الأربعاء, أبريل 24, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالعلة صارت في الجذور

العلة صارت في الجذور

0Shares


بقلم:غيداء العالم


من السهل و المستطاع معالجة أية أمراض نباتية تتعرض لها أغصان أو حتی ساق الشجرة رغم صعوبة الاخيرة لکنه ممکن، غير إن المرض أو العلة إذا أصابت جذور الشجرة، فذلک يعني نهاية تلک الشجرة، وهذا تماما مايجري لشجرة نظام ولاية الفقيه الحاکمة في إيران منذ أربعة عقود.
بقدر مايعاني الشعب الايراني من أوضاع صعبة و متردية علی مختلف الاصعدة بسبب السياسات المختلفة التي يتبعها نظام الجمهورية الاسلامية، لکن وفي نفس الوقت لايمکن أبدا تجاهل مابات النظام نفسه يعاني منه علی أثر التحرکات الاحتجاجية المستمرة للشعب الايراني وبالاخص إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي أفرزت معظم الحالات السلبية التي کان يعاني منها النظام خلف الجدران المغلقة الی العلن و أوضحت الی أين وصل الحال بالنظام بعد أربعة عقود من حکمه.
الشائع و المعروف أن هناک صراع مستفحل بين جناحي المرشد الاعلی و جناح الرئيس روحاني، کما إن هناک صراعات في داخل الجناحين نفسيهما بين التيارات المتباينة فيهما، ولکن أن يصل الصراع الی داخل التيارات التابعة للجناحين، فإن ذلک يعني بلوغ الصراع ذروته و وصوله الی درجة الخطر، أو تماما کما أسلفنا من البداية فإن الصراع وصل الی جذور و أساس النظام، کما السرطان الذي يفتک بالخلايا فلا خلاص من شرها.
وصول الصراع الی جذور و أساس النظام لم يأت عنوة و من دون سبب، بل هو نتيجة و حصيلة لصراع کبير و مصيري خاضه نظام ولاية الفقيه ضد خصمه اللدود و الرئيسي، منظمة مجاهدي خلق، وسعيه الحثيث من أجل القضاء علی هذه المنظمة بعد أن رصد إمکانيات إستثنائية من أجل تحقيق ذلک الهدف، ويبدو إنه وبعد أربعة عقود من صراع غير تقليدي بکل ماللکلمة من معنی، لم يعد للنظام أي مبرر أو تسويغ ليقوله للشعب الايراني عندما يعترف المرشد الاعلی بنفسه إن 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، قد قادتها منظمة مجاهدي خلق و أشرفت عليها، حيث إن هذا الاعتراف يعني فيما يعني إن الشعب و بعد أربعة عقود من کل تلک الهجمة السياسية ـ الفکرية ضد المنظمة حيث تأليف أکثر من 500 کتاب ضدها و کتابة ملايين المقالات و مئات الافلام و المسلسلات و أعداد لاتحصی من الندوات و المؤتمرات من أجل إقناع الشعب بأن المنظمة معادية لها، فإن خروج الشعب خلف إنتفاضة تقودها المنظمة، تعني بأن الشعب قد إختار منظمة مجاهدي خلق، بما يعني إن الشعب لم يصدق النظام والتأثيرات و التداعيات السلبية لهذا الامر علی النظام صار يتوضح يوما بعد يوم وإن تفاقم الصراع و وصوله الی حد إصدار 43 من کبار المسؤولين الإيرانيين السابقين، بينهم وزراء سابقون في عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي_نجاد، بيانا اتهموه فيه بـ”التمهيد لتحرکات أصحاب الفتنة من أجل إدانة النظام والإضرار بمصالح الشعب”، علی حد تعبيرهم. فذلک يعني بأن الاوضاع وصلت الی مرحلة اللاعودة وإن الايام و الشهور القادمة ستثبت ذلک بکل وضوح.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة