الجمعة, أبريل 19, 2024

سم السقوط

0Shares


بقلم: فلاح هادي الجنابي


بعد أن تجرع نظام الملالي و دجالهم الاکبر سم إيقاف الحرب مع العراق و کذلک سم الاتفاق النووي، فإن المنتظر و المتوقع بعد إنتفاضة 28، کانون الاول المنصرم، أن يتم إجبار هذا النظام القمعي و علی الرغم منه تجرع سم السقوط الذي صار قاب قوسين أو أدنی.
السخط و الغضب الشعبي الذي صار يظهر واضحا علی مختلف شرائح و أطياف و طبقات الشعب الايراني، يمکن من خلاله فهم الموقف العام للشعب من نظام الملالي الذي أذاقه کل أنواع الذل و الهوان حيث إنه وبالاضافة الی ممارساته القمعية التعسفية و حملات إعداماته و عمليات التعذيب في السجون، فإنه قام و يقوم أيضا بإفقار و تجويع الشعب من خلال إهدار و تبديد ثرواته في غير مجالاتها اللازمة و المطلوبة.
40، عاما، من الحکم القمعي الدموي لنظام الملالي و الذي جعل من الحياة في ظله الجحيم بعينه، لم يبق أمام الشعب الايراني من خيار أو طريق يسلکه و يلجأ إليه سوی إسقاط هذا النظام و إنهاء حکمه القمعي التعسفي، وقد قرر أن يذيق نظام الملالي و کبيرهم سم السقوط وإن إندلاع إنتفاضة 28، کانون الاول المنصرم، هو في الحقيقة بداية النهاية لهذا النظام ، والاستعداد لجعله يتجرع سم السقوط.
الامر الذي يؤکد بأن سم السقوط في طريقه لکي يتجرعه نظام الملالي و کبيرهم، هو إن منظمة مجاهدي خلق هي من تشرف علی التحرکات الاحتجاجية للشعب الايراني، وکما هو معروف و واضح فإن الشعار الرئيسي لهذه المنظمة هو إسقاط النظام، والذي يرعب الملالي أکثر من اللازم، هو إن المنظمة ليست تدعو الی إسقاط النظام إعتباطا أو من دون طائل وانما تسوغ و تبرر ذلک بالادلة المقنعة، ذلک إن بقاء و إستمرار هذا النظام هو وکما أثبتت الايام في غير صالح الشعب، فهو أشبه مايکون بسرطان لابد من إجتثاثه من الجذور.
الاحتجاجات التي عمت الاهواز و المناطق الاخری في إيران مؤخرا ولاسيما مدينتي سقز و بانه والتي في طريقها للتوسع، ترسخ القناعة أکثر من أي وقت مضی علی إن الشعب الايراني لايمکن أبدا أن يتخلی عن تصميمه القاطع علی إسقاط النظام، وهي أشبه ماتکون بتهيأة الاجواء للمزيد من السخونة و إحتمال أن تندلع الانتفاضة مجددا، ولاريب من إن الملالي يعلمون جيدا بعزم الشعب علی إسقاطهم، ولذلک فإنهم يمنحون الاولوية للإجراءات الامنية علی أمل إرعاب الشعب و ردعه عن الانتفاضة و الثورة ضدهم، وهم لايعلمون بأن الشعب الذي لم يبق من شئ يفقده سوی قيوده لم يعد يکترث بالاجراءات القمعية و لابکل ممارسات النظام، وهو ماض في طريقه قدما لکي يجبر الملالي رغما عنهم علی إجتراع سم السقوط.

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة