الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانمن أجل طي صفحة التطرف الديني السوداء

من أجل طي صفحة التطرف الديني السوداء

0Shares


بقلم:فلاح هادي الجنابي

   
کلما تتعقد الازمات و المشاکل التي تعاني منها دولا في المنطقة و يصعب حلها، يزداد مع ذلک تعاظم دور و نفوذ النظام الايراني، مما يلفت النظر أکثر الی الاهداف و الغايات التي يرمي إليها هذا النظام و يسعی الی تحقيقها.
النظام الايراني، الذي يشاغل المنطقة و العالم بمجموعة من المشاکل و القضايا المختلفة و يدفعهم لصرف کل إهتمامهم علی تلک الامور، نجح لحد الان في البقاء بعيدا عن المسائلة و عن جعله تحت دائرة الضوء ليدفع ثمن کل هذه المشاکل و الازمات التي يخرج من تحت عبائات الملالي، خصوصا التطرف الديني و الارهاب الذي يتمرس هذا النظام بصناعتهما و طرق و اساليب تصديرهما الی الدول الاخری من أجل تهديد أمنها و استقرارها و بالتالي تحقيق أهداف مريبة محددة يهدف إليها من وراء ذلک.
الدعوات المتعددة التي إنطلقت من جانب السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، بشأن التحذير من التطرف الديني الذي يقوم النظام الايراني علی الدوام بتصديره الی دول المنطقة، و ضرورة تشکيل جبهة لمواجهة التطرف الديني هذا و مقاومته، أثبتت الاحداث في العراق و سوريا و اليمن و البحرين ولبنان، واقعية و مصداقية هذه الدعوات و کونها تهدف الی المحافظة علی السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و علی مصالح الشعوب بوجه هذا الوباء الذي ينشره النظام الايراني.
رفض ظاهرة التطرف الديني و الدعوة لمواجهتها و إجتثاثها من الجذور، ليست مسألة تطالب بها المقاومة الايرانية و شعوب المنطقة فقط وإنما الشعب الايراني أيضا و بإلحاح ذلک إنه المتضرر الاکبر من هذه الظاهرة الرجعية المعادية للتقدم و الانسانية، ويکفي أن نشير الی إن المرأة الايرانية قد دفعت و تدفع ضريبة باهضة جدا من وراء هذه الظاهرة المقيتة التي تلقي بظلالها السوداء علی إيران منذ 39، عاما وإن الانتفاضة الاخيرة قد جسدت هذه الحقيقة عندما أعلن الشعب المنتفض و بکل وضوح رفضه للدولة الدينية و مطالبته بدولة مدنية تؤمن بمبادئ حقوق الانسان و بحرية المرأة و مساواتها بالرجل.
التطرف الديني الذي برز منذ تأسيس نظام الملالي في إيران و إستقوی من خلال إستمراره حتی صار ظاهرة خطيرة تهدد ليس شعوب المنطقة وانما الانسانية جمعاء لما تبثه من أفکار و مفاهيم شريرة تدعو للکراهية و رفض الاخر و القتل و الفرقة و الانقسام، وإن طي هذه الصفحة السوداء التي تم فتحها منذ ذلک التأسيس لن يکون إلا بتکاتف الجهود الاقليمية و الدولية معا في موقف حدي و جدي بوجه هذه الظاهرة و مکافحتها علی مختلف الاصعدة بحيث يضيق الخناق عليها حتی لاتجد متنفسا لها فتنتهي و تتخلص وتنجو الانسانية منها.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة