الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانلم تندلع الحرب العالمية الثالثة!

لم تندلع الحرب العالمية الثالثة!

0Shares


بقلم:حسيب الصالحي


للحرب النفسية التي تعتمد بالدرجة الاولی علی الاشاعات و تهويلها و خلق أجواء تخدم الطرف المستفيد منه، وقد شهد العالم العديد من هکذا حروب دخلت فيها الاشاعة الکاذبة طرفا أساسيا، الی الحد الذي هرب رئيس غواتيمالا في الخمسينيات من بلاده عقب إشاعة کاذبة بوقوع إنقلاب ضده.
منذ أن بدأت تلوح في الافق مؤشرات إحتمال توجيه ضغوط دولية بما فيها توجيه ضربات عسکرية ضد الديکتاتور بشار الاسد، فقد بدأت حرب نفسية تم إطلاق إشاعات واسعة النطاق فيها تحذر من مغبة وقوع حرب عالمية ثالثة فيما لو حدث شئ من ذلک خصوصا بعد أن صار للروس دور و تواجد إستثنائي هناک، وبعد أن هدد الرئيس الروسي بوتين بإسقاط الصواريخ لو تم إطلاقها علی النظام السوري بل وحتی هدد بضرب الاماکن التي ستنطلق منها، فقد هول مطلقوا الاشاعات من الذين يديرون الحرب النفسية التي يستفيد منها نظام الاسد و حليفه المتضعضع النظام الايراني، حتی خال الکثيرون بأنه لو ضربت البلدان الغربية النظام السوري بالصواريخ فإن الحرب العالمية واقعة لامحالة!
في خضم هذه الحرب النفسية، فقد إنطلت علی الکثيرين ممن لايعرفون شيئا عن هذه الاساليب و لم يخبرونها و تصوروا بأن الرئهس الامريکي لن يقدم علی هکذا خطوة، غير إن کل هذه الاشاعات تساقطت في فجر يوم السبت الماضي عندما تهاوی 110 صاروخ علی سوريا ردا علی قصفه لدوما بالاسلحة الکيمياوية، وليس لم تحدث الحرب العالمية الثالثة فقط بل وإن بوتين لم يحرک ساکنا ولم ينفذ تهديداته، وإکتفی باللجوء الی الاساليب الدبلوماسية للرد علی ذلک.
هذه الحرب النفسية و کل هذه الاشاعات الموجهة، لم يکن مصدر توجيهها من دمشق فقط بل ومن طهران، من دهاليز المخابرات الايرانية و أقبية الحرس الثوري من أجل تهيأة الاجواء المناسبة لعدم توجيه أية ضربة للنظام السوري و ضمان سلامته، ذلک إن ضرب هذا النظام و تهيأة و توفير الاجواء المناسبة لحدوث أي تغيير سياسي في سوريا، فإن المتضرر الاکبر سيکون نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لأنه سيکون المستهدف الاول من بعد هذا التغيير ولکن ليس من جانب المجتمع الدولي کما قد يظن البعض، وانما من جانب الشعب و المقاومة الايرانية، خصوصا بعد الاعراب عن رفض التدخل من جانب هذا النظام في سوريا بشکل خاص، وحتی إن الاحتجاجات العنيفة الاخيرة التي عمت محافظة إصفهان، رکزت علی ترديد شعار”أترکوا سوريا و فکروا بحالنا”، هذا الی جانب ماقد تم ترديده في إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول الماضي، والتي طالبت بإنهاء هذه التدخلات، هذا إذا ماقد وضعنا جانبا ماقد دأبت عليه المقاومة الايرانية من مواقف حازمة ضد هذه التدخلات و ماأثارته و تثيره في مؤتمراتها و تجمعاتها بصدد ذلک، من هنا فإن الاستماتة في الدفاع عن النظام السوري و شحن حربا نفسية من أجله هو أمر من تحت رأس النظام الايراني بالدرجة الاولی.

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة