الجمعة, أبريل 19, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانالجحيم الايراني

الجحيم الايراني

0Shares


بقلم:منی سالم الجبوري

 

تسعی النظم السياسية الحاکمة في سائر أرجاء العالم من أجل بذل مابوسعها لإسعاد شعوبها و جعلها ترفل بالرفاهية و الحياة الرغيدة لکن الحالة تختلف تماما مع النظام السياسي الحاکم في إيران، من حيث الظروف و الاوضاع الوخيمة جدا التي يعاني منها الشعب الايراني و التي تزداد سوءا و وخامة يوم بعد يوم، بل وإن الحياة في ظل هذا النظام کما يصفه الايرانيون الذي يعيشون في داخل إيران بأنه جحيم لايطاق أبدا و ليس له من مثيل في العالم، خصوصا وإن هذا الجحيم قد تم صنعه بمبررات و مسوغات دينية أدلجها النظام بحسب مقاساته و تفسيراته.
موجات الهروب و اللجوء التي تتصاعد وتيرتها من إيران بإتجاه الخارج لأن الذي يجري هو إن الاوضاع في داخل إيران و علی مختلف الاصعدة و بسبب من السياسات المعادية لمصالح الشعب الايراني والتي يتبعها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، تزداد سوءا و تتردی أکثر فأکثر عاما بعد عام، وهو مايدفع لمضاعفة عمليات الهروب و الهجرة وإن القادمين من داخل إيران الی مختلف بلدان العالم يتحدثون عن الاوضاع الرديئة التي لم يعد بوسع الشعب تحملها، وإن النظام يتمادی في سياساته القمعية بصورة غير طبيعية، لکن الذي يلفت النظر کثيرا و يمنح لقضية هروب و لجوء أبناء الشعب الايراني للخارج بعدا خطيرا هو إن نسبة 50% من الفارين من الجحيم الايراني، هم أصحاب الکفاءات العلمية، والذي يلفت النظر أکثر من ذلک إن العديد من الايرانيين اللاجئين للدول الغربية قد بادروا الی تغيير دينهم لضمان قبول لجوئهم من جهة و کرد فعل سلبي علی القمع الاستثنائي الذي خضعوا له تحت ستار الدين!
بحسب ماقد أعلنته مصادر رسمية إيرانية في تشرين الاول من العام الماضي، فإن مايقارب 300 ألف نسمة يخرجون من البلاد سنويا بينهم 150 الفا من العقول العلمية. هذا الکلام الخطير، يدل علی إن هذا النظام قد وصل الی مرحلة غير عادية وانه يسير علی أرض غير أمينة بالمرة، ذلک إن خروج هکذا نسبة کبيرة أي”150″ألفا من أصحاب الکفاءات العلمية من إيران التي هي بالاساس تعاني من أزمة بهذا الصدد، فإن ذلک يعني بأن النظام في طريقه ليفقد الکثير من مقومات الاستمرار و البقاء واقفا علی قدميه، إذ إن أي بلد في العالم يقوم و بصورة أساسية علی أکتاف أصحاب الکفاءات وعندما تترکه هذه الشريحة فإن لذلک الکثير من المعاني و التداعيات السلبية التي ليس بالامکان تجاهلها أبدا.
هذا النظام الذي صار بمثابة کابوس دموي للشعب الايراني يحمل بين طياته کل المصائب و المآسي من فقر و مجاعة و بؤس و حرمان و قتل و إعدام و سجون، هو نظام صار يستحق و بجدارة رفضه من جانب شعبه و الدعوة لإسقاطه کما تم لمسه بکل وضوح في الانتفاضة الاخيرة، وإن إستمرار رفع و کتابة شعارات إسقاط النظام دونما توقف، يعني الاستمرار الاصرار علی إسقاط هذا النظام و تغييره ذلک إنه لم يعد بإمکان الشعب أن يعيش في جحيم صنعه النظام و يزعم إنه واحة الامن و الحرية و السعادة الحقيقية في العالمين!!

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة