الثلاثاء, أبريل 23, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانلماذا التغيير في إيران؟

لماذا التغيير في إيران؟

0Shares


بقلم :منی سالم الجبوري


الاحتلال الامريکي للعراق، غير المعادلات السياسية القائمة في المنطقة و أثر تأثيرا واضحا في الامور و الاوضاع فيها، بحيث يمکن القول بأن التاسع من نيسان 2003، يمکن إعتباره فاصلا بين زمنين مختلفين عن بعضهما الی حد کبير، ولاغرو عندما نتأمل بدقة و نتفحص أوجه الاختلاف، نجده يتجلی و بصورة واضحة في نقطتين أساسيتين هما؛ تضعضع الامن و الاستقرار في المنطقة و تزايد التهديدات و الاخطار الاقليمية و الدولية عليها، إنقسام المعسکر العربي بصورة غير مسبوقة علی نفسه بحيث لايمکن تشبيه الاختلاف الحالي”العميق”، بالاختلاف السطحي قبل الاحتلال الامريکي للعراق.
ماسر هاتان النقطتان و من أين جاءتا؟ من دون أدنی شک يبرز هنا دور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي إستقوی کثيرا بسبب الاحتلال الامريکي للعراق، خصوصا إذا ماتذکرنا الدور الذي لعبه بهذا الصدد، حيث کان من أشد المتحمسين لفکرة إسقاط نظام حزب البعث، وحتی إنه جعل کل الاحزاب و الجماعات الشيعية المعارضة التي کانت تتواجد في إيران في خدمة تحقيق ذلک الهدف.
سقوط بغداد الذي أعقب بداية الاحتلال الامريکي، لم يکن في واقعه إلا بداية لواحدة من أخطر المراحل التي تمر بها المنطقة في التأريخ الحديث و المعاصر، إذ شهدت بروز و تعاظم النفوذ الايراني الذي قد لايمکن مساواته بأي نفوذ آخر في التأريخين آنفي الذکر، إذ لم يکن للإستعمار الانکليزي ولا الفرنسي أي عامل أو سبب جوهري ليمکنه من البقاء و إحداث شرخ و إنقسام بين بلدان المنطقة من جانب و بين مکونات شعوب المنطقة، والاهم من ذلک إن النفوذ الايراني لايقف عند حد، فکما هو کان معروف فقد کان للإنتداب زمنا محددا مثلما کانت الدول الاستعمارية تدرک إن بقائها لفترة طويلة أمر مستحيل، لکن الامر عن النفوذ الايراني يختلف إذ هو مرتبط بتنفيذ مشروع استراتيجي يتحدد في بناء إمبراطورية ولاية الفقيه و التي ستشمل في النتيجة وکما هو مرسوم لها کافة بلدان المنطقة، وإن الضغط و الهجوم و الحرب بالوکالة الذي يقوم به جماعة الحوثي ضد السعودية حاضنة أهم المقدسات الاسلامية و الذي جاء بعد سلسلة من التکتيکات بدأت بالدعوة لتسييس شعيرة الحج، ليس هو إلا أحد فصول تنفيذ هذا المشروع.
عندما يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتزويد جماعة الحوثي بصواريخ باليستية و طائرات من دون طيار و اسلحة و أعتدة غير تقليدية أخری و تدفعها لتهديد الملاحة في البحر الاحمر، فإن ذلک يعني بأن طهران تری في السعودية أکبر معوق و معرقل لمشروعها ولذلک فإنها تسعی للضغط بإتجاه فتح أکثر من ثغرة في الجدار السعودي، بمعنی إنها تريد في النهاية إحداث ثمة تغيير في السعودية يساهم بدخول نفوذها الی هذا البلد.
هل يمکن للنظام الايراني أن يتخلی عن مشروعه هذا؟ هل يمکن أن ينهي دوره و نفوذه في بلدان المنطقة؟ بلا شک إن معظم المراقبين السياسيين يرون إستحالة ذلک، إذ إن هذا النظام قد تأسس من أجل تنفيذ هذا المشروع وقد أذاق الشعب الايراني الامرين من أجل ضمان إستمراره ولم يأبه لکون غالبية الشعب يعيش تحت خط الفقر وإن هناک ملايين لاتجد ماتسد بها أودها، ولهذا فإنه وطالما إستمر فإن نفوذه ليس يستمر فقط وانما يعمل علی التوسع أيضا، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ماالحل؟ مالسبيل لمواجهة هذا التهديد المحدق بالمنطقة؟
إسقاط النظام هو الحل الوحيد لکافة مشاکل و ازمات الشعب الايراني و لکافة الاثار و التداعيات الضارة الاخری في المنطقة. هذا ماقد أکدته المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ودعت إليه بصورة مستمرة بل و طالبت بلدان المنطقة و العالم لکي يضطلعوا بدورهم بهذا الصدد من حيث تإييد النضال الذي يخوضه الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير، خصوصا وإن العالم کله بصورة عامة و المنطقة بصورة خاصة صاروا يعلمون هذه الحقيقة جيدا!


المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة