الخميس, مارس 28, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالهروب من جمهورية الوهم

الهروب من جمهورية الوهم

0Shares


بقلم:مها أمين

 

 

بعد أربعة عقود من تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و وعده للشعب بحياة مرفهة و حرة کريمة و ظروف و أوضاع مثالية، فإن ماقد إعترف به مسؤول إيراني مؤخرا، قد أثبت و بصورة عملية لاتقبل النقاش و الجدل، بأن کل تلک الوعود و العهود لم تکن سوی مجرد أوهام أو هواء في شبک في أحسن الاحوال.
إعتراف «مجيد رضا حريري» مساعد رئيس غرفة التجارة للنظام الإيراني والصين بهروب الأدمغة والأموال وقال: إضافة إلی مليون ونصف مليون ايراني ممن طلبوا الهجرة الی استراليا وکندا تظهر احصائيات البنک المرکزي هروب الأموال. وأضاف :« 1.5 مليون إيراني في طوابيرالهجرة إلی استراليا وکندا. حتی الناس العاديين والمتوسطين يفکرون في مغادرة البلاد من خلال شراء المنازل والفيلا»، يعطي إنطباعا بأن الشعب الايراني قد يأس من هذا النظام و صار واثقا من إن لامستقبل له معه، ولذلک فلا يجب التعجب عندما تجد 1.5، مليون مواطن إيراني يقفون في طوابير الهجرة ناهيک عن أرقام مفزعة أخری لايعلن عنها النظام من ابناء الشعب الايراني الذين يفرون من إيران الی بلدان العالم حيث تزداد أعدادهم عاما بعد عام بحيث صارت الجاليات الايرانية تتضخم في بلدان العلام المختلفة بسبب هروبها من جور و ظلم هذا النظام و أوضاعه المزرية.
عندما کانت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، تؤکد خلال التجمعات السنوية الضخمة للمقاومة الايرانية من إن الحياة في إيران قد صارت جحيما لايطاق وإن الشعب معظمه قد صار عرف هذا النظام علی حقيقته العدوانية الشريرة وإنه يعمل من أجل مصالحه الضيقة و ليس لأجل الشعب الايراني، فإنه کان هناک البعض ممن يتصور بأن هذا الکلام مبالغ فيه وإن الاوضاع في إيران طبيعية ولکن ظهر و تأکد للعالم کله بأن ماکانت قد أکدته السيدة رجوي لم يکن هناک من أي غبار عليه، بل إنها کانت الحقيقة بعينها، خصوصا عندما کانت تشدد السيدة رجوي بأن الاوضاع ستسير من سئ الی الاسوأ کلما بقي هذا النظام، وإنه يقود إيران الی الهاوية ولاسبيل للخلاص من هذا الطريق المظلم إلا بالتصدي للنظام و النضال من أجل إسقاطه.
الهروب من جمهورية الوهم و الکذب الی أي مکان آخر بعد أن صارت الحياة شبه مستحيلة في إيران، لم يعد حلا للشعب الايراني إذ لايمکن لشعب أن يهاجر معظمه، ولکن من الممکن جدا إسقاط و تغيير النظام الذي يتسبب بهذه الحالة، وإن زعيمة المقاومة الايرانية تؤکد علی هذا الامر و تناضل من أجله وإن إنتفاضة 28 دسمبر/کانون الاول المنصرم قد کان بداية الانطلاق بهذا الاتجاه وإن الايام القادمة ستثبت بأن لامکان لنظام في بلد جعل الحياة فيها جحيما!

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة