السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيالنظرية التي سقطت في مهدها

النظرية التي سقطت في مهدها

0Shares


بقلم:مثنی الجادرجي

منذ 9 نيسان 2003، ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يعمل دونما کلل و بمختلف الطرق من أجل ضمان ضم العراق الی تحت سلطته الفعلية من خلال إستنساخ نموذج ولاية الفقيه في هذا البلد الذي رأی الامرين من جراء التدخلات السافرة لهذا النظام و سعيه لفرض نفوذه و هيمنته عليه.
تأسيس أحزاب و جماعات في إيران قبل الاحتلال الامريکي للعراق و إختراق أحزاب شيعية عراقية أخری موالية لطهران بحيث جعلت منه مجرد بيدق بيده کما هو الحال مع حزب الدعوة، کل هذا لم يکن کافيا لنهم هذا النظام و أطماعه من أجل إخضاع العراق لسيطرته
المطلقة وانما عزز ذلک بشبکات التجسس و العمالة و التخريب التابعة له في مختلف أنحاء العراق بالاضافة الی الميليشيات الشيعية المشبعة بالفکر الطائفي المتطرف، وهو ماجعل العراق في مواجهة واحدة من أسوء المراحل التي يمر بها في تأريخه المعاصر.
تجربة ولاية الفقيه التي أثبتت فشلها و سقمها و معاداتها لما کل هو إسلامي و إنساني و حضاري، خصوصا فيما لو دققنا النظر في إيران نفسها لوجدنا إن الشعب الايراني قد أبتلي بهذا النظام”البدعة”، بحيث أصبح أکثر من 70% منه يعيشون تحت خط الفقر فيما
يواجه أکثر من 12 مليونا آخرين المجاعة و هناک 11 مليون عائلة مبتلية بالادمان، ناهيک عن إرتفاع نسبة البطالة الی أکثر من 30% ومئات المشاکل و الازمات الحادة الاخری التي يعاني منها هذا الشعب بسبب نظام ولاية الفقيه.
الاحزاب و الجماعات و الميليشيات العميلة و المأجورة التابعة لطهران و التي ليس لديها من عمل سوی التسبيح و التحميد بخيرات و فضائل نظام ولاية الفقيه”التي لاوجود لها في الحقيقة و الواقع”، من أجل أن تخدع الشعب العراقي و تموه عليه حتی تجعله يقبل ببلاء و
مصيبة و کارثة ولاية الفقيه، وإننا هنا لسنا نقول سوی أمر واحد و نشدد عليه وهو أن ينظر الشعب العراقي لأوضاع و حال الشعب الايراني بعد 39 عاما من إذاقته نير و جور جحيم ولاية الفقيه، کي يعلم الی أين سيتجه في حال لو سکت أو لم يکن له من موقف
عملي تجاه فرض هذه النظام البدعة القمعي عليه بل وإن إندلاع إنتفاضة کانون الثاني 2018، التي هتفت بإسقاط النظام و بالموت لخامنئي بحد ذاته، کانت بمثابة تأکيد قاطع من إن نظرية ولاية الفقيه قد ماتت في مهدها إي في إيران من خلا الرفض الشعبي القاطع
لها.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني علی أساس نظرية ولاية الفقيه و الذي يواجه أوضاعا و ظروفا بالغة السوء تدفعه من أجل البحث عن مخرج لأوضاعه الوخيمة، وقطعا فإنه سوف يسعی وعن طريق السعي لفرض هذه النظرية القمعية اللاإسلامية و اللاإنسانية
علی العراق من أجل خداع الشعب الايراني و الإيحاء له بأن هذه النظرية الفاشلة صارت محط أنظار شعوب المنطقة، وإننا نؤمن تماما بأن الشعب العراقي سيقف بوجه هذه المساعي و سيفشلها حتما وإن ماتبذله الاحزاب و الجماعات التباعة لهذا النظام من محاولات
من أجل تلميع وجه هذا النظام لن تجدي نفعا أبدا فهذه النظرية قد سقطت و إنتهی مفعولها تماما.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة