السبت, أبريل 20, 2024

خط النهاية

0Shares
 
بقلم:أمل علاوي
 
قبل 28 ديسمبر/کانون الاول الماضي، وعلی الرغم من المصاعب و التعقيدات التي کانت تواجه نظام الجمهورية الاسلامية، لکن مع ذلک فقد کان النظام لايزال يمسک بزمام الامور و يفرض جبروته و هيمنته علی الشعب الايراني، لکن بعد التأريخ أعلاه، تغيرت الصورة تماما و صار الوضع بشکل آخر لم يعهده النظام طوال ال39 عاما المنصرمة من عمره، فقد وجد نفسه وعلی حين غرة في مواجهة أوضاع إستثنائية إضطر رغما عنه علی التآلف و الانسجام معها.
إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، التي سحبت البساط من تحت أقدام النظام و جعلت سيوفه خشبية، أنهت عقودا دامية من سياسة الحديد و النار و أجبرت النظام علی التقوقع و الانطواء علی نفسه و تيقنه من إن القتل و السجون و التعذيب و الاعدام لم يعد الاسلوب الذي بإمکانه أن يرهب الشعب الايراني و يجبره علی الانصياع و الخضوع للظلم، خصوصا بعد أن رفع الشعب الايراني في تلک الانتفاضة شعار الموت للديکتاتور و الموت لروحاني و ظل يرددها دونما توقف مما يبين بمنتهی الوضوح بأن هذا النظام قد وصل الی خط النهاية.
قد يتساءل البعض لماذا نقول بأن النظام الايراني قد وصل الی خط النهاية وهل إن هذا ممکن؟ ونجيب بأن هذا النظام کان واحد من أهم أسباب تأسيسه، بعد أن تمکن لأسباب مختلفة من مصادرة الثورة من أصحابها الحقيقيين وخصوصا من منظمة مجاهدي خلق، التي کانت داينمو الثورة الايرانية و العامل الاهم و الاقوی في إسقاط النظام الملکي السابق، وطوال ال39 عاما الماضية، ظل هذا النظام يؤکد علی أن منظمة مجاهدي خلق لم يعد لها من وجود و دور في الساحة الايرانية، ولکن نجاحها الساحق في أن تقود إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، قد أثبت بأنها قد إستردت و بشکل واضح جدا مکانتها و دورها الطبيعي، وهذا مايعني بالضرورة من إن هذا النظام قد صار تماما في وضع و موقف النظام الملکي السابق.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبعد إندلاع إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، قد صار و بشکل واضح جدا علی خط النهاية وإن العد التنازلي لسقوطه قد بدأ فعلا منذ 28 ديسمبر/کانون الاول الماضي، ولم يعد بإمکانه أبدا أن يحول دون ذلک أو أن يغير من مسار الاحداث و التطورات التي بدأت تعصف بالنظام و تجعله يترنح ذات اليمين و ذات الشمال، ولاريب من إن هذا النظام الذي تمادی کثيرا و تصور ذات يوم بأنه من المستحيل إسقاطه خصوصا بعد أن جعل من الدين وسيلة من أجل تحقيق أهدافه و غاياته، فقد تيقن من إن خدعته هذه لم تعد تنطلي علی الشعب الايراني وإن عليه أن يعد العدة لکي يلحق نظام الشاه.
 
مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة