الأربعاء, مايو 1, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي البديل الحضاري

منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي البديل الحضاري

0Shares

بقلم: کمال آيت بن يوبا

 

في کلمة لها بمناسبة الإنتفاضة التي إندلعت في إيران منذ 27 ديسمبر 2017 الماضي و التي لا تزال مستمرة بطريقة أو بأخری ، تتبعت کلمة مشجعة لرئيسة منظمة مجاهدي خلق الإيرنية المعارضة السيدة مريم رجوي موجهة للشعب الإيراني و للعالم کدعم سياسي و معنوي للمتظاهرين و لمناضلي المنظمة و المتعاطفين معها داخل إيران .(رابط الفيديو أسفل المقال) .
في کلمتها ، حَيَّت السيدة مريم رجوي أرواح الشهداء الذين سقطوا برصاص الغدر للحرس الثوري الايراني المجرم و قالت مخاطبة المتظاهرين :
“لقد قربتم الشعب الإيراني من تحقيق آماله التي قُبرت منذ 100 عام .و أثبتتم أن وجود إيران أخری متحررة من ولاية الفقيه و من الإستبداد الديني أمر ممکن …..کما علق عليکم الآمال کل من يدافع عن الحرية والديموقراطية في العالم .”
وقالت “”أن ما يسمی الإصلاحيون في إيران هم في الحقيقة خدام لنظام القمع لولاية الفقيه و قد عروا عن وجوههم حينما طالبوا بقمع إنتفاضة المتظاهرين “”
و أضافت “أن الإنتفاضة التي قمتم بها هي من أجل الحرية و الديموقراطية و المساواة وفصل الدين عن الدولة .إنتفاضة من أجل العدالة الإجتماعية “” …

السيدة مريم رجوي لم تنس طبعا شعوب العراق و سوريا و لبنان و غير ذلک من الذکر في خطابها نظرا لما لها من علاقة أولا بتدخل رجال الدين الممسکين بالسلطة في ايران في شؤونها السياسية ثم بخسران هؤلاء للملايير علی هذا التدخل و التي تعود للشعب الايراني.
لذلک أشارت في کلمتها لمن سَمَّتهم “المنهوبة أموالهم ” من الايرانيين .و من ينهب هذه الاموال؟ إنها منظمات خارج حدود ايران مثل حزب الله في لبنان و سوريا و الحوثيون في اليمن و حزب الله العراقي و عصائب اهل الحق و منظمة بدر في العراق و غير ذلک من الناهبين بأوامر ملالي ايران .
منظمة مجاهدي خلق التي تعني “مجاهدي الشعب” شارکت في الثورة ضد الشاه سنة 1979 .و لکنها بسبب أفکارها الحداثية وجدت نفسها خارج المشارکة السياسية مع ملالي ايران في السلطة مثلها في ذلک مثل باقي التنظيمات السياسية کالشيوعيين و الاشتراکيين و غيرهم .
ومهما يمکن أن يقال عن تاريخ المنظمة التي کانت مرغمة (هروبا من بطش ملالي ايران و حفاظا علی وجودها کسلوک دفاعي طبيعي ) علی قبول مراکز لجوء لمناضليها في العراق أيام صدام حسين و مقاومة منها لمحاولة إقبار الصوت العصري للايرانيين الذي يقول “ايران للايرانيين أولا” و “إيران يجب ان تعيش عصرها ” و هذا صحيح و مشروع ، فما ورد في الخطاب يعبر بإختصار عن الدواء الشافي من أمراض إيران الحالية .
و في هذه المرحلة بالذات وبلغة الشعب التي يفهمها الجميع فإن التوجه السياسي العصري الذي فوته ملالي ايران عن الشعب الايراني منذ 1979 إلی اليوم هو ما تطرحه منظمة مجاهدي خلق في ايران ويتلخص في ما يلي :
– دعم ثورة الشعب و مظاهراته ضد الفاشية الدينية لآيات الله الايرانيين المستعبدين للشعب الناهبين لثروته لکسر الخوف و فرض السيادة الشعبية عليهم بقوة المجتمع و الحشود المتحدة بآلامها و آمالها ضد الفاشيين..

– إعلان الحرية والکرامة للشعب الإيراني من الإستبداد الديني لملالي إيران الفاسدين .

– إقامة الدولة الديموقراطية العصرية وإقامة سيادة و سلطة الشعب و المساواة و العدالة الاجتماعية من خلال القضاء

علی ولاية الفقيه .


– فصل الدين عن الدولة و إلغاء الدولة الدينية نهائيا .

– إحترام حقوق الإنسان بما في ذلک حرية العقيدة و حرية التعبير و المشارکة السياسية.

– احترام التنوع و الإختلاف في إيران .لذلک تتحدث المنظمة في أدبياتها عن شعوب و قوميات إيران و ليس عن شعب واحد في إيران معترفة في ذلک بالواقع.


– التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لجيران إيران الاقليميين و بالتالي التوقف عن تهديد السلام الاقليمي .

– التخلي عن المشروع النووي الايراني و مشروع الصواريخ الباليستية اللذان يهددان السلام في العالم و المجتمع الدولي و اللذان تخسر فيهما الملايير الکافية لمحو الفقر من إيران و تحقيق الرفاهية للايرانيين .


– محاربة الفساد المنتج للفقر و الرشوة و نهب الثروة و تهريبها للخارج من طرف الفاسدين في نظام الديکتاتورية الدينية علی حساب حقوق الشعب في التوزيع العادل للثروة .

– فضح و متابعة النظام الديني الايراني بدلالة الزمن علی جرائم القتل و الاعدامات خارج القانون والإغتيالات الجسدية و التعذيب و الحبس بسبب الرأي السياسي في المعتقلات السرية والسجون و نشر الإرهاب و التخويف في الداخل والخارج (من خلال ميليشياته في دول المنطقة مثل ما يحصل في العراق و سوريا واليمن ولبنان) .

هذه النقط هنا تلخص البرنامج و المشروع السياسي للمنظمة و ترسم الوجه الفکري العصري والحداثي لنخبة المفکرين الايرانيينبها و التي لا يمکن لأي عاقل أن ينکر أنها هي البديل السياسي الحقيقي لأي تغيير في النظام السياسي الايراني بعد حماقات ملالي ايران و حنينهم الحالم للماضي الفارسي في ظل عالم متحضر مختلف تماما عن زمان العالم الذي يحن له هؤلاء الظلاميون و المجرمون الذين يجب ان يحاکموا امام الشعب علی حماقاتهم التي لم تطال فقط شعوب ايران بل شعوب المنطقة بأسرها ….

لذلک فإن مسؤولين في الإتحاد الأوروبي و في أمريکا يحاولون الإعتراف بالمنظمة (منظمة مجاهدي خلق) کممثل لآمال و تطلعات الشعب الإيراني في الحرية والکرامة الانسانية و الديموقراطية الممکن أن تمسک بزمام الأمور في إيران لتطبيق برنامجها السياسي الذي أعلنت عنه و الذي ليس طريقا مفروشا بالورود بطبيعة الحال لتوسيعه المشارکة السياسية والإنتهاء من صداع إسمه شکل الدولة و الحکم الديکتاتوري الفردي من خلال تدمير ولاية الفقيه المشينة مرة و إلی الأبد ….

نظام الفاشية الإسلامية الإيراني الحالي إن لم يقم بالتخلي عن نظام ولاية الفقيه و عن أحلامه النووية و التدخلات الوقحة في محيطه الاقليمي و الدولي و لم يقم باقامة الديموقراطية و التناوب علی السلطة و استقلال القضاء و الدين عن الدولة ، فلابد له من سقوط و نهاية في يوم ما مهما طال الزمن و مهما حاول طمس الحقائق و حرمان الملايين من حقها الدستوري والکوني في السيادة والحرية .لأنه هو نفسه کأي جسد بيولوجي يحمل في طياته بذور موته الطبيعي والتي ستنفجر يوما ما مثل ما إنفجرت في عهد الشاه و جرفت هذا الاخير.فالشاه ايضا کم أقبر من بشر و کم أحبط من محاولات ثورية و کم قمع من مظاهرات .لکنه في النهاية آل إلی زوال …

رابط فيديو خطاب السيدة مريم رجوي :
https://www.youtube.com/watch?v=aXSLf1cMVk4&t=325s

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة