الخميس, أبريل 18, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرتقاريرفي سجون الأسد.. "الموت" أفضل خيار للمعتقلات

في سجون الأسد.. “الموت” أفضل خيار للمعتقلات

0Shares

 

لا تملک النساء المعتقلات في سجون نظام بشار الأسد خيارات أفضل من “الموت”، فما يتعرضن له داخل الزنازين من “تعذيب وحشي واغتصاب ومعاملة غير آدمية” أبشع بکثير من فقدان الحياة.
وخلف قضبان تلک الزنازين ترتسم معالم “الوحشية” بأدق تفاصيلها؛ فالمعتقلات والمعتقلون لا يقبعون وحدهم هناک؛ إذ تجاورهم في بعض الأحيان جثث لسجناء سابقين، وتتفشی بينهم أمراض وأوبئة قاتلة، وتٌقدم لهم وجبات طعام “قذرة”، ويمنعون من تنظيف أنفسهم أو حتی الصلاة.
وتقول الشبکة السورية لحقوق الإنسان (غير حکومية)، في تقرير أصدرته الخميس، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس/آذار من کل عام، إن 7 آلاف و699 امرأة تعرضن للاغتصاب داخل سجون نظام الأسد.
وتشير الشبکة إلی أن أکثر من 864 امرأة تقبع حاليا في سجون النظام السوري، بينهن 432 قاصرا، إلا أنها تعتقد أن أعداد المعتقلات ومن تعرضن للاغتصاب في سجون النظام تفوق الرقم المذکور، وذلک لأن الکثير من النساء تم اعتقالهن دون تسجيل، أو لعدم تصريح ممن تعرضن للاغتصاب.
المواطنة السورية “م. ف”، من مدينة اللاذقية (شرق) التي تعمل في أحد صالونات تجميل النساء بمدينة حلب (شمال)، کانت من بين من اعتقلهن نظام الأسد؛ بسبب تقديمها للمساعدت الإنسانية.
وتقول “م.ف” للأناضول، إنه بعد اعتقالها تعرضت للتعذيب لمدة 50 يوما، کسرت خلالها أسنانها وبعض عظامها، قبل أن يتم نقلها من حلب إلی دمشق، لتشاهد هناک أمام عينيها موت العديد من الشبان والنساء أثناء التعذيب.
“ما يتعرض له الرجال والنساء في سجون الأسد لا يمکن وصفه بالکلمات (..) علی مدار 3 أشهر في سجن عدرا المرکزي (شمال شرق دمشق) کنا نتعرض للتعذيب في کل فرصة بخلاف الشتائم التي کان وقعها علی أنفسنا أکثر من وقع الضرب”، تضيف “م.ف”.
وتکمل روايتها بالقول: “تعرضنا لکافة أنواع التعذيب والتحقير والاغتصاب. کان الموت خيار أفضل من الاعتقال”، مشيرة إلی أن الملازم محمد من طرطوس کان أکثر من يقوم بتعذيب المعتقلين في سجن عدرا.
وفي أحد أبشع مشاهد التعذيب التي شاهدتها “م. ف”، تقول: “قاموا في إحدی المرات باعتقال امرأة وزوجها وشقيقها، وقاموا بنزع ملابس المرأة عنها أمام زوجها، وشقيقها، واغتصبوها، حتی أنهم قاموا باغتصاب فتاة عمرها (17 عاما)، وکذلک قاموا بضرب امرأة حملت نتيجة اغتصابهم، وقاموا بضربها حتی أسقطت الجنين”.
ولا يقتصر الأمر علی التعذيب والاغتصاب والشتائم؛ فبحسب المعتقلة السورية، کان جنود نظام الأسد “يضعون الحشرات في طعام المعتقلين ويخلطون الماء بفضلات الإنسان، ويمنعوهم من الصلاة، ومن اقتناء أي من أدوات النظافة”.
ولم تختلف رواية المعتقلة المفرج عنها لونا أغا، (32 عاما)، عن سابقتها، فهي تعرضت للسجن في العام 2013، وفي ذلک الوقت أخذ الجنود طفلها الرضيع من بين أحضانها، وأجبروها علی خلع جميع ملابسها، لتفتيشها تحت الضرب والتعذيب.
وتروي أغا حکايتها بالقول: “وضعوني في زنزانة مساحتها 3 أمتار مع فتاة أخری، وبعد ذلک تم تحويلي للتحقيق، إلا أنه لم يتم التحقيق معي بل تعرضت للضرب فقط. کنت أسألهم عن التهمة الموجهة لي فقالوا إنها: الإرهاب وأنه ليس لي أي حق هنا، ولا يحق لي السؤال کذلک، وطرحوني علی الأرض، وقام أحدهم بوضع قدمه علی رأسي، وقال: هذا الحذاء أشرف منک ومن عائلتک”.
وبعد 10 أيام من التعذيب المتواصل، أفرجت قوات نظام الأسد عن السورية “أغا”، ليتم اعتقال زوجها بعد يومين، قبل أن يتم اعتقالها مرة أخری علی أحد الحواجز، بعد قرابة الثلاثة أشهر.
وتستطرد أغا في روايتها لمشاهد “وحشية” جنود الأسد بالقول: “بعد شهر من الاعتقال الثاني، تم وضعي في حافلة ممتلئة بالمعتقلين الآخرين الذين تتراوح أعمارهم بين (14 و70 عاما)، وکان معنا شاب يبلغ من العمر (16 سنة) مريض بالربو. لم تکن هناک أي رأفة في قلوبهم عليه علی الرغم مما کان يعانيه من آلام”.
وتضيف أن الحافلة أقلتهم إلی مدينة حمص (وسط)، بعدها أرسلوهم من هناک “فرع فلسطين” (مقر أمني) في دمشق، موضحة أن الفرع يتکون من 9 غرف، يوجد في داخلها نحو 30 فتاة وجثث موتی.
وفي اليوم الأول لوصول أغا إلی “فرع فلسطين” أصيبت فتاتان بمرض الکوليرا وبعد ذلک انتقلت العدوی إلی خمس فتيات ثم إلی باقي الغرف، لتبدأ المعتقلات علی إثر ذلک بالإضراب عن الطعام إلی أن أحضروا طبيبا لمعالجتهن، تکمل المعتقلة السورية السابقة.

ومن “فرع فلسطين” انتقلت أغا بعد ثلاثة أشهر إلی سجن عدرا، وتمت محاکمتها هناک لمدة سنة، وعقبها تم الإفراج عنها.
نقلا عن الأناضول

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة