الجمعة, مارس 29, 2024
الرئيسيةأخبار إيرانصانعة النصر و التغيير في إيران

صانعة النصر و التغيير في إيران

0Shares


بقلم :  سلمی مجيد الخالدي


منذ أعوام طويلة و تحديدا منذ بدأت المواجهة الضارية و الفريدة من نوعها بين منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يستند علی نظرية ولاية الفقيه، حيث إستخدم النظام کل مابوسعه من وسائل و طرق و أساليب ضد هذه المنظمة التي تأسست في عام 1965، وکان لها دور محوري و أساسي مشهود له في مقارعة النظام الملکي السابق و إسقاطه، وصلت الی حد تحريف و تزييف تأريخ المنظمة و إلصاق شتی التهم بها من أجل إنهاء دورها و حضورها الشعبي المميز داخل مختلف أوساط الشعب الايراني
هذه المواجهة الضارية التي دارت و تدور رحاها بين هذين الطرفين، لم تجري علی علی صعيد واحد فقط وانما علی عدة أصعدة، فهي مواجهة عسکرية و سياسية و فکرية و إعلامية يشار لها بالبنان، وعلی الرغم من عدم التکافؤ في إمکانيات الطرفين و ميلان الکفة لصالح النظام، لکن الذي أدهش العالم کله و أطار صواب النظام نفسه، هو النجاح و الموفقية المميزة لقادة المنظمة ولاسيما السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في إدارة هذه المواجهة و الاستمرار فيها و تحقيق إنتصارات و مکاسب سياسية و إعلامية و فکرية لم يستطع حتی النظام نفسه عدم الاعتراف بها.
المثير في هذا الصراع هو إن النظام و خلال أکثر من 39 عاما، دأب بين الفترة و الاخری علی إطلاق تصريحات نارية غريبة من نوعها تشدد علی إن منظمة مجاهدي خلق قد إنتهت تماما ولم يعد لها من وجود، وهذه التصريحات کانت تتزامن و بشکل ملفت للنظر مع نشاطات و تحرکات سياسية و فکرية للمنظمة علی مختلف الاصعدة، والانکی من ذلک إنه و بشکل موازي مع إطلاق تلک التصريحات، کانت هنالک أيضا تصريحات و مواقف غريبة من نوعها تصدر عن قادة و مسؤولي النظام نظير تحذير أولياء الامور من مراقبة نشاطات أبناءهم و أخذ الحيطة و الحذر من الانضمام لمنظمة مجاهدي خلق
بعد إنتفاضة عام 2018، والتي هتف خلالها أهالي 142، مدينة  شعارات الموت للديکتاتور و الموت  لروحاني، بالاضافة تمزيق و حرق صور خامنئي، خرج المرشد الاعلی للنظام و بعد أعوام من تطبيل و تزمير وسائل الاعلام الرسمية من إن منظمة مجاهدي خلق لم يعد لها من وجود، ليصرح بأن منظمة مجاهدي خلق کانت وراء هذه الانتفاضة!
خلال الايام الاعوام الماضية، صدرت الکثير من التصريحات و المواقف المتضاربة و المتناقضة من جانب قادة و مسؤولي هذا النظام بشأن منظمة مجاهدي خلق بالصورة التي تصورها وکأنها لاعلاقة لها بالشعب الايراني ولاتستمد قواها منه، فقد أثبتت الاحداث و التطورات من إن هذه المنظمة تعکس قصة الشعب الايراني بحد ذاته و ليس قصة تنظيم سياسي محدد و السؤال هو: الی متی سيستمر قادة و مسؤولوا النظام الايراني في مثل هذه التصريحات المناقضة للحقيقة و الواقع؟ والی متی سيبقون يصرون علی إنتهاء تنظيم سياسي ـ فکري فعال کمنظمة مجاهدي خلق في الساحة الايرانية و هو الرقم الاصعب فيها؟

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة