الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومنظام الملالي وأزمات مستعصية

نظام الملالي وأزمات مستعصية

0Shares

في الأيام الأخيرة من السنة الإيرانية، نشهد قلقًا أعرب عنه مسؤولو النظام بشأن الحالة الراهنة التي يعيشها النظام وآفاقه المستقبلية. يوم الأحد ، 18 مارس / آذار، أشار الملا روحاني في خطاباته علی هامش اجتماع الحکومة إلی العديد من الأزمات. في البداية تطرق إلی الأزمة وقال: «الحکومة تعترف بالاحتجاجات». وفيما يتعلق بأزمة العزلة في الشؤون الخارجية، بما في ذلک أزمة الاتفاق النووي، وفي الوقت الذي أشاد به والوفاء بالتزامات حکومته تجاهه، قال:
«سنستمر مبدأ التعامل البناء مع العالم بغض النظر عن رغبات الولايات المتحدة … ». ثم تناول روحاني الأزمة الداخلية للنظام وقال إن البعض لا يسمعون کل الأصوات ويريدون فقط إلقاء اللوم علی السلطة التنفيذية. کان يقصد به جناح خامنئي، وتحديدًا قضاء النظام.

أول وأهم أزمة في النظام
الأزمة الأولی والأهم في النظام هي أزمة انعدام الحل والعلاج له. إذا نظرتم إلی تصريحات روحاني بالأمس، فترون أنه حتی تجاه احصائيات وأرقام أقحمها علی شاشة التلفزيون، لم يقدم حلا واحدا! سبق وأن وصف حتی أعضاء جناحه الخاصة هذه الطريقة بأنه «علاج کلامي!»

أزمة الاتفاق النووي
الأزمة الأخری هي أزمة الاتفاق النووي أو ما يعرف بالاتفاق الشامل المشترک. من الواضح أن النظام يواجه الآن طريقا مسدودا. من ناحية، ينتهي الإنذار النهائي الذي أطلقته الولايات المتحدة للنظام بسرعة. وإذا أراد أن يقبل شروط الولايات المتحدة، فهذا يعني أن النظام قد اختار التراجعات اللانهاية لها حسب مسؤولي النظام نفسه. وإذا لم يقبل ذلک، فسوف يواجه احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، مما يعني موت الاتفاق النووي. ولهذا السبب، حاول النظام الرهان علی أوروبا. ولکن من البداية کان واضحا أن توازن القوی قد حکم مسبقا فشل هذه السياسة. کما وقبل يومين، کانت هناک تقارير تفيد بأن أوروبا ستفرض عقوبات علی النظام بسبب برنامجه للصواريخ وتدخله في سوريا.

الانتفاضة الإيرانية
الأزمة القادمة هي أزمة اجتماعية. واجه النظام انتفاضة عارمة، حيث يقول الآن وزير الداخليه  إن الأزمة ليست فقط دون حل، بل الظروف شديدة الانفجار لدرجة أن شرارة واحدة تکفي لحدوث انتفاضة أکبر. کما قال المنظّر الإصلاحي المزعوم «حجاريان» إن الانتفاضة تشبه الموجة التي تتراجع، ولکنها تعود بشکل أکثر شدة. ويمکن رؤية شراراتها الآن.
وفي يوم الجمعة، قام أهالي أصفهان بعمل لافت حينما أداروا ظهورهم في صلاة الجمعة لممثل خامنئي وهو إمام الجمعة ورفعوا شعارًا مهماً: «الظهر للعدو والوجه للوطن». إنهم صوّروا بوضوح عمق الکراهية العامة لنظام ولاية الفقيه، لکن النظام، بسبب ضعفه الشديد والخوف من ردود الفعل اللاحقة، لم يبد أي رد فعل. وکان عمل المزارعين في أصفهان يستهدف المبدأ الأساسي للنظام.
وقبل ذلک، کانت انتفاضة مزارعي وأهالي ورزنه، والآن إضراب واحتجاجات عمال مجمع الصلب في الأهواز مع شعار نفي الظلم والاضطهاد و …
هذه الانتفاضات والاحتجاجات المتلاحقة تترک أثرها يوميا علی النظام.
ولکن الأزمة الرئيسية هي وصول النظام إلی طريق مسدود. حتی الشاه، عندما واجه الجو الثوري للمجتمع، حاول المناورة بإصلاحات مثل تغيير رئيس الوزراء وإطلاق سراح السجناء. ولکنه لم ينجح لأنه جاء متأخر. ولم يکن لديه حل آخر. ولکن الأزمة الطاحنة التي تحدق بالنظام هي أسوأ بکثير من أزمة الشاه. لأن هذا النظام لا يملک حتی القدرة علی المناورة مثل الشاه.

 

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة