الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةمقالاتحديث اليومإقالة تيلرسون ومأزق نظام الملالي

إقالة تيلرسون ومأزق نظام الملالي

0Shares

أصابت إقالة وزير الخارجية الأمريکي تيلرسون واستبداله بمايک بومبيو نظام الملالي بموجة جديدة من الصدمة والقلق. أي خيار يتبناه النظام للتعامل مع هذا الوضع هو موضوع جدل بين عناصر وزمر النظام والإعلام الحکومي، وفي رد الفعل المشترک للجناحين، هناک ثلاثة عناصر مشترکة:
القلق والذعر هو أول رد فعل مشترک تم التعبير عنه بمختلف العبارات. علی سبيل المثال ، قال تاجيک من دبلوماسيي النظام إن «واحدة من أکثر الإدارات المعادية لإيران في الولايات المتحدة جاءت لتأخذ زمام السلطة»، وکتب مهدي محمدي من عناصر خامنئي «مع هذا الفريق، ستعمل الولايات المتحدة أکثر عصبية وأقل طبيعية مما کانت عليه في الماضي».
العنصر الثاني المشترک في مواقف عناصر النظام، هو القلق من أن انسحاب أمريکا من الاتفاق النووي أصبح أکثر قطعية. وعلی سبيل المثال، کتبت وکالة مهر للأنباء: «مايک بومبيو هو معارض صلب للاتفاق النووي الإيراني». لقد أوضحت قوات الحرس موقفها، بعبارة «مصير الاتفاق النووي آصبح غامضا أکثر من أي وقت مضی». کما کتب موقع الحرسي محسن رضائي: «بومبيو هو وکيل الانسحاب الأمريکي من الاتفاق النووي».
لکن العنصر الثالث في موقف الحزبين کليهما هو التعبير عن الشک في وجود حل واضح، والذي يعکس بطبيعة الحال المأزق الذي يواجهه النظام في جميع المجالات، وهذا يقدم نفسه بمزيد من الحلول. ولکن بما يعود الأمر إلی الاستجابة للتغييرات الجديدة في الإدارة الأمريکية، فإن الخوف والقلق من الحل هو القاسم المشترک لجميع الأجنحة للنظام، ولکن عندما تتم مناقشة حل معين، فتبرز الانقسامات بين جناح روحاني علی الخصوص وزمرة المهمومين الموالية لجناح خامنئي.
 السؤال الآن هو هل سيأخذ النظام طريق المقاومة بعدما يکاد انسحاب أمريکا من الاتفاق النووي يکون قطعيا؟!
ونظرا للضعف الشديد للنظام علی الأصعد الداخلية والدولية والاقليمية والدولية الناشئة عن تصاعد مستمر لانتفاضة الشعب الإيراني وتوسعه المتواصل، فمن الواضح أن إقالة تيلرسون، تجعل النظام في مأزق أکثر. أي بمعنی آخر لا تعود أمامه فرصة للإطالة والتسويف. ما حصل هو رسالة الی خليفة «النظام الرجعي» بأن عليه أي يتقبل ظروفا أصعب وخناقا في عزلته أشد من ذي قبل وتکون الخطوة الأولی عقوبات أشد عليه. هل يمکن للنظام أن ينجو من المد الحالي لهذا الضغط في ميزان القوی الراهن؟ منطقيا، ليست الإجابة إيجابية. ولکن الوجه الثاني للقضية أي قبول الاتفاق الشامل المشترک في ملف الصواريخ  وملف تدخلاته الإقليمية، أصبح هو الآخر أصعب علی هذا النظام. لأنه إذا کان احتمال أن يتواکب مع الرغبة الأوروبية  وبالتحديد خلال زيارة لورديان لإيران،  ليعزز جبهة أوروبا وتيلرسون مقابل الحصول علی امتيازات مهما تکن صغيرة وظاهرية، فهذه الفرصة قد فاتت ويتوجب عليه أن يتجرع کأس السم بلا عوض ودون نقاش. ومثل هذا الوضع يقلل بشکل کبير موقعه في توازن القوی أمام جبهة الشعب والانتفاضة، وينشط الکثير من عوامل الانقسامات والتساقطات الداخلية. في کلمة واحدة، أصبحت قيمة تجرع کأس السم الآن أکثر بکثير من ذي قبل بالنسبة للنظام. ينتهي کلا المسارين الآن إلی الهاوية التي يقف النظام علی عتبتها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة