السبت, أبريل 20, 2024
الرئيسيةأخبار وتقاريرالعالم العربيهل سينتهي النفوذ الايراني في العراق؟

هل سينتهي النفوذ الايراني في العراق؟

0Shares


بقلم:محمد حسين المياحي

 


لامعنی للحديث عن الامن و الاستقرار في العراق في ظل بقاء و إستمرار نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية فيه، خصوصا وإن هذا النفوذ يعمل دائما في ضوء المصالح العليا للنظام الايراني و يستخدم کل الطرق و الاساليب التي تضمن له الحفاظ علی هذا النفوذ و ضمان إستمراره.
التدخل الايراني في العراق ولاسيما بعد إستفحال النفوذ بعد تأسيس الميليشيات المسلحة التي تم إعدادها عقائديا وکأنها نسخة من ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري، بلغ مستويات إستثنائية بحيث صار البعض يقول بأن طهران تتدخل في کل شاردة و واردة، ولذلک فإن الذي يتصور بأنه بإمکان الحکومات العراقية المتعاقبة بعد الاحتلال الامريکي للعراق، من أن تتصرف في ضوء ماتمليه عليها الاعتبارات الوطنية العراقية العليا، إنما هو واهم، فالاعتبار الاعلی و الاکبر بالنسبة لهذه الحکومات کان ولازال النفوذ الايراني.
المطالبة بإنهاء النفوذ الايراني في العراق، صار يطرح علی مختلف الاصعدة خصوصا وإنه يقف عائقا أمام إستتباب الامن و الاستقرار فيه، لکن هناک ثمة اسئلة يجب طرحها وهي: هل سينتهي النفوذ الايراني في العراق؟ وهل بالامکان إنهائه حقا؟ وهل هناک تيار في العملية السياسية في العراق بإمکانه تحدي النفوذ الايراني و إجباره علی التقهقر؟ من الواضح إن الاجوبة کلها بالنفي، ذلک إن معظم الکتل السياسية العراقية إما ترغب و تؤيد هذا النفوذ أو تتجاهله و تنأی بنفسها عنه من أجل مصالحها الخاصة، ولهذا فإن المطالبة بإنهاء هذا النفوذ سيبقی نظريا مالم يتم تفعيله وهناک خيارات من أجل ذلک أهمها الشارع العراقي الذي هو أکبر متضرر من وراء هذا النفوذ المستمر علی حساب مصالحه بل وحتی علی حساب لقمة عيشه، إذ أن هذا النفوذ هو أکبر دعامة للفساد السياسي و المالي في العراق، ولايمکن أن يتم أي علاج جذري للفساد من دون مواجهة دعامته.
الاوضاع غير المستقرة في إيران و تزايد الرفض الشعبي للنظام و التي وصلت الی حد ليس المطالبة بإنهاء تدخلاته في بلدان المنطقة فقط وانما بإسقاطه، تؤکد بأنه من اللمکن جدا أن يکون هناک تحرک ضد هذا النفوذ، خصوصا إذا ماإستند علی أرضية تإييد شعبي، إذ أن فتح هکذا جبهة ضد طهران في هذا الوقت و رفع درجة سخونة المطالبة مشفوعة بتظاهرات و مواقف شعبية و حتی سياسية، ستضع النظام الايراني في وضع حرج و حتی بالامکان أن تأخذ زمام المبادرة منه و تفقده الکثير من الخيارات، لأن هناک حاليا دعم من الشعب الايراني و المقاومة الايرانية بإتجاه إنهاء هذا النفوذ و الذي لابد له أن ينتهي.


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة