوان (لقوات الحرس)، وقبول الشروط الأمريكية الاثني عشر.
وقبول هذه الشروط لا يعني أي شيء آخر سوى انهيار الأسس الاستراتيجية للنظام والإطاحة به!
كما أن رفض المفاوضة هو مميت بنفس القدر!
لأنه يعني الخناق الاقتصادي نتيجة العقوبات من ناحية، ومن ناحية أخرى إحالة ملف النظام إلى مجلس الأمن وعمل آلية الزناد التلقائي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة